قالت وزارة الثقافة العراقية انها احالت عددا من المسؤولين فيها الى التحقيق لتقصيرهم وسماحهم بعرض فرقة مسرحية المانية خلال مهرجان المنتدى الدولي السابع عشر على المسرح الوطني الذي تجري فعالياته في بغداد حاليا لمشهد لاحدى الفتيات وهي تتعرى امام جمهور المشاهدين الحاضرين.
وقالت الوزارة تعقيبا على الحادث الذي اثار ردود افعال غاضبة انه انطلاقاً من حرصها على “إنجاز مهامها الوطنية وأداء واجباتها المهنية وتحقيق رسالتها المنشودة في بناء الأنسان الذي يمثل رأسمال العمران البشري في بناء الأوطان وبناءً على ماتستلزمه الضرورات الوطنية والمسؤوليات الثقافية في مسيرة التحول الديمقراطي في عراقنا الناهض وإشارة إلى الإخفاق المؤسف الذي صدر عن إحدى الفرق المسرحية الأجنبية المشاركة في إحدى فعاليات دائرة السينما والمسرح على خشبة المسرح الوطني ولما ينطوي عليه العرض المذكور من تجاوز فاضح وخرق لمنظومة القيم الوطنية والأخلاقية والثقافية التي نؤمن أن المسرح هو صوتها ومدرستها ووسيلة أنتاجها ولأن ما قُدم في العرض المذكور يتنافى كلياً ويتقاطع تماماً مع الدور الايجابي المسؤول الذي ينبغي أن تلعبه المؤسسة الثقافية الرسمية، فإن وزارة الثقافة تعرب عن بالغ أسفها وامتعاضها من الخرق اللامسؤول والإسفاف الواضح الذي شهدته أروقة الدائرة المذكورة” . وشددت الوزارة على ان تصرف الفرقة “كان مزعجاً لذائقة التلقي العام فضلاً عن كونه يشكل إساءةً كبيرةً وخدشا ًمؤلماً لمنظومتنا الثقافية والمجتمعية والأخلاقية التي قدم العراقيون من أجلها أسمى التضحيات وأغلى الأهل والأبناء في عقود المرارة والقسوة” .
وشددت وزارة الثقافة على ان “هذه الأساءة هي نتيجة تخبط شخصي واجتهادات إدارية قاصرة يتحملها القائمون على هذا المفصل بشكل مباشر وقد أحيل الموظفون المقصرون إلى التحقيق والمحاسبة في إطار توجه وزارة الثقافة إلى إعادة النظر في البنية الكلية لدائرة السينما والمسرح ومراجعة أدائها وتصحيح ما أنحرف في مسارها وفي دورها الذي يجب أن يكون بمستوى الثقافة العراقية وأنساقها المتعددة الغنية” كما قالت في بيان صحافي على موقعها الالكتروني.
واكدت الوزارة شروعها بمحاسبة المقصرين وإتخاذ الإجراءات المطلوبة في هذا الموضوع مشيرة الى ان المسرح الوطني يمتلك رمزيةً خاصة ويشكل دلالة ً وطنيةً “لايمكن أن تفرط بها وزارتنا أو تسمح للأخطاء الإدارية والتخبطات أن تنال من مكانة المسرح ودوره المشرق في ثقافة العراق أو من القيمة المعنوية والتاريخية للمسرح الوطني على وجه الخصوص”.
وكانت حادثة تعري فتاة من الفرقة الالمانية في احدى عروض الفرقة على هامش مشاركتها في مهرجان المنتدى الدولي السابع عشر على خشبة المسرح الوطني الذي تجري فعالياته في بغداد حاليا وتختتم غدا السبت قد اثار استياء الجمهور والنقاد وهاجمته صحف ومواقع الكترونية عراقية . وقد تم تقديم مشهد التعري خلال عرض للفرقة الالمانية بعنوان “انسان نموذج واحد” الاثنين الماضي وقامت به احدى فتيات الفرقة بخلع ملابسها والتعري كاملا امام الجمهور وجسدها مغطى بالباودر ما اعتبر تجاوزا على الاعراف والتقاليد التي يخضع لها المجتمع العراقي.
وحول موقفه من مشهد التعري استغرب مدير مهرجان فعاليات منتدى المسرح إبراهيم حنون من تعري الفتاة الألمانية خلال تقديمها عرضا مسرحيا تحت عنوان انسان نموذج واحد في المسرح الوطني ببغداد. وشدد بالقول “نحن غير متفقين معها بان تتعرى بالعرض المسرح وهي ارتكبت هذا الفعل دون موافقتنا” .. مشيرا إلى أن “الفرقة الألمانية بعثت أقراص العرض ولا توجد فيه فتاة تخلع ملابسها وتتعرى”.
وانطلقت في بغداد الاثنين الماضي فعاليات مهرجان منتدى المسرح الدولي السابع بمشاركة أجنبية وعربية وتستمر حتى السبت الاحد المقبل.
وقالت رئيسة قسم االإعلام في الدائرة زينب القصاب أن هذا المهرجان يندرج ضمن مشروع بغداد عاصمة للثقافة العربية لعام 2013. ومن جانبه قال مدير منتدى المسرح إبراهيم حنون إن حجم المشاركة العراقية في هذا المهرجان واسع وجميع الأعمال المشاركة هي من إنتاج منتدى المسرح التابع لدائرة السينما والمسرح. واشار الى تخصيص جوائز مالية كبيرة حيث تبلغ قيمة الواحدة منها عشرة ملاين دينار عراقي (حوالي 10 الاف دولار) إلى جانب الدروع وشهادات التقدير.
ويترأس اللجنة التحكيمية للمهرجان رائد المسرح العراقي صلاح القصب وتضم في عضويتها : البرفيسور الالماني هانز والدكتورة جميلة دقاي من الجزائر والدكتور ميمون الخالدي والفنانة زهرة بدن والفنان كاظم النصار من العراق واحمد الشرجي من هولندا .
ويتضمن المهرجان عرض مسرحيات هي اضافة الى المسرحية الألمانية ” إنسان نموذج واحد ” إخراج “ساكو سكي ” كل من : مسرحية “الدرس الأول” إخراج “غازي الزعيني” ومسرحية ”انفلات” إخراج “وليد الدغسبي” من تونس .. ومن المغرب مسرحية “أولاد البلاد” إخراج “بلمجاهد ” .. أما العروض العراقية المُشاركة في المهرجان فمنها مسرحية “جيرك” لسامر دشر ومسرحية ”لعب ووهم” لياسين إسماعيل ومسرحية “مطلوب ” لتحرير الأسدي ومسرحية “استيراد خاص” لعلاوي حسين وعروض أُخرى . وسيشهد يوم غد السبت إقامة حفل الختام وتوزيع الجوائز على الفائزين في عروض المهرجان .