كتبت – بوسي محمد :
أثار حظر الفيلم الأميركي Batman v Superman: Dawn of Justice من صالات العرض السينمائية في لبنان، بسبب مشاركة الممثلة الإسرائيلية “غال غادوت” التي تجسد فيه شخصية Wonder woman “المرأة الأعجوبة”، استياء العديد من الأشخاص المنادين بالحرية، على اعتبار أن الفيلم لا علاقة له بالخصومات السياسية ولا بالعرق ولا الدين ولا الجنسية.
ففي الوقت الذي اغضب حظره العديد من الأشخاص، هدأ ذلك الحظر من روعة الدول العربية التي لا تعترف بـ”إسرائيل” كدولة لمحاولاتها طمس التاريخ الفلسطيني، واستعمار الاراضي الفلسطينية بجانب المجازر التي تستهدف بيوت ومنازل غزة، فهي قضية عربية وليست مجرد ممثلة تجسد شخصية ما في فيلم ما.
سلّطت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية الضوء على الممثلة الإسرائيلية، التي باتت حديث مواقع التواصل الاجتماعي، للتعرف أكثر على شخصيتها الحقيقية، واستعرضت تاريخ “المرأة الأعجوبة” التي تجسدها “غادوت” في الفيلم الجديد Batman v Superman: Dawn of Justice.
من هي “غال غادوت”..
من داخل بلدة “روش هاعين” في إسرائيل، ترعرعت “غال غادوت” يوم 30 نيسان/ابريل 1985 لأب مهندس وأم معلمة، نشأت في بيئة أسرية يهودية إسرائيلية محافظة جداً.
اعتزازها وفخرها بهويتها الإسرائيلية وديانتها اليهودية، دفعها للخدمة في “جيش الدفاع الإسرائيلي” لمدة سنتين.
رغم حلم الطفولة الذي لازمها طوال فترة المراهقة بأن تصبح صيدلية، شقت “غادوت” لنفسها طريقاً تصل من خلاله إلى عالم الشهرة والنجومية، فمثلت بلادها “إسرائيل” في مسابقة ملكة جمال وتم تتويجها كملكة عام 2004، ثم اقتحمت مجال الإعلانات فأصبحت عارضة أزياء في شركة “كاسترو”، وتعتبر وجه ماركة العطور الخاصة بشركة الموضة العالمية “غوتشي”، إلا أن جاءتها الفرصة التي طالما حلمت بها منذ أن اقتحمت عالم الشهرة، فلعبت دور “جيزيل حربو” في سلسلة أفلام السرعة والغضب، ثم تقمصت دور فتاة متدينة تحولت بين ليلة وضحاها إلى عارضة أزياء تُعجب بها الجماهير في مسلسل تليفزيوني، ثم ظهرت كضيف شرف في المسلسل الكوميدي “أنتوراغ” ، بالإضافة إلى دورها الرئيس في الفيلم الإسرائيلي “شوشانا الهدَّاف”.
ونظراً لمشوارها الحافل بالنجاحات، اسندت شركة “وارنر برذرز” دور “المرأة الأعجوبة” أمام “بن أفليك” و”هنري كاڤيل”، في فيلم “باتمان ضد سوبرمان: فجر العدالة”، وهو الفيلم الذي تصدرت به وسائل الإعلام العالمية بعد أن تم الإعلان بأنه سوف يتم عرضه داخل صالات العرض السينمائية في لبنان، وهو الأمر الذي اثار غضب الدول العربية كونها ممثلة تنتمي لدولة تبعد قوانينها عن العدالة وتجرد من الرحمة والإنسانية.
من هي “المرأة الأعجوبة”..
يعود ابتكار شخصية “المرأة الأعجوبة” إلى عالم النفس الأميركي وكاتب الكتاب الهزلي “وليام مولتون مارستون” – المعروف أيضاً باسم القلمي تشارلز مولتون -، استلهم الفكرة من امرأتين، زوجته “إليزابيث هولواي مارستون”، و”أوليف بيرن”، كان يرى أن زوجته “مارستون” خُلقت كي تكون امرأة متحررة ولها الخصائص الإيجابية التي ترتبط مع النساء. تم ابتكار شخصية “المرأة الأعجوبة” لمنافسة قوة “سوبر مان”.
ذكر مارستون شخصية “المرأة الأعجوبة” في كتابه الهزلي عام 1942، وتعرض لانتقادات واسعة وذلك بعد أن اظهرها في الصور الكاريكاتورية المُدرجة في الكتاب وهي لم ترتدي ملابس كافية.
وقبل أن تصبح “المرأة الأعجوبة”، كانت أميرة الأمازون التي تم تدريبها لتكون محاربة لا تُقهَر، إذ تم تدريبها على القتال ورياضة المبارزة في سن مبكرة، تربت في جزيرة “بارادايس” واحتمت فيها إلى أن هبط طيار أميركي على الجزيرة وأخبرها بالفروقات الكبيرة في العالم الخارجي، فتقرر الرحيل عن موطنها وترك جزيرتها لتتعرف على حضارات وأماكن مختلفة ومحاربين من بلاد اليونان وتشارك في وقف الحروب المُدارة مختبرة قدراتها الكامنة.
حسب ما ذكر في الكتاب، والدتها هي الملكة “هيبوليتاكوين هيبوليتا”، وهي من الاساطير اليونانية كانت حاكم “ثيميسيرا”، وابنة “زيوسوندر”.
اسمها المستعار هو “ديانا برينسوندر”، شغلت مناصب هامة منها مساعد “ستيف تريفور”، وضابط الاستخبارات العسكرية، وموظف مدني، ورجل أعمال، ورائد فضاء، وموظف في الأمم المتحدة. وفي عام 1960، فقدت صلاحياتها وعاشت “ديانا” حياة عادية، حيثُ فتحت محالاً صغيراً للأزياء العصرية في قرية “غرينتش” في نيويورك.