29 مارس، 2024 5:05 ص
Search
Close this search box.

تعرف على اشكال ومظاهر الحياة داخله .. “عراق” صغير في طهران !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

“دولت آباد” من المناطق القديمة جنوب شرق طهران، وهي منطقة هادئة ذات شوارع واسعة ونظيفة ومختلفة من حيث الشكل والمظهر، تمتزج فيها القوميات الإيرانية والعربية والتركية وغيرها. وهذه المنطقة عبارة عن مدينة صغيرة أنشأتها “شركة دولت آباد” الخاصة عام 1970.

حي “المعاودين” في دولت آباد..

يقول “مرجان أشرف”, مراسل وكالة الأنباء الدولية القرآنية: “في هذه المدينة الصغيرة شارع يُدعى “القدس” يسكنه العرب “المعاودين”, ويٌقصد بهم المهاجرين العراقيين إلى إيران خلال الفترة 1970 – 1980. لكن المقر الرئيس للمعاودين هو المنطقة 12 في طهران ويعرف بـ”حى العرب” في دولت آباد. وينقسم “المعاودين” إلى ثلاثة فرق صغيرة هي: “الكربلائين والنجفين والكاظمين”. ويتراوح عددهم بين 350 – 650 ألف شخص, حصل 400 ألف منهم على هوية إيرانية بعد اثبات أصوله الإيرانية. الطريف أن “صدام حسين” صادر أموالهم وممتلكاتهم بعد طردهم من العراق، لكنهم نجحوا بالعمل في الأسواق الإيرانية لا سيما سوق طهران وحي “مروى”, واستعادوا نمط حياتهم السابقة في بغداد. وللعرب في “دولت آباد” أسواقهم ودكاكينهم الخاصة تسودها اللغة العربية، وكذلك لهم مطاعهم الخاصة”.

“المعاودين” يدركون جيداً مظلومية سيد الشهداء..

ثمة الكثير من المساجد والحسينيات في “دولت آباد”, وتعتبر ملتقى العرب كما يقولون. تطالعك على جانبي الطريق صور الآيات “الحكيم والسيستاني والصدر” وغيرهم. ويقال إن آية الله “الحكيم” سكن هذه المنطقة قبل عودته وشهادته بالعراق.

ويقول العرب النازحون من الكوفة والنجف وكربلاء عن ذكريات الإمام الحسين: “تعرضنا للظلم على حين غرة وطردنا من العراق بدون أموال وأمتعة، ولذا نحن ندرك جيداً حزن سيد الشهداء. نحن نتنفس عشق الحسين”.

أحوال المحرم في “دولت آباد”..

تمثل “مدينة الري” في نفسها عراقاً صغيراً. وتبدأ مراسم المحرم في العراق الصغير منذ اليوم الأول في شهر المحرم ويسودها العزاء. وتقدم محطات الصلوات (هي خيم خدمة خيرية), على جانبي الطريق, الشاي والعصائر للمعزيين، كما تقوم البيوت والتكايا يومياً باخراج الخبز والجبن والبلح. وفي اليوم التاسع من المحرم تخرج جموع المعزيين إلى الشوارع يحملون الرايات الكبيرة.

وتختلف طبولهم عن نظيرتها الإيرانية, فهي صغيرة وتصنع من جلود الحيوانات. يتقدم المجموعات من ينفخون المزمار في حين ينشد المعزيين لحن “حيدر حيدر”. كذا يتقدم الجموع عرب يرتدون الدشداشة والعمامات السوداء ينشدون المدائح باللغة العربية.

الحلويات الشامية..

يضيف الموقع الإخباري “عصر إيران” مؤكداص على أنه: “يسكن حالياً سوريون ولبنانيون وبحرينيون “دولت آبادي”, إلى جانب العراقيين. ويوجود حوالي 130 محل بيع فلافل عربية في هذه المنطقة وحدها أشهرها “فلافل سيد”. هذا بخلاف الكبه، وماريا، والسمبوسه، والبقلاوه اللبنانية والكنافة والشاي العراقي الذي يمتاز عن الشاي الإيراني بثخانته. والحلويات العربية خادعة تثير من خلف الزجاج شهية الناظر. هذه الحلويات التي تصنع من السمن الحيواني ومليئة بالفستق والمكسرات. ألذها تلك الحلوى المعروفة باسم “تاج الملوك” وتشبه الكعك الملئ بالفستق واللوز. وبالتأكيد هذه الحلويات ليست رخيصة ويكلف الكيلو الواحد تقريباً 45 ألف طومان”.

أصول إيرانية وحياة عربية..

الناس هنا يعتبرون أنفسهم إيرانيين، وأغلبهم يحمل بطاقة هوية إيرانية ويفخرون بإيرانيتهم. وهم الآن يعيشون أوضاع اقتصادية مناسبة بخلاف الشعور بالآمان. إنهم يحبون أن يجمعوا كل المظاهر العربية، فهم إيرانيون يتحدثون العربية ويتناولون المأكولات والمشروبات العربية. لكنهم يشكون من تعنت البلدية حيال تغيير أسماء محلاتهم من العربية إلى اللغة الفارسية. وما أن يدخل الليل حتى تضيء المحلات والشوارع، وتظهر السيارات الفارهة وفيها تجلس الفتيات باللباس العربي مع أصدقائهن يستمعن إلى الموسيقى العربية. يتوقف البعض بجوار المطاعم في انتظار الحصول على الكباب التركي أو العراقي أو الفلافل السورية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب