كتبت – نشوى الحفني :
بعد أن أعلنت قوات “الحشد الشعبي” في العراق تقدمها في المواجهات مع تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، حتى وصلت إلى الحدود العراقية مع سوريا، اتجهت الأنظار إلى الحدود السورية العراقية، وأصبحت تدور تساؤلات حول أسباب السيطرة عليها، في الوقت الذي اصبحت فيه المنطقة هدفاً لمعظم القوى المتصارعة ذات المصالح المتضاربة.
إيران تسعى لفتح ممر بري..
حيث تتردد الآنباء عن سعي “إيران”، من خلال ميليشيات “الحشد الشعبي” إلى فتح ممر بري يربطها من خلال العراق بسوريا، وصولاً إلى البحر المتوسط، لإحراز أهداف سياسية وأمنية واقتصادية، على رأسها تأمين استمرارية دعم النظام السوري.
ويتفق هذا التحرك مع خطط النظام السوري والميليشيات الموالية له، للسيطرة على “معبر التنف” القريب من المثلث الحدودي “العراقي – السوري – الأردني”. فضلاً عن التحرك لفك الحصار عن مدينة “دير الزور”، بهدف فك حصار تنظيم “داعش” عنها والوصول إلى الحدود العراقية.
الخطط تصطدم بمخططات أميركية..
إلا أن خطط طهران وبغداد ودمشق، تصطدم بمخططات أميركية تقضي بتسليم جانب من الحدود العراقية لعشائر الأنبار لتأمين طريق بري يربط بغداد بالحدود الأردنية – السورية، وكذلك إبعاد الميليشيات الإيرانية عن قواعدها في سوريا، وأبرزها في “التنف”.
قوات كردية تسعى للسيطرة..
في نفس الوقت، تسعى قوات كردية، مدعومة أميركياً، إلى السيطرة على الثلث الأخير من الحدود العراقية – السورية، حيث “معبر ربيعة – اليعربية” على رغم الخلافات بين واشنطن وأنقرة. وتخشى أربيل من سيطرة “الحشد الشعبي” على تلك المنطقة.
استمرار عمليات التطهير..
كان “أبو مهدي المهندس”، القيادي في قوات “الحشد الشعبي”، قد أعلن “استمرار عمليات تطهير كل الحدود العراقية بشكل كامل”.
وبحسب الموقع الإعلامي الرسمي لقوات “الحشد الشعبي”، فقد اقتربت عناصره الاثنين 29 آيار/مايو 2017، من قرية “أم الذيبان” التي تبعد نحو 14 كيلومتراً عن الحدود السورية.
وتخوض القوات الحكومية معارك من أجل استعادة مدينة الموصل من تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” منذ عدة أشهر. وتشارك قوات “الحشد الشعبي” في المعارك ضد التنظيم.
الأمين العام لمنظمة “بدر” هادي العامري، أكد على وصول قوات الحشد إلى الحدود العراقية السورية، واعلن البدء بعملية عسكرية لتطهير الحدود، قائلاً: إن “قوات الحشد تمركزت في قرية أم جريص الواقعة على الحدود”.
وفي السياق ذاته اكد الناطق الرسمي لهيئة الحشد الشعبي “أحمد الاسدي”، على اكمال الحشد مهمة التماس مع الحدود العراقية ـ السورية، واصفاً “الأسدي” إنجاز الحشد الشعبي بـ”النصر التاريخي”، مشيراً إلى الاستمرار في المهمة وصولاً إلى النصر النهائي بتحرير أخر شبر من ارض العراق، مشدداً على ان هذا النصر سيكون حافزاً مهما للجيش السوري بهدف تأمين كامل الشريط الحدودي من الجهة السورية.
الحشد لا يعتمد على التحالف الدولي..
وجه نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي “أبو مهدي المهندس” نداء إلى القوات المنتصرة بالوصول إلى الحدود العراقية السورية، مؤكداً “المهندس” على أن قوات الحشد لا تعتمد على التحالف الدولي في عملياتها.
إلى ذلك، أعلن رئيس الوزراء العراقي “حيدر العبادي”، أن “إعلان النصر في هذه المدينة على مسلحي تنظيم “داعش” الإرهابي سيكون قريباً جداً”، مشيداً خلال إفطار مع مقاتلي جهاز مكافحة الإرهاب بانجازات مقاتلي الجهاز بمواجهة العصابات الإرهابية وتحرير العراق من تلك العصابات.
إستهداف القوات الحكومية بالسيارات المفخخة..
المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة “يحيى رسول”، قال: “وحداتنا مستمرة في التقدم.. وقد دخلت إلى أحياء الساحة الأولى والزنجيلي والشفاء” داخل الموصل.
مشيراً إلى أن مسلحي التنظيم يستخدمون “سيارات مفخخة وقناصة وانتحاريين” لاستهداف القوات الحكومية، وحذرت الأمم المتحدة من أن المدنيين هم الأكثر تضرراً جراء العمليات العسكرية الدائرة في الموصل.
المدنيون في خطر..
منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق “ليز غراندي”، قالت: إن المدنيين في الموصل “يواجهون مخاطر جسيمة إذ أن مسلحي التنظيم يستهدفون مباشرة العائلات التي تعاني بالفعل من نقص حاد في المياه والكهرباء”.
وفر مئات الآلاف من المدنيين من الموصل منذ بدء المعارك من أجل استعادة السيطرة عليها في تشرين أول/أكتوبر الماضي.
وتؤكد الخطط علي تراجع تنظيم “داعش” وبدء انهياره، لتتوارث القوى المتصارعة تركته، على حساب سكان المناطق الأصليين، الذين يشاهدون بأم العين كيف ترسم الحدود والخرائط الجديدة بالدم والنار.
سيناريوهات ما يحدث..
المتخصص في الشؤون السورية والعراقية والجماعات الإسلامية “مصطفي أمين”، أوضح لـ(كتابات)، ان ما يدور علي الحدود العراقية السورية بعد وصول قوات “الحشد الشعبي” وانتشاره على الحدود، ينحصر في سيناريوهين.. أولهما أن ما حدث جاء بضغط من جانب إيران لحماية الحدود السورية بهدف منع تسرب عناصر من تنظيم “داعش” لعدم قدرة الجيش العراقي، في الوقت الحالي، على حماية الحدود بسبب انشغاله في معركة الموصل.
والثاني، أنه حدث بتعليمات من “العبادي”، وهو أن يتحمل “الحشد الشعبي” أعباء حماية الحدود العراقية السورية لحين إنتهاء الجيش من تحرير الموصل.
لافتاً “أمين” إلى أن هذه الخطوة تخدم إيران لأنها توسع من النفوذ الإيراني في هذه المناطق بحكم أن مليشيات الحشد الشعبي تدين بالولاء والتمويل من إيران.
مشيراً إلى أن هذه الخطوة تتخوف منها القوات الدولية بسبب تنامي النفوذ الإيراني في المنطقة الحدودية العراقية الإيرانية.