تتوسع التظاهرات الليلية التي تشهدها محافظات بجنوب العراق منادية بسقوط الحكومة احتجاجا على الفساد والانهيار الامني ونقص الخدمات .. فيما اعلنت اللجان الشعبية في المحافظات الغربية والشمالية المحتجة ان صلواتها الموحدة اليوم الجمعة ستكون تحت شعار “على خطى أهل بدر سائرون” فيما شهدت مناطقهم الليلة الماضية اشتباكات بين القوات المسلحة ورجال عشائر.
فقد شهدت المحافظات الجنوبية البصرة وذي قار وميسان تظاهرات ليلية رفعت شعارات ونادت بسقوط الحكومة يتوقع ان تتوسع الى محافظات اخرى لتشكل صداعا جديدا الى الحكومة يضاف الى مشكلتها مع الانهيارات الامنية الخطيرة التي تشهدها البلاد بشكل غير مسبوق حاليا.
ففي محافظة ذي قار (375 كم جنوب بغداد) شهدت عاصمتها الناصرية تظاهرات ليلية طالبت بتحقيق الامن والقضاء على الفساد وتقديم الخدمات الاساسية لمواطنين وخاصة الكهرباء. ودعت الى اقالة مدراء الكهرباء والشرطة والتربية . ويؤكد التظاهرون انهم سيستمرون بتظاهراتهم هذه حتى تحقيق مطالبهم.
وفي البصرة (550 كم جنوب بغداد) فقد تظاهر الاف المواطنين بعد الافطار احتجاجا على سوء الامن والخدمات والكهرباء في العراق عموما والمحافظة خصوصا . ونادى المتظاهرون بسقوط الحكومة المركزية لعجزها عن توفير الامن والخدمات للمواطنين مثل الكهرباء والماء وتزايد حدة الخروقات الامنية وهروب السجناء من الارهابيين .
كما شهدت محافظة ميسان (365 كم جنوب بغداد) بدورها تظاهرات احتجاج خرجت في عاصمتها العمارة تطالب الحكومتين المركزية و المحلية بتحسين أوضاع الكهرباء في المحافظة بعد التردي الكبير الذي أصابها وزيادة عدد ساعات القطع تزامنا مع حلول شهر رمضان.
كما طالب المتظاهرون بتنفيذ الوعود التي قطعها المسؤولين قبل الانتخابات الاخيرة التي جرت في 20 نيسان (ابريل) الماضي .. ثم قاموا باحراق اطارات السيارات وقطعوا الشوارع . وقد طوقت عناصر القوات الامنية المتظاهرين الذين هاجموا ايضا تلكؤ عمل دائرة البلدية حيث تتكدس النفايات في شوارع وازقة المدينة .
وتجري هذه التظاهرات الاحتجاجية بدعم من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر حيث دعا في بيان اليوم مجلس النواب ومجالس المحافظات الى دعم التظاهرات في جنوب البلاد مؤكدا انها تطالب بحقوق حياتية ليومية . وقال ان على الجهات البرلمانية ومجالس المحافظات السعي لدعم وتاييد التظاهرات المنتشرة في جنوب العراق والمطالبة بحقوقها الحياتية الضرورية غير المسيسة والتي يجب ان تبقى مستقلة وغير تابعة لاحد . وطالب بالقاء القبض على من يثبت تورطه في تهجير اهل السنّة في محافظة ديالى (65 كم شمال شرق بغداد) حتى لو كان من منتسبي الجيش او الشرطة . وابدى استعداده لتقريب وجهات النظر العقائدية والعشائرية في المحافظة.
وعلى صعيد الوضع الامني المتردي في محافظة ديالى فقد اعلن محافظها عمر الحميري اليوم استنفار القوات الامنية في عموم الاقضية والنواحي للحيلولة دون دخول الفارين من سجن ابو غريب الى مناطق المحافظة. وقال الحميري في تصريح صحافي وزعه مكتبه الاعلامي ان الاجهزة الامنية في ديالى اعلنت حالة الاستنفار القصوى وكثفت انشطتها في المتابعة والرصد في عموم اقضية ونواحي المحافظة خاصة في مناطق التماس مع العاصمة بغداد للحيلولة دون دخول اي من الفارين من سجن ابو غريب الى ديالى.
واضاف “ان دخول اي من الفارين من سجن ابو غريب الى ديالى سيكون له تداعيات خطيرة في البعد الامني اذا ما عرف ان بعضهم قيادات متقدمة في عدة تنظيمات مسلحة بمقدمتها القاعدة وحلفائها” . وطالب السكان بالتعاون الايجابي مع القوات الامنية والابلاغ عن أية حالة يشتبه بها خدمة للصالح العام .
وكان مجلس النواب اجل امس مناقشة الوضع الامني المتدهور في المحافظة الى الاحد المقبل بسبب عدم حضور القيادات الامنية الى جلسة المناقشات هذه.
جمعة المحافظات المحتجة اليوم بشعار “على خطى أهل بدر سائرون”
اعلنت اللجان الشعبية في المحافظات الغربية والشمالية المحتجة ان اعتصاماتها وصلواتها الموحدة اليوم الجمعة ستكون تحت شعار “على خطى أهل بدر سائرون” فيما شهدت مناطقهم الليلة الماضية اشتباكات بين القوات المسلحة ورجال عشائر.
وقالت اللجان الشعبية في محافظات الانبار وصلاح الدين وكركوك وديالى ونينوى وبغداد انها ستحشد في ساحات الاعتصام المحتجين المطالبين الحكومة برفع الحيف عنهم وانهاء ممارساتها الطائفية ضدهم . واكدت اللجان حرصها على سلمية الاحتجاجات التي شددت على انها ستستمر حتى تحقيق هذه المطالب.
يذكر ان محافظات الأنبار وصلاح الدين وديإلى وكركوك ونينوى ومناطق في بغداد تشهد منذ 23 كانون الأول (ديسمبر) من العام الماضي تظاهرات احتجاج واعتصامات تطالب بإطلاق سراح المعتقلات والمعتقلين الأبرياء ومقاضاة “منتهكي أعراض” السجينات فضلاً عن تغيير مسار الحكومة وإلغاء المادة 4 إرهاب وقانون المساءلة والعدالة والمخبر السري واصدارعفو عام وإلغاء الاقصاء والتهميش لمكونات عراقية.
وفي تطور لاحق فقد شهدت ناحية سليمان بيك شرق تكريت عاصمة محافظة صلاح الدين (175 كم شمال غرب بغداد) الليلة الماضية اشتباكات مسلحة بين القوات الامنية والعشائر على خلفية هجوم مسلح من قبل مجاميع مسلحة استهدفت نقطة تفتيش للجيش في الناحية وقامت بقتل 14من سائقي الشاحنات .
وجاءت الاشتباكات اثر مداهمة قوات دجلة والشرطة الاتحادية الناحية وتطويقها واعتقال العديد من أبنائها مما دفع العشائر المتواجدة إلى حمل السلاح لمواجهتهم مما ادى الى سقوط قتلى وجرحى من الجانبين .
وكانت مجموعة مسلحة قد اعدمت 14 سائق الية نقل من الشيعة على خلفية طائفية الخميس في وقت بلغ عدد الذين قتلوا في اعمال عنف في البلاد اكثر من 670 شخصا منذ بداية الشهر الحالي. وقال مدير ناحية سليمان بيك محمد البياتي ان مسلحين ينتمون الى “دولة العراق الاسلامية”، الفرع العراقي لتنظيم القاعدة “قتلوا بعيد منتصف الليل 14 سائق شاحنة ومركبة نقل على الطريق بين بغداد وكركوك”. واضاف ان المسلحين “اخذوا الشاحنات فيما تمكن عدد من سائقي الشاحنات الاخرى من الفرار” نحو قرى قريبة من موقع الهجوم .
واوضح مسؤولون امنيون ومحليون ان المجموعة المسلحة المكونة من 40 شخصا اقامت حاجز تفتيش وهميا حيث عمدت الى القبض على سائقي الشاحنات التي كانت تعبر الطريق السريع بين بغداد واقليم كردستان”فاطلقت بعد تدقيق هوياتهم سراح السنة منهم واعدمت الشيعة”. واشار البياتي الى ان الهجوم على سائقي الشاحنات التي كانت معظمها تنقل مواد بناء تم بالتزامن مع هجوم شنه مسلحون على ناحية سليمان بيك حيث استهدفوا مركز الشرطة فيها وابراج مراقبة ومركزها بقذائف الهاون والاسلحة الرشاشة.