تظاهرات “الخضراء” .. الرافضون لنتائج الانتخابات ينصبون خيام الاعتصام قرب المنطقة الحصينة ببغداد !

تظاهرات “الخضراء” .. الرافضون لنتائج الانتخابات ينصبون خيام الاعتصام قرب المنطقة الحصينة ببغداد !

وكالات – كتابات :

شرع المتظاهرون الرافضون لنتائج الانتخابات، اليوم الثلاثاء؛ بنصب الخيام استعدادًا للاعتصام قرب “المنطقة الخضراء” المحصنة، وسط العاصمة، “بغداد”، وذلك وفقًا لما ذكره مراسلو وسائل إعلام عراقية.

وكان العشرات من الأشخاص قد خرجوا، في وقت سابق من صباح اليوم؛ بتظاهرات منددة بنتائج الانتخابات أمام “المنطقة الخضراء”؛ التي تضم دوائر حكومية حساسة، ومبنى “البرلمان العراقي” إضافة إلى سفارات دول غربية.

وفي محافظة “البصرة”؛ أقصى جنوبي “العراق”، أقدم العشرات من المحتجين على نصب سرادق للاعتصام أمام مكتب “المفوضية العليا المستقلة للانتخابات” في المحافظة.

ومنذ إعلان “المفوضية العليا المستقلة” نتائج الانتخابات التشريعية، التي جرت في شهر تشرين أول/أكتوبر الجاري؛ أعربت أطراف شيعية، تمتلك فصائل مسلحة، رفضها لتلك النتائج، وبدأت تلوح بالتصعيد وتحريك جمهورها للنزول إلى الشارع، وهو ما حدث فعلاً بإنطلاق تظاهرات في مناطق ومدن في “العراق”.

وحذر قادة سياسيون من مخاوف أن تأخذ مواقف الرفض مسارًا آخر؛ باعتبار أن الأطراف المعترضة على نتائج الانتخابات لديها المال والسلاح ويمكنها أن تؤزم الأوضاع وتُشعل حربًا أهلية في “العراق”.

وتمخضت نتائج الانتخابات البرلمانية عن فوز (الكتلة الصدرية)؛ بزعامة رجل الدين الشيعي الشاب، “مقتدى الصدر”، بأكثر من: 70 مقعدًا، الأمر الذي يؤهله إلى تشكيل الحكومة الاتحادية بالتحالف مع قوى سياسية فائزة من الكُرد والسُنة، وهذا ما أثار إمتعاض الأطراف الشيعية المناوئة لـ”الصدر”.

وتظاهر المئات من مناصري (الحشد الشعبي)، وهو تحالف فصائل موالية لـ”إيران”؛ باتت منضوية في الدولة، اليوم الثلاثاء؛ في جادة تؤدي إلى أحد مداخل “المنطقة الخضراء”، في وسط، “بغداد”، احتجاجًا على: “تزوير” يقولون إنه شاب الانتخابات التشريعية المبكرة.

بعدما كان القوة الثانية في البرلمان السابق مع: 48 مقعدًا، حاز تحالف (الفتح)، الحليف القوي لـ”طهران”، على نحو: 15 مقعدًا فقط، في انتخابات العاشر من تشرين أول/أكتوبر، بحسب النتائج الأولية.

وندّد قياديون في التحالف: بـ”تزوير” في العملية الانتخابية، وتوعدوا بالطعن بها، فيما لم يُحدد موعد إعلان النتائج الرسمية النهائية، التي يتوقع أن تُنشر خلال الأيام أو الأسابيع المقبلة؛ بعد انتهاء “المفوضية العليا للانتخابات” من النظر بالطعون المقدمة.

وفيما طغى الهدوء على التظاهرة التي جرت وسط انتشار أمني كثيف، ردد متظاهرون شعار: “من عينه الأميركان نهايته أفغانستان” و”كلا كلا أميركا، كلا كلا للتزوير، كلا كلا إسرائيل”، وفق مراسل لـ (فرانس برس).

ورفع المتظاهرون كذلك؛ لافتات كتب عليها: “نطالب بعدالة الانتخابات”، وأخرى خطت عليها عبارة: “على بعثة الأمم المتحدة أن تكون أمينة على رسالتها في العراق ولا تشارك بالاغتيال السياسي”.

واعتبر مشارك في التظاهرة، يبلغ من العمر (25 عامًا)؛ وكان يضع كمامةً ونظارات شمسية أن: “تزويرًا حصل في الانتخابات”، مضيفًا، لـ (فرانس برس): “الهدف من ذلك أنهم يريدون حل الحشد وضمه للدولة… لكن لن نقبل بسلب حقوقنا”.

وقال إنه أدلى بصوته لحركة (حقوق)، وهي حركة سياسية جديدة تابعة لـ (كتائب حزب الله)، أحد فصائل (الحشد الشعبي)، الأكثر نفوذًا، ولم تفز إلا بمقعد واحد من بين: 32 مرشحًا؛ قدمتهم للمرة الأولى في الانتخابات.

تأتي هذه التظاهرة بعد تجمعات متفرقة أخرى شهدها، اليومان الماضيان؛ في أرجاء مختلفة من “العراق”، وشارك بها المئات وتخللها قطع طرقات احتجاجًا على النتائج، بعد دعوات من فصائل موالية لـ”إيران”.

وقال زعيم (عصائب أهل الحق)، أحد فصائل (الحشد الشعبي)، “قيس الخزعلي”، في بيان الإثنين: “فليتظاهر وليعتصم من يشعر أن حقه قد غبن وسلب… من دون مساس بالمصالح العامة والخاصة”، في ما رآه مراقبون تخفيضًا للنبرة.

اتهمت أحزاب شيعية، السبت، المفوضية الانتخابية؛ بأنها: “لم تُصحّح انتهاكاتها الجسيمة”؛ التي ارتكبت خلال عملية عدّ وفرز الأصوات وقالت إنها أفشلت العملية الانتخابية.

في الوقت نفسه؛ اتهمت “الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية”، التي تضمّ فصائل موالية لـ”إيران”؛ بعضها منضو في الحشد، في بيان الأحد: “أيادي أجنبيّة بالتلاعب في نتائج الانتخابات” و”تزويرها بإشراف حكوميّ”.

ويرى مراقبون أن الخسارة التي سجلها (الحشد الشعبي)، بحسب النتائج الأولية؛ تعود إلى خيبة أمل ناخبيه من أدائه السياسي وإخفاقه في تلبية تطلعاتهم، بالإضافة إلى العنف والممارسات القمعية المنسوبة للفصائل المكوّنة لـ (الحشد الشعبي)، الذي يضم نحو: 160 ألف مقاتل.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة