17 مارس، 2024 3:09 ص
Search
Close this search box.

تظاهرات الانبار..الاطار الأولي لتصحيح مسارات العراق للافضل

Facebook
Twitter
LinkedIn

انطلاقة ثورة الربيع العربي التي فجرها أهل الانبار، هي التي فتحت بوابات المجد والفخر أمام العراقيين في كل مدن العراق ، لتفخر بهذه الوقفة الشماء، والبطولة الصادقة،  على انهم رجالها الاوفياء الذين كتبوا مع كل أبناء العراق الشرفاء ، انهم من يستحقون المكانة، بعد ان كان همهم ان يدافعوا عن العرض والشرف العربي، كي لايستمر الحاكمون يركبون طيش الاستكبار والغطرسة الفارغة على شعبهم، وقد أذاقوه كل هذه السنوات المقرفة مر الهوان.

تحية لشهداء الفلوجة الذين ارتوت بدمائهم ارض العراق، ليكونوا فخر العراق، في انهم كتبوا في سفر بلدهم قرابين للحرية وللكرامة التي أعادت للعراقيين ثقتهم بأنفسهم، على ان أفرادا عزل بمقدورهم ان يعيدوا تصحيح المسار، فكانت وقفتهم واستشهادهم نبراسا للاجيال العراقية في القدرة على تأكيد نيل الحقوق،  حتى وان قدموا ارواحهم رخيصة من اجل ان يكتب الله للعراقيين انهم أهل للكرامة وللشرف، وان الانبار هي العون الكبير الذي يحفظ للعراقيين كل هذه القيم العليا في ان يكونوا قناديل مضيئة للكرامة اليعربية ، فطوبى لشهداء الفلوجة، فقد كان استشهادهم ملهما لملايين العراقيين لأن يضحوا بأرواحهم من أجل الكرامة والعزة، فتحية لكم ايها الشهداء الابرار، وطوبى لكل شهداء العراق من أجل ان ترتفع راية العدل وتنهزم ارادة الشر ومن ارادوا الإذلال العراقيين وتركيعهم وتسليم مقدرات بلدهم للاغراب والاعاجم.

وكان تصحيح مسارات الطريق الامثل لإستعادة الحقوق والكرامات المسلوبة ، واعادة تركيب المعادلة العراقية في اتجاهها الصحيح، ظل الهدف الأساس الذي انطلقت منه تظاهرات الانبار، وهي المحافظة التي أوقدت شعلة الانتصار والحرية لكل العراقيين ، في انها وضعت قضيتهم ، ولأول مرة ، امام امتحان الارادة في ان تفرض نفسها، على ساحة الاحداث، وتضع لها اطر عمل ومؤشرات واضحة، عبر جملة حقوق ومطالب، بقيت لا تجد الا تجاهلا لاكثر من عشر سنوات، ولم يلتفت اليها أحد او يضع لها اذنا صاغية، حتى وجدت محافظات العراق الأخرى ان انتفاضة أهل الانبار هي الطريق الأسلم للوصول الى الاهداف العليا في تصحيح مسارات البلد نحو الافضل وفي اعادة الاعتبار لمن تم تجاهل دورهم ومكانتهم ، فكانت تظاهرات نينوى وسامرء وصلاح الدين وديالى وكركوك، قد لحقت بركب البطولة العراقية، ولتؤشر موقفا صلبا هذه المرة أعاد ثقة العراقيين بأنفسهم ، ووجدت الحكومة نفسها في مأزق حرج، أمام كل هذا الشموخ اليعربي الهادر، رغم كل مناوراتها لمحاولة تشويه صورة تلك الانطلاقة، لكنها اخفقت في أن تنال منها، بل وتحولت الى ( ثورة شعبية ) عارمة وجدت فيها كل محافظات العراق، انها  قد استعادت كرامتها المسلوبة وحقوقها المهدورة ، ووجدت في اهل الانبار ما يرفع رأس كل عراقي في غرب العراق وشرقه وجنوبه ووسطه، فكانت بحق قد وضعت العراقيين المدافعين عن قيمهم امام اختبار حقيقي في أن يعيدوا الكرامة العراقية الى وجوه الملايين التي شملها ظلم العملية السياسية ، وأوصل الشعب العراقي الى حالة ميؤسة في ان يكون بمقدوره أن يخرج من هذا الامتهان الخطير لكرامته وسلب حقوقه والتعدي على أعراضه، فانتصروا لكل حرائر العراق ولشرف العراقيات والعراقيين الذين مرغ الحاكمون أنفه في وحل الاذلال اليومي، وتجرع العراقيون كؤوس الذل والمهانة والمرارة طيلة أكثر من عشر سنوات، حتى أعاد أهل الانبار تصحيح المسار والمركب العراقي نحو الطريق الذي يفترض ان يكون عليه، رغم كل محاولات ( البعض ) لأن تغرق المركب في اتون صراعات يكون العراقيين نارها الموقدة، ولكن ارادة العراقيين الخيرة عرفت كيف يكون الطريق الامثل لاعادة الحقوق الى اصحابها، بعد ان بلغ الظلم والاضطهاد واستباحة الكرامات حدا الم يعد السكوت والمماطلة عنه امرا ممكنا.

ان تظاهرات مدن العراق هي انطلاقة جديدة ستشجع كل مدن الجنوب للتضامن مع أهلهم في بقية محافظات العراق، لتنضم اليها ، وستكون صرخة عراقية مدوية ، تضع حدا لهذا التطاول على كرامات العراقيين ، بعد ان تم حرمان الالاف منهم من حقوقهم الحياتية والوظيفية، ومارست عمليات انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان، ولكن الزمن الأغبر الذي أوصل حياة العراقيين الى هذا المصير المنحط قد ولى، وحان وقت الاعتراف بالحقوق المشروعة، ولا تنفع المراوغة او التسويف أو المماطلة أو التضليل، لأن العراقيين عرفوا كيف يتحكمون هم بأقدارهم، بالطريقة التي تحقق لهم الاعتراف بوجودهم وحقوقهم المهدورة، وما زمن الخلاص من هذا الظلم وهذا التعدي على الحريات والكرامات ببعيد، ما دام في العراق رجال أقسموا الا إن يعيدوا السمة على الشفاه، ويعيدوا ترتيب البيت العراقي بأيديهم، وقد وضعوا اليد على الجرح، فكانوا عند حسن ظن الاقدار بهم، بعد ان فتحت لهم الانبار الضوء الأخضر، كي يشعروا بكرامتهم، وأن يوم الامتهان والاذلال قد ولى الى غير رجعة بعون الله وهمة الاخيار في كل العراق، وان زمن التحرر من عبودية التسلط والارهاب قد إنفتحت أبوابه، لنودع زمن الظلم والاستهانة بالآخرين وبمكانتهم، ليعرف القاصي والداني أن أهل الانبار هم من أوكلتهم الاقدار ليكونوا عناوين للمجد تفخر بهم عيون العراقيات وتقر بهن قلوبهن وافئدتهن، وهم أهلوها على كل حال..

وطوبى لشهداء الفلوجة عناوين المجد اليعربي، وهم يرقدون في عليين، وقد إستحقوا مكانة التاريخ ومكانة العهد، فلهم منا كل تحية وتقدير، وعرفانا من بأن تبقى ذكراهم عطرة بيينا، وهم يستحقون ان نقيم لهم نصبا كبيرا تخلد هذه البطولة ، لتعرف الدنيا كلها أن هذه المدينة ( الفلوجة ) المعطاء، هي من روت سوح الحرية بدمائها حتى اعادت للعراقيين حريتهم من جديد، أما ديمقراطية أميركا (النتنة ) والغريبة والمخادعة ومن والاها وركب موجتها، فلن يتجرع منها العراقيون الا السم الزعاف والحياة المقرفة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب