أفاد شهود عيان من ديالى وبعض سكان ديالى أن مدن وقرى المحافظة تشهد عمليات تطهير طائفي ومعارك شرسة بين القوات الحكومية تساندها الميليشيات وبين عشائر المحافظة تساندها تنظيمات مسلحة معارضة للحكومة.
وقد ذكر الشهود أن مقاتلي العشائر والتنظيمات المسلحة صدت أمس هجوما للميليشيات على قرى صخر وإمام طالب وسارة وشوك الريم ضمن الهاونية، ومنعتها من دخول تلك القرى للاعتداء على سكانها حيث تعودت الميليشيات على مهاجمة تلك المناطق لخطف وقتل أبناءها.
كما فرضت العشائر والمسلحون سيطرتهم على مناطق شرق ناحية المنصورية وطردت منها المليشيات التي سيطرت عليها لفترة وارتكبت بحق أهلها جرائم طائفية، وهذه المناطق هي ناحية توكل وشيرين والمقالع والدواليب، اضافة الى سيطرة العشائر على مدينة المقدادية.
وأشار شهود العيان في منطقة سنسل أن الميليشيات التي تنفذ حملة تطهير طائفي في المنطقة، تقوم بنصب السيطرات وتقتحم البيوت في المدينة وما حولها لخطف الأشخاص من مكون معين ثم تقوم بقتلهم وإلقاء جثثهم في الشوارع.
ويذكر سكان محافظة ديالى المجاورة لايران أن هذه المحافظة تتنازعها عدة قوى بينها الميليشيات التي تنفذ برنامج تطهير طائفي لتغيير ديمغرافية المحافظة وتحضى بنفوذ في الأجهزة الحكومية التي يشرف عليها وزير النقل رئيس منظمة بدر هادي العامري، وثوار العشائر الذين شكلوا مجاميع مسلحة لحماية مناطقهم بعد أن يأسوا من قدرة الحكومة على حمايتهم، وتنظيمات مسلحة معارضة للحكومة بضمنها تنظيم داعش، اضافة الى قوات البيشمركه الكردية التي استفادت من التطورات التي حصلت بعد أحداث الموصل حيث تمكنت من فرض سيطرتها على «المناطق المتنازع عليها» وعلى مناطق أخرى أيضا. وأصبحت مدن المحافظة مقسمة بين تلك القوى حيث تتنازع فيما بينها لبسط نفوذها وتدور بينها معارك متواصلة.
ويؤكد معظم سكان ديالى بأنهم أصبحوا ضحية لبرامج القوى المتعددة التي تسعى كل منها لتحقيق مصالحها على حساب سكان المحافظة وخاصة في المدن والقرى القريبة من ايران، والتي شهدت حركة نزوح كبيرة لسكانها الى المناطق الخاضعة للاقليم التي تتمتع بهدوء نسبي، بينما بقي معظم سكان المحافظة في بيوتهم تحت رحمة الظروف والمستقبل المجهول.