9 أبريل، 2024 3:52 م
Search
Close this search box.

تضع الأمن الإيراني داخل دائرة الشك .. هجمات “منظمة العدل” تجلب اتهام النظام للسعودية والإمارات !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في واحدة من الهجمات الفجائية ضد “الحرس الثوري” الإيراني، والتي دائمًا ما تكون انتقامية، أعلنت “إيران”، الأربعاء الماضي، عن مقتل 27 وإصابة العشرات من أفراد “الحرس الثوري” الإيراني إثر عملية انتحارية استهدفت حافلة تقلهم. وذكرت وكالة (إرنا) الإيرانية، نقلاً عن مصدر مطلع، أنه: “تم تفجیر حافلة تقل قوات منتسبة إلى الحرس الثوري بالقرب من طریق خاش – زاهدان، (التابعتین لسیستان وبلوجستان – جنوب شرق)، إثر عملیة انتحاریة”.

على إثره؛ استدعت “وزارة الخارجية الإيرانية”، أمس الأحد، سفير “باكستان” في بلادها بشأن التفجير، وبحسب وكالة (تسنيم) الإيرانية، أبلغت “الخارجية الإيرانية”، السفير الباكستاني، احتجاجها على وجود جماعات متشددة تنشط من ملاذات آمنة في “باكستان”، والتي تشن عليها مرارًا هجمات من هناك.

وأكدت “وزارة الخارجية الإيرانية” أنها ستنتقم لضحايا التفجير الانتحاري، الذي استهدف قوات “الحرس الثوري”، جنوب شرقي البلاد.

وقال المتحدث باسم الخارجية، “بهرام قاسمي”، في بيان، إن: “لجوء بعض الجماعات الإرهابية، المدعومة عسكريًا وماليًا وفكريًا من قِبل بعض دول المنطقة، إلى هذه الجرائم غير الإنسانية سوف يعزز إرادة الجمهورية الإسلامية والشعب الإيراني في مواجهة الإرهاب في المنطقة”.

من جانبه؛ أكد السفير الباكستاني أنه سيمرر احتجاج “إيران” لحكومة بلاده، للنظر في القضية.

وتبنت جماعة تُطلق على نفسها، (جيش العدل)، مسوؤليتها عن تفجير سيارة مفخخة استهدفت حافلة لقوات “الحرس الثوري”، جنوب شرقي “إيران”.

وأعلن “حرس الثورة الإسلامية”، في “إيران”، في بيان له؛ أن: “الإرهابيين التكفيريين، وعملاء أجهزة المخابرات التابعة لنظام الهيمنة والإستكبار، يقفون وراء التفجير في زاهدان”.

وجاء في البيان، أن: “الانفجار نُجم عن سيارة مفخخة تم تفجيرها قرب الحافلة التي كانت تقل القوات العائدة من مهمة تأمين الحدود”.

الهجمات مرتبطة بأجهزة استخبارات إقليمية..

فيما أكد المرشد الأعلى في إيران، “علي خامنئي”، على أن مرتكبي الجريمة الإرهابية، التي استهدفت قوات “الحرس الثوري” الإيراني في “سيستان وبلوجستان”، مرتبطون بأجهزة استخبارات تابعة لدول إقليمية وعالمية.

وقال “خامنئي”، في بيان له، إن: “علاقة العناصر المشاركة في هذه الجريمة مع منظمات التجسس لبعض دول المنطقة والدول الأخرى محسومة، والمؤسسات في الحكومة يجب أن يركزوا على ذلك ويتابعوا ذلك بكل جدية”، وذلك وفقًا لوكالة أنبا (فارس) الإيرانية.

وأضاف أن: “إرتباط مرتكبي هذه الجريمة بأجهزة التجسس لبعض دول المنطقة وخارج نطاق المنطقة أمر محرز، ويتوجب على المؤسسات المسؤولة في البلاد التركيز على ذلك ومتابعته بجدية”، معتبرًا أن من “مسؤولية الحرس الثوري الحتمية متابعة أي قصور محتمل في وقوع هذا الحادث”.

تهديدات بتنفيذ هجمات انتقامية ضد الإمارات والسعودية..

وهو الأمر الذي جعل قائد الحرس الثوري الإيراني، “محمد علي جعفري”، يستأذن الرئيس، “حسن روحاني”، لتنفيذ عمليات انتقامية ضد “السعودية” و”الإمارات” لتورطهم بالهجوم الذي استهدف عناصر الحرس.

“جعفري” اتهم “الرياض” و”أبوظبي” بالتورط، استخباراتيًا، مع “باكستان” في الهجوم، وقال المستشار العسكري للمرشد الإيراني؛ إن (جيش العدل)، الذي تبنى الهجوم يتلقى تمويلاً من “المملكة العربية السعودية” و”الإمارات العربية المتحدة”، فيما لم تعلقا الدولتان الخليجيتان على هذه الاتهامات.

رسالة لإيران..

تعليقًا على الحادث؛ قال رئيس تحرير وكالة (مهر) للأنباء، “سيد حسن هاني زادة”؛ أن الهجوم الذي استهدف قافلة “الحرس الثوري” حمل رسالة لـ”إيران” من “الولايات المتحدة” وحلفاؤها في المنطقة، الذين أثار غضبهم المشاركة الواسعة للجماهير الإيرانية احتفالاً بمرور 40 عامًا على اندلاع “الثورة الإسلامية” في “إيران” ـ إلى جانب رغبة “واشنطن” في حشد الرأي العالمي ضد “إيران”، والذي تمثل في عقد “مؤتمر وارسو” مؤخرًا.

يؤكد على فشل جهاز الاستخبارات..

فما قال المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، إن هجوم مدينة “زاهدان”، الذي استهدف قوات “الحرس الثوري”، الأربعاء الماضي، وأوقع 27 قتيلًا، يؤكد “فشل وضعف” عمل جهاز الاستخبارات الإيراني الذي يديره رجل الدين، “محمود علوي”.

ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية، (إيسنا)؛ عن المتحدث، “علي نجفي خشرودي”، قوله إن: “واحدة من الأمور التي كشفها هجوم زاهدان ضد قوات الحرس الثوري، هي فشل وضعف عمل جهاز الاستخبارات في البلاد، حيث كان ضعف الدور الاستخباري أحد الأسباب الرئيسة لوقوع الانفجار”.

وطالب “خشرودي”، الأجهزة الأمنية؛ وتحديدًا جهاز الاستخبارات، بـ”تقديم تقرير مفصل عن هجوم مدينة زاهدان”، متوقعًا تزايد حجم الأنشطة المسلحة للجماعات المعارضة للنظام الإيراني في الأشهر المقبلة.

وحذر النائب الإيراني من “خطورة انتشار ظاهرة سيطرة الطبقة الأرستقراطية على جهاز الاستخبارات الإيراني”.

7 عمليات انتحارية..

من جانبه؛ قال الكاتب والإعلامي الإيراني، “محمد غروي”، إن: “المجموعة الإرهابية التي تطلق على نفسها (منظمة العدل)، إتخذت من باكستان مقرًا لها في مجال التدريب والتسليح، ومن موقعها يتم الهجوم على الأرضي الإيرانية”، مشيرًا إلى مجاورة منطقة “زاهدان” الإيرانية للحدود الباكستانية.

موضحًا أنه قد جرى الحديث مؤخرًا عن أكثر من سبع عمليات انتحارية لتنفيذها داخل الأراضي الإيرانية، بينما تمكنت القوة الأمنية الإيرانية من إلقاء القبض على مخططي هذه العمليات، والتحقيق معهم، لافتًا إلى أن المتهمين اعترفوا بمصادر تمويل عملياتهم داخل “إيران”، وبالتالي تصريحات اللواء، “محمد علي جعفري”، تستند على نتائج هذه التحقيقات، وفق قوله.

الرد سيكون داخل معسكرات “منظمة العدل” !

وحول طبيعة الرد الإيراني الذي توعد به القائد العام لـ”الحرس الثوري”، توقع “غروي”، أن الرد الإيراني سيكون قريبًا وعلى مستوى الهجمة الإرهابية التى راح ضحيتها منتسبي “الحرس الثوري” في “زاهدان”، متوقعًا ردًا إيرانيًا سريعًا داخل معسكرات (منظمة العدل) الإرهابية بالأراضي الباكستانية.

وأضاف: “يبدو أن باكستان، المدعومة سعوديًا وإماراتيًا، تغض الطرف عن (منظمة العدل) الإرهابية، لذلك اتهمت طهران، إسلام أباد، بالتخاذل في هذا الملف، وتوعدت بالرد، وهذا يذكر بالرد الإيراني على الجماعة الكُردية، واستهداف مقر لهم أثناء تجمع سياسي، وقتل 40 من أبرز قياداتهم”.

وعن سبب استهداف ما تسمى (منظمة العدل)، لـ”إيران”، تحدث “غروي”: “أن هذه الجماعة كانت فاعلة أكثر، قبل عام 2011، وتضم إيرانيين وباكستانيين وجنسيات أخرى، وكان يترأسها إرهابي يدعى، الريدي، وقد تم إلقاء القبض عليه في عام 2011، أثناء مروره بالأجواء الإيرانية، حيث قامت القوة الجوية في الحرس الثوري بمحاصرة طائرته، وإجبارها على الهبوط في إيران، ومن ثم إلقاء القبض على الريدي وإعدامه”، موضحًا أن “بعد ذلك أنقرضت المنظمة تقريبًا، ولكنها عادت الآن”.

مسؤولية أجهزة الأمن..

وحول مسؤولية الأجهزة الأمنية الإيرانية عن ارتفاع معدل العمليات الإرهابية داخل البلاد، بين “غروي” أن: “هناك مسؤولية تقع على عاتق أجهزة الأمن الإيرانية، التابعة للرئيس روحاني، ولذلك طالب القائد العام للحرس الثوري اللواء جعفري، مجلس الأمن القومي الإيراني، بإطلاق يد حرس الثورة؛ للأخذ بالثأر للشهداء، مما يعكس مدى تأثير هذه العمليات الإرهابية على الأجهزة الأمنية”.

وفيما يخص الوضع الأمني في محافظة “زاهدان”، أكد الكاتب والإعلامي الإيراني، “محمد غروي”، أن هذه المنطقة لديها بيئة حاضنة للإرهاب، بالإضافة لمعدل الفقر المرتفع بها، مما دفع بعض أهالي هذه المنطقة للذهاب إلى حيث يتواجد المال، معتبرًا أن المال السعودي والإماراتي هناك كثر هذه الأيام، وفق تعبيره.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب