14 أبريل، 2024 10:49 ص
Search
Close this search box.

تصنيف “واشنطن” لـ”الحوثيين” منظمة إرهابية .. هل يخدم اليمن أم يزيد أعبائه ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في خطوة تُشكل ضربة لـ”إيران” وأذرعها في منطقة الشرق الأوسط، حيث تمضي إدارة الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، في أيامها الأخيرة، بتضييق الخناق على الميليشيات في المنطقة، فقد أعلنت “واشنطن” أنها ستُصنف ميليشيات (الحوثي) ضمن: “الجماعات الإرهابية الأجنبية”.

وقال بيان لـ”وزارة الخارجية” الأميركية، ليل الأحد، إن هذا التصنيف يهدف إلى محاسبة “الحوثيين” على أعمالهم الإرهابية.

ودخل تصنيف ميليشيات (الحوثي)، جماعة إرهابية، بالفعل أروقة الإجراءات الإدارية الأميركية لتثبيته، حيث أوضح البيان الصادر عن “الخارجية” أنها ستخطر “الكونغرس” بهذه الخطوة.

ومنذ اللحظة التي تعلن فيها “واشنطن”، الحوثيين، جماعة إرهابية رسميًا، سيمنع أعضاء هذه الميليشيات ومن يرتبطون بها؛ من دخول “الولايات المتحدة”.

كما أن ذلك سيعني تسهيل ترحيل مهاجرين عملوا أو يعملون لصالحها من “الولايات المتحدة”.

ومن الناحية المالية، فإن إعلان “الحوثيين”، جماعة إرهابية، سيسمح لـ”واشنطن” بفرض قيود على النشاط الاقتصادي والمالي للميليشيات، وتجميد أرصدتها وأصولها في “الولايات المتحدة” إن وجدت.

ويعني ذلك أيضًا تجريم تمويل الأميركيين للميليشيات بأي طريقة كانت، كما سيحظر على البنوك الأميركية أي معاملات مالية للميليشيات ومعها.

وبحسب وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، تهدف “واشنطن” إلى وضع 3 من قادة “الحوثيين” على قائمة الإرهابيين الدوليين، هم: “عبدالملك الحوثي وعبدالخالق الحوثي وعبدالله يحيى الحاكم”.

ويقول “بومبيو”؛ إن هذا التصنيف سيُشكل أداة إضافية لمواجهة النشاط الإرهابي لجماعة (الحوثي) في المنطقة.

وشددت “واشنطن” على أن القرار: “سيعزز جهود الوصول إلى دولة يمنية ذات سيادة وموحدة، وفي سلام مع جيرانها، بعيدًا عن التدخل الإيراني”.

وأوضح وزير الخارجية الأميركي أنه: “لا يمكن إحراز تقدم في معالجة عدم الاستقرار في اليمن، من دون محاسبة المسؤولين عن عرقلة جهود السلام على أفعالهم”.

التعامل بالمثل..

إلى ذلك؛ قال المتحدث باسم جماعة (أنصارالله)، “محمد عبدالسلام”، إنه: “إذا لم تحصل مراجعة جادة في الموقف الأميركي، فإن ذلك سيفرض على جماعته أن تتعامل مع الأميركيين بالمثل في ملفات كثيرة”.

ترحيب يمني رسمي..

ومن جهتها؛ أعلنت الحكومة اليمنية، المعترف بها دوليًا، دعمها للخطوة الأميركية؛ وقال موقع “وزارة الخارجية” اليمنية على (تويتر)؛ إن: “الحكومة تدعم بشكل ثابت تصنيف الحكومة الأميركية للحوثيين، كمنظمة إرهابية أجنبية، من أجل إنهاء هذا الوضع المأساوي الذي صنعته الميليشيات الحوثية..”، كما رحبت كل من “الإمارات والبحرين” بهذه الخطوة.

مخاوف منظمات الإغاثة من إعاقة عملها..

وكانت منظمات غير حكومية وهيئات دولية تخشى أن يعمد “ترامب”، بعد هزيمته، إلى تسديد ضربة دبلوماسية لـ”إيران”، قبل انتقال السلطة إلى، “جو بايدن”.

وتخشى منظمات الإغاثة أن يؤدي التصنيف إلى تجريم عملها في البلاد، إذ أن “الحوثيين” هم السلطة الفعلية في الشمال؛ ويتعين على المنظمات الإنسانية الحصول على تصاريح منهم لتنفيذ برامج المساعدات، إضافة إلى العمل مع الوزارات والأنظمة المالية المحلية.

وأوضحت المنظمات أن هذه الخطوة الأميركية قد تُعيق التواصل مع المسؤولين “الحوثيين” واستخدام المنظومة المصرفية ودفع الأموال للعاملين في المجال الصحي وشراء الأغذية والوقود، وحتى القدرة على الوصول إلى شبكة الإنترنت، إضافة إلى تعقيد إجراءات الواردات ورفع أسعار السلع أكثر.

وأدى النزاع في “اليمن”، الذي بدأ قبل خمس سنوات، في أفقر دول شبه الجزيرة العربية، إلى مقتل عشرات الآلاف معظمهم من المدنيين، فيما بات نحو 80 في المئة من السكان يعتمدون على الإغاثة الإنسانية وسط أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفقًا لـ”الأمم المتحدة”.

يؤدي لتعقيد الملف اليمني..

في هذا السياق، قال الباحث في العلاقات الدولية، “ناصر زهير”: “إن قرار واشنطن، تصنيف (أنصارالله) جماعة إرهابية، يأتي لزيادة الضغوط على إيران”، معربًا عن إعتقاده: أن “هذا القرار سيتسبب في تعقيد الملف اليمني”.

مشيرًا إلى أن: “الهجوم على مطار عدن، قبل أيام، ربما سرع باتخاذ القرار وتسبب في تقليل المعارضة داخل إدارة ترامب، حيث تمت الإشارة إلى الهجمات العابرة للحدود”، لافتًا إلى أن: “إدارة ترامب عطلت تفعيل القرار لأكثر من شهر تقريبًا؛ على أمل التوصل لحل سياسي في اليمن”.

خطأ كبير..

من جهته، وصف “غيرالد فيرستين”، سفير الولايات المتحدة الأميركية الأسبق إلى اليمن، إدراج جماعة (الحوثي) في “اليمن”، على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية؛ بـ”الخطأ الكبير”.

وقال الدبلوماسي الأميركي، لـ (CNN)؛ بأن الإقدام على هذه الخطوة يعتبر: “مشكلة لأميركا أكثر من أنه مشكلة بالنسبة للحوثيين”، موضحًا: “الحوثيون نوعًا ما لن يكونوا متأثرين بذلك، ومن الواضح أن إيران لا تكترث إن صنفنا الحوثيين كمنظمة إرهابية من عدمه..”

أما بالنسبة لـ”لولايات المتحدة الأميركية”، فقال “فيرستين”: “سيجعل ذلك، (تصنيف الحوثي)، الأمور أكثر تعقيدًا بالنسبة لأميركا؛ من ناحية لعب دور إيجابي في محاولات حل النزاع”.

واستطرد “فيرستين” قائلاً: “لدينا إدارة ترامب تقول إن هؤلاء، (الحوثيون)، إرهابيون، هذا يتطلب من إدارة بايدن القدوم والقول إنهم ليسوا كذلك، وهذا أمر ليس بالسهل ويتطلب قرارًا سياسيًا قد لا يكونوا راغبين باتخاذه..”

ولفت الدبلوماسي الأميركي؛ إلى أن: “جو بايدن وإدارته؛ سيكون أمامهم ملايين الأمور للقيام بها؛ والتي ستشغل أذهانهم ووقتهم وإنتباههم سيكون صوب العديد من الأمور الأهم على سلم أولوياتهم من تصنيف الحوثي”.

لتقليم أظفار إيران بداية من اليمن..

فيما يرى الخبير بالشؤون السياسية والإستراتيجية، العميد المهندس “عبدالإله العزّي”؛ إن: “اتخاذ هذه الخطوة من قبل الولايات المتحدة، بهذا التوقيت يأتي لأنها على حافة الغرق في مشاكلها التي لم يسبق لها مثيل. هم يريدون أن يقلّموا أظفار إيران بداية من اليمن بالرغم من أن إيران ليس لها تدخلات في اليمن. ولو كانت اليمن كما يدعون ذراعًا لإيران؛ لكانت إيران قدمت الدعم المالي للخروج من الكساد الذي تسبب به العدوان”.

وأضاف العميد “العزّي” أن: “الوضع الإنساني سوف يتأثر كثيرًا في ظل الجوع وتدمير المدارس وبيوت الأبرياء. يجب على العالم أن يصحى ويعلم أن حركة (أنصارالله)؛ هي حركة تكونت من لجان شعبية ومناصرين وهي تدافع عن الوطن، واليمن لديه رئيس وحكومة وجيش ولجان شعبية، وليس فقط (أنصارالله) يدافعون عن الوطن، وهل دحر الأعداء والدفاع عن الوطن؛ هو إرهاب في العرف الدولي”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب