19 أبريل، 2024 8:27 م
Search
Close this search box.

تصفية حسابات لجر “العراق” نحو مواجهات أكبر .. هجمات الصواريخ للقواعد الأميركية تزداد !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في إشارة إلى زيادة التوتر مستقبلًا وإلى توقعات بإنتهاز فرصة الفوضى التي تمر بـ”العراق” حاليًا واستخدامه كساحة لتصفية الحسابات، قال مسؤول عسكري أميركي كبير، أمس، إن الهجمات التي تشنها فصائل مسلحة، مدعومة من “إيران”، على قواعد عسكرية تستضيف قوات أميركية في “العراق”؛ تتزايد وتصبح أكثر تعقيدًا، مما يدفع بكل الأطراف نحو تصعيد خارج نطاق السيطرة.

جاء هذا التحذير؛ بعد يومين من سقوط أربعة صواريخ (كاتيوشا) على قاعدة بالقرب من “مطار بغداد الدولي”، مما أدى إلى إصابة خمسة من أفراد “جهاز مكافحة الإرهاب” العراقي.

ويُعتبر الهجوم هو الأحدث في سلسلة هجمات صاروخية، خلال الأسابيع الخمسة الماضية، استهدفت منشآت عسكرية تستضيف قوات تابعة لـ”التحالف” بقيادة “الولايات المتحدة”، والذي يهدف إلى إلحاق الهزيمة بمقاتلي (داعش).

وأوضح المسؤول الأميركي، في حديث مع وكالة (رويترز)؛ أن الهجمات تُعرض قدرة “التحالف” على محاربة مقاتلي التنظيم للخطر.

عقوبات.. واتهامات متبادلة..

وتصاعد التوتر بين “الولايات المتحدة” و”إيران” في المنطقة بسبب العقوبات الاقتصادية الأميركية على “إيران”. وتبادل الطرفان الاتهامات بخصوص هجمات على منشآت نفطية ومخازن أسلحة خاصة بـ (الحشد الشعبي)، إضافةً لقواعد عسكرية تستضيف قوات أميركية.

وقال المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم نشر اسمه: “إعتدنا على النيران المزعجة. لكن وتيرة ذلك كانت تأتي عرضًا في السابق.. أما الآن فإن معدل التعقيد يتزايد، كما أن كمية الصواريخ التي يتم إطلاقها في الوابل الواحد تزيد، وهو أمر مقلق جدًا لنا”.

مضيفًا أن: “هناك نقطة ستُحدث أفعالهم عندها تغيرًا على الأرض وتجعل من المرجح أكثر أن تتسبب بعض الأفعال والخيارات الأخرى التي يتخذها البعض، سواء كان هم أو نحن، في تصعيد غير مقصود”.

وأردف المسؤول العسكري الأميركي؛ أن الفصائل التي تسلحها “إيران” تقترب من الخط الأحمر الذي ترد عنده قوات “التحالف” بالقوة؛ وعندها “لن تكون النتيجة محببة لأحد”، حسب تعبيره.

توجيه الاتهام لكتائب “حزب الله” و”عصائب أهل الحق”..

وحتى الآن؛ لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن أي من تلك الهجمات. لكن المسؤول الأميركي أكد أن تحليلات المخابرات وخبراء الطب الشرعي ومعاينة الصواريخ وقاذفات الصواريخ أشارت إلى مسؤولية (الحشد الشعبي)، المدعوم من “إيران”، لا سيما (كتائب حزب الله) و(عصائب أهل الحق).

موضحًا أن الحكومة العراقية لم تتخذ إجراء تجاه هذه الهجمات. وقال: “الأمر مقلق جدًا بالنسبة لي.. أن نكون هدفًا لهجمات من عناصر يُفترض أنها تحت إمرة الحكومة العراقية كجزء من قواتها الأمنية”.

وأضاف المسؤول العسكري الأميركي؛ أن فصائل مسلحة استخدمت شاحنة معدلة لإطلاق 17 صاروخًا على قاعدة “القيارة” العسكرية، جنوبي “الموصل”، في الثامن من تشرين ثان/نوفمبر الماضي.

وأضاف أن الهجوم لم يتسبب بسقوط قتلى أو بوقوع خسائر جسيمة، لكن تم إتباع هذا الأسلوب في هجمات على قاعدتي “بلد” و”عين الأسد” الجويتين، الأسبوع الماضي، باستخدام صواريخ كبيرة بما يكفي للتسبب في ضرر بالغ بالمجمعات السكنية ومدارج الطائرات في “عين الأسد”.

واستُخدمت في هجوم، يوم الجمعة، قرب “مطار بغداد” صواريخ أكبر، عيار 240 ملليمترًا، لم يرد ما يفيد بأنها استُخدمت في “العراق”، منذ 2011.

وعلى إثر تلك الهجمات، أفادت وسائل إعلامية بأنباء عن وصول 500 آلية عسكرية أميركية إلى قاعدة “عين الأسد”، في ناحية “البغدادي”، في قضاء “هيت” بمحافظة “الأنبار”، قادمة من “الأردن”.

العراق لديه إمكانيات هائلة للتسليح الحربي..

عن هذا الموضوع؛ يقول الخبير العسكري والإستراتيجي، الدكتور “أمير الساعدي”، أن: “الولايات المتحدة الأميركية، ولأكثر من مرة، لوحت بعقوبات ضد بعض الزعامات القيادية المحسوبة على الجارة إيران، لكن بنفس الوقت هي تتناسى حجم وقدرة هذه الزعامات على الأرض، والتي تستخدمها إيران كأذرع لها في تنفيذ أجندات الصراع الجيوسياسي بينها وبين الولايات المتحدة”.

وأضاف “الساعدي” أنه: “توجد هناك إمكانية تطوير أسلحة (باليستية) أو دقيقة داخل الساحة العراقية، فهو موضوع لا يحتاج إلى القيام بعمليات تهريب كما تدعي الولايات المتحدة، حيث لدى العراق إمكانيات هائلة في التصنيع الحربي، الذي لا يتعلق فقط بقاعدة الحشد الشعبي فحسب، وإنما لدى باقي الفصائل المسلحة العراقية، وتبين ذلك من خلال المعارك مع تنظيم (داعش) وما رافقها من إمكانيات التصنيع المحلي الحربي، وكيف كان لها التأثير في ساحة المعارك، وكيف كان الجيش العراقي يطلب الإسناد الصاروخي من الفصائل المسلحة العراقية، التي تمتلك الدقة في تنفيذ إصابتها بواسطة تلك الصواريخ”.

وأوضح “الساعدي” أن: “تطوير الصواريخ في العراق يتم عبر جهود ذاتية من قِبل الفصائل المسلحة، ومن خلال ورش عمل محلية في إحياء صناعية أو في الوحدات العسكرية التابعة لهندسة (الحشد الشعبي)، وبالتالي بإمكان هذه الفصائل تطوير ليس فقط الصواريخ، بل حتى طائرات (الدرونز) عبر تدريب أشخاص في إيران تتبع لهذه الفصائل، ومن ثم تنتقل للعمل داخل العراق”.

لإدخال العراق بمواجهات أكبر..

وبخصوص استهداف قاعدة عسكرية أميركية في محيط “مطار بغداد الدولي” بأربعة صواريخ (كاتيوشا)، أكد الخبير الأمني، “هشام الهاشمي”؛ أن: “الجماعات المسلحة التابعة لأحزاب مسيطرة ولها نفوذها تمتلك ترسانة عسكرية متطورة وهي خسرت أمام سلمية المتظاهرين؛ لذلك استهدفت القاعدة ليكون هناك رد من أميركا يتسبب في إدخال العراق بمواجهات أكبر من التظاهرات لتطغى عليها وتنهيها”.

طرف ثالث يريد خلط الأوراق..

فيما قال الكاتب والمحلل السياسي العراقي، “باسم أبوطبيخ”: “إن إيران دائمًا تتبنى ما تفعله، معربًا عن إعتقاده أن هناك طرفًا ثالثًا يريد خلط الأوراق واتهام إيران بالمسؤولية عن الهجوم على قاعدة بلد الجوية في العراق”.

وتابع أن هناك تواجدًا عسكريًا في المياه الإقليمية، وكذلك أهداف عسكرية أكثر أهمية بالنسبة لـ”إيران”، مشيرًا إلى أن من أسماهم “عرابو الحرب” هم من يريدون إشعال الأزمة، لافتًا إلى أن “إيران” قد استوعبت تلك الأزمة من خلال تواجدها القوي في المنطقة..

وردًا على تساؤل حول احتمالية إتجاه الأزمة إلى مزيد من التصعيد، قال “أبوطبيخ” إنه حتى الآن كل التصريحات لا تتجاوز التلويح من باب الضغط على “إيران” للقبول بـ”صفقة القرن” و”الاتفاق النووي”، وبالتالي فإن التصريحات الأميركية لا ترقى لتأجيج حرب فعلية على الأرض.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب