تصفية “العشائري” أم خشية الانتقام الأميركي .. ما سر جدية الحكومة العراقية باعتقال المتهمين بقصف “عين الأسد” ؟

تصفية “العشائري” أم خشية الانتقام الأميركي .. ما سر جدية الحكومة العراقية باعتقال المتهمين بقصف “عين الأسد” ؟

وكالات- كتابات:

على غير العادة؛ تعاملت السلطات الأمنية العراقية مع المرة الأخيرة لاستهداف قاعدة (عين الأسد)، بـ”حزم وجدية”، في اعتقالات طالت حتى قادة أمنيين، وسط أحاديث وآراء نظرت إلى هذه الإجراءات بإنها جاءت حازمة لإنها: “تستهدف (الحشد العشائري)” ولم تكن لتكون لو أن المتورطين فيها فصائل مسلحة.

يوم الإثنين الماضي؛ استهدف صاروخان قاعدة (عين الأسد) الجوية؛ في “الأنبار”، والتي تضم قوات أميركية، وتسبب الصاروخان بإصابة (05) جنود أميركيين بعضهم بإصابات خطيرة، وكان هذان الصاروخان من أصل: (10) صواريخ، حيث فشلت: (08) صواريخ أخرى بالإطلاق، ولو إنها أطلقت، لتسبّبت بإصابات أكبر؛ وربما تسُّجيل قتلى في صفوف الأميركيين في هجوم من الواضح أنه يحمل نية عنيفة.

ضد “الحشد العشائري” بالذات !

وعثرت القوات الأمنية على العجلة التي تم إطلاق الصواريخ منها؛ في “قضاء حديثة”، وهو قضاء تسُّيطر فيه “عشيرة الجغايفة”؛ التي قاتلت تنظيم (داعش) حتى أن “قضاء حديثة” هو الوحيد الذي لم يسقط في محافظة “الأنبار” بيد (داعش).

بعد ذلك؛ تسربت معلومات عن اعتقال قيادات في (الحشد العشائري) بـ”حديثة”، قبل أن تُعلن القوات الأمنية اعتقال (05) متهمين بقصف قاعدة (عين الأسد).

هذا الحماس الكبير والجدية بمتابعة واعتقال المتورطين، نظر إليه مراقبون من عدة زوايا، من بينها أنه لم يكن ليكون لو أن المتهمين بالقصف هم من الفصائل، بل تم الأمر لأنه طال قيادات في (الحشد العشائري).

ضغوط أميركية مكثفة..

إلا أن زوايا تحليلية أخرى تقف وراء هذه الجدية بملاحقة مطلقي الصواريخ، من بينها تقارير تحدثت مؤخرًا عن أن دبلوماسيين أميركيين أجروا محادثات مع قيادات شيعية وسُّنية وكُردية؛ ووصفوا “السوداني” بأنه رجل ضعيف ويخشّى اتخاذ إجراءات لضبط الفصائل، فيما أشارت المعلومات إلى أن الجانب الأميركي طلب من الحكومة العراقية تحريك دعاوى قضائية، واعتقال بعض قيادات الفصائل بواسطة مذكرات قضائية بتهمة مخالفة إرادة وهيبة وسلطة الدولة العراقية.

ومن هنا يتوقع مراقبون ومحللون أن “السوداني” أقدم على اعتقال المتورطين بحماس وجدية، لإثبات وعكس رسالة ثانية للجانب الأميركي بعد اتهامه: بـ”الضعف”.

خشية من الانتقام الأميركي..

وفي نفس السيّاق؛ فإنه جرت العادة عندما يتسبب هجوم بإيقاع إصابات أو وفيات في صفوف القوات الأميركية، فإن الجانب الأميركي سيرد حتمًا وبضربة قاسية ضد الفصائل أو القيادات، ويبدو أن هذا الأمر الذي يخشاه “السوداني” دفعه للتحرك سريعًا واعتقال بعض المتورطين أو المتهمين دون ثبوت حقيقة وقوفهم وراء الحادثة.

وفي كل الأحوال، تطرح تساؤلات عما إذا كان الإجراء العراقي الأخير سيكون: “مُرضيًا” للجانب الأميركي أم لا ؟، بمعنى هل أن اعتقال: (05) متهمين سيدفع “واشنطن” للتخلي عن: “الانتقام” الذي تُريد أن تُّشنه ضد بعض الفصائل أو تنفيذ ضربات في “العراق” انتقامًا لجنودها: الـ (05) الذين أصيبوا، أم إنها ستنفذ ضربتها بغض النظر عن إجراءات “بغداد”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة