خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
يُعتبر “محمود أحمدي نجاد”، أحد المتسببين في الوضع الراهن، باعتباره رئيس جمهورية سابق. وعليه؛ قبل توجيه الانتقادات، الإجابة على أداءه وحكومته.
مع هذا؛ تختلف انتقادات رئيس الجمهورية السابق؛ عن معنى النقد الذي يتبادر إلى الأذهان. لأن المطابقة مع الوقائع هو بمثابة مقدمة بيان انتقادي مؤثر، لكن طرح الإدعاءات، في الفترة الأخيرة، يتعارض أحيانًا مع هذه المسألة.
لم يقدم “أحمدي نجاد”، أي دليل على إدعاءاته. وقد كشف، في أحدث تصريح له؛ عن شراء المسؤولين جزيرة تكون ملاذًا في حال غليان الغضب الشعبي. بحسب “محمد هادي علي مرداني”، في صحيفة (آرمان ملي) الإيرانية.
من يوجه الانتقادات ؟
“عندى بعض التعليقات على الوضع الراهن؛ سوف أفصح عنها على مشارف الانتخابات، ولا أخاف أحدًا بفضل الله”.. لم تكن هذه التصريحات بداية اصطناع ضجة، وإنما بداية جديدة من شأنها زيادة مستوى الزخم حول الرئيس الإيراني السابق، والمقربين منه، خلال العام الشمسي الجاري.
فلقد تولى “أحمدي نجاد”، مدة سنوات؛ مهام رئيسة في الدولة، وهو حاليًا عضو “مجمع تشخيص مصلحة النظام”، ويعتبر نفسه ناقد حقيقي للنظام، بينما هو نفسه واحد من المتسببين في الوضع الراهن.
وعليه، بعد 8 سنوات فقط من رئاسة السلطة التنفيذية، أن يمكث سنوات في الرد على التعليقات بشأن أداءه وحكومته.
يُكرر ما يسمع..
بعد يوم من تصريحات، “أحمدي نجاد”، بشأن الانتخابات، شرع “عبدالرضا داوري”، الصديق القديم للرئيس السابق، في فضح بعض الملابسات الخاصة به، وقال: “السيد أحمدي نجاد، لم يكن يومًا من أهل القراءة. ولم تكن المعطيات التي يقدمها، في تصريحاته؛ مأخوذة عن النصوص الاقتصادية والفلسفية الكلاسيكية، وإنما كان يسمع هذه المعطيات من الآخرين، ويُعيد تكرارها. ولذلك كان يقع أحيانًا في أخطاء فاحشة عند بيان العبارات. على سبيل المثال؛ هو لا يعلم متى يقول: (الماركيسة)، ومتى يقول: (ماركسي)”.
ومن غير الواضح ما إذا كان السبب، في تغيير موقف “داوري”، أنه قد بدأ حياته السياسية الجديدة بالانفصال عن، “أحمدي نجاد”، أو اعتقاله، في العام 2019م، لكن على كل حال، يجب القلق إزاء أداء “نجاد” المستقبلي؛ إذا كانت هذه الإدعاءات صحيحة.
إدعاءات بدون دليل..
جملة: “كان يسمع المعطيات من الآخرين ويُعيد تكرارها”، توضح الكثير من تصريحات، “أحمدي نجاد”، طوال سنوات ما بعد رئاسة الجمهورية.
على سبيل المثال؛ كان قد طرح في السنوات السابقة، العديد من الإدعاءات دون أدلة. وكان قد قال، العام الماضي: “لو يُطبق ترشيد الدعم بنسبة 100%، لحصل كل إيراني على مبلغ: 2,5 مليون طومان شهريًا، بنفس أسعار اليوم”. في حين أنه قد بلغ الدعم، في فترة “نجاد” الرئاسية: 45,500 طومان، مع ارتفاع عوائد “النفط” إلى ذروتها.
والآن بأي آلية حسابية يمكن دفع مثل هذه المبالغ للمواطن في العام: (2020 – 2021م) !.
من تصريحات رئيس الجمهورية السابق، التي لا تستند إلى دليل، تعليقاته على لقاح (كورونا)، حيث قال: “للأسف المسؤولون الذين طلبوا اختبار بعض الأدوية في إطار مشروع بحثي بالصحة العالمية، كانوا، (على حد معلوماتي)، على استعداد لاختبار: 3500 عينة، من أصل 11 ألف عينة، على الشعب الإيراني، وسمعت أن المسؤول الذي قام بهذا العمل كان قد أبرم الصفقة، وحصل على المال”.
ونفى وزير الصحة هذه الإدعاءات، التي لم تكن مدعومة بالوثائق والأدلة.
مشاركة متدنية في ظل “كورونا”..
لعل “أحمدي نجاد”؛ يقلل، بهذه التصريحات الفارغة، من مصداقية الجميع حوله. وقد أدلى الرئيس السابق بتصريحات جديدة مؤخرًا، وقال في جمع من سكان “أردبيل”: “هناك طرف يسعى إلى إرجاء الانتخابات بسبب (كورونا)، حتى يحصل على فرصة ويغير الأجواء لصالحه. وطرف آخر يسعى في ضوء (كورونا) وانخفاض المشاركة الشعبية؛ إلى اعلان فوزه بالصندوق”.
وأوضح أن كلا الطرفين يريد إقصاء الشعب عن ساحة اتخاذ القرارات، وأضاف: “أشتروا جزيرة يفرون إليها، حال غليان الغضب الشعبي” (!!)، وهي تصريحات تنم عن عدم اهتمام “نجاد” الكبير بالرئاسة، وأنه يعيش أوهامًا جديدة.