ظهرت بوادر تصدع داخل الائتلاف الشيعي العراقي حيث انتقد قادة داخله انفراد ائتلاف المالكي بطرح مشروع سياسي منفرد بعيدا عن التحالف لتشكيل الحكومة الامر الذي دفع زعيمه الجعفري الى الوحدة . وعقب اجتماع لقادة الائتلاف الوطني العراقي الذي يضم قوى سياسية داخل التحالف الشيعي فقد اعلن الائتلاف معارضته لارسال ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي برنامج عمل منفرد الى القوى السياسية يحمل رؤيته لمرحلة مابعد الانتخابات التي جرت في 30 من الشهر الماضي وترشيحه لزعيمه المالكي لرئاسة الحكومة الجديدة . وكان المالكي اشار خلال اجتماعه مع ممثلي البعثات الدبلوماسية الاجنبية في العراق أمس أنّ ائتلافه الانتخابي قدم وثيقة إلى القوى السياسية تتضمن رؤيته لمتطلبات المرحلة المقبلة التي اشار إلى أنّها تضع أسسا لشكل الحكومة المقبلة وتؤكد ضرورة الالتزام بالدستور ووحدة العراق ورفض النهج الطائفي واقامة علاقات متوازنة مع جميع الدول تقوم على اساس عدم التدخل في شؤونها ورفض تدخلها في شؤون العراق. وأوضح أنه اذا وافقت الكتل على هذه الرؤيا فانه سيتم تشكيل حكومة تمثل جميع القوى العراقية وتبدأ على الفور بعمليات البناء الاعمار وتوفير الخدمات وتحقيق رفاه الشعب العراقي.
وقالت الهيئة السياسية للائتلاف الوطني العراقي اثر اجتماع بمقر الهيئة السياسية للتيار الصدري انها ناقشت تطورات المشهد السياسي وخلصت إلى عدة نقاط أهمها : التمسك بالتحالف الوطني والاعتراض على ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي، للخروق المرتكبة من قبله من خلال طرح برنامج حكومي وسياسي ومرشح بعيداً عن التحالف الوطني “الشيعي”. واشارت الى انها ناقشت “وضع المعاير لاختيار رئيس الحكومة المقبلة وقررت تشكيل وفد مشترك للتواصل مع القوى الوطنية الأخرى”.
والائتلاف الوطني العراقي تحالف سياسي يضم عددا من القوى الشيعية أعلن عن تشكيله رئيس الحكومة العراقية السابق إبراهيم الجعفري في آب (أغسطس) عام 2009. قبل ان يتوسع ليضم قوى شيعية اخرى ويطلق عليه التحالف الوطني العراقي.
وعقب ذلك اجتمع وفد من الائتلاف الوطني برئاسة رئيس المؤتمر الوطني أحمد الجلبي مع إبراهيم الجعفريّ رئيس التحالف الشيعي حيث أكّد الطرفان على ضرورة تكثيف الحوارات البنّاءة بين كتل التحالف الوطنيِّ؛ للحفاظ على وحدته وتماسُكه بهدف تحقيق الأهداف المُعطّلة ومُواجَهة تحدِّيات المرحلة المُقبِلة كما قال بيان صحافي عقب الاجتماع تسلمته “أيلاف” اليوم الاربعاء.
وكانت اللجنة الثمانيّة المُنبثِقة عن الهيئة السياسيّة للتحالف عقدت أمس بمكتب رئيس الجعفريي اجتماعها الثاني لإعداد مُسوَّدة النظام الداخليِّ للتحالف بهدف تطوير عمله وتحويله إلى مُؤسَّسة سياسيّة فاعلة في المرحلة المقبلة.
وقالت اللجنة في بيان انها واصلت نقاشاتها واستمعت إلى عدد من الآراء البنّاءة بأجواء إيجابيّة مُتفاعِلة واتفقت على الحفاظ على وحدة صفِّ التحالف الوطنيِّ بمُكوِّناته كافة وقررت عقد اجتماع آخر لحسم آراء الكتل بالمُقترَحات المعروضة أمامها”.
يذكر ان خمسة ائتلافات صغيرة قد اعلنت على مدى الايام الاربعة الماضية انضمامها إلى ائتلاف المالكي وبشكل رفع عدد المقاعد التي يكون قد نالها لحد الان قد بلغت 112 مقعدًا، حيث يواصل اتصالاته مع قوى أخرى للتحالف معها متطلعاً لتحقيق اغلبية برلمانية تخوله لنيل ولاية ثالثة وتشكيل الحكومة العراقية الجديدة من خلال حصوله على نصف مقاعد البرلمان البالغة 328 مقعدًا زائدًا واحداً.
يذكر أن قوى أخرى لخصوم المالكي تجري اتصالات وحوارات حاليًا في محاولة للنجاح في إعلان تحالف مضاد يحقق أغلبية برلمانية لحرمان المالكي من الولاية الثالثة التي يتطلع اليه.