خاص : كتبت – نشوى الحفني :
يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بات مهددًا من أعضاء حكومته؛ وهو ما يُنذر بسقوطها، حيث كشفت مصادر عبرية، مساء الجمعة، أن رئيس وزراء كيان الاحتلال؛ “بنيامين نتانياهو”، يتعرض لابتزاز كبير من عدد من وزراء حكومته.
وقالت المصادر: “يتعرض رئيس الحكومة؛ نتانياهو، هذه الأيام لعملية ابتزاز عظيمة، كشفت عن حجم الضعف الذي يعيشه وتعيشه حكومته وائتلافه وكيف يتحكم فيه أضعف وزرائه، فغولد كنوف؛ وزير الإسكان طلب منه نصف مليار شيكل (للمدارس التوراتية)، وإلا لن يصّوت الأسبوع القادم مع الميزانية”.
وبدوره؛ دعى الوزير الصهيوني؛ “موشيه غافني”، من حزب (ديجل هتوراة) ورئيس لجنة المالية؛ لمسّاندة الوزير؛ “كنوف”، في ابتزاز “نتانياهو” قائلاً له: “هذه فرصتنا”.
ومن ناحيته؛ هدد وزير المالية الصهيوني؛ “بتسأليل سموترتش”، “نتانياهو”، بالاستقالة في حال أعطى “غولد كنوف”، شيكلاً واحدًا.
ونقلت قناة (كان 11) عن وزير المالية الإسرائيلي؛ “بتسلئيل سموتريتش”، تهديده “نتانياهو” بالاستقالة، في حال خضوعه لمطالب “غولد كنوف” و”بوروش”.
تصويت مع المعارضة..
وصوت وزير الأمن القومي الإسرائيلي؛ “ايتمار بن غفير”، الأربعاء، مع المعارضة في (الكنيست)، نكاية برئيس الحكومة؛ “نتانياهو”، الذي أبعده عن القرار والمشاورات الأمنية؛ وخاصة الحساسّة، ومازال في قطيعة مع “نتانياهو”.
ويقول مراقبون: “إنه لن يصّوت بن غفير ضد الميزانية، لأنه لن يستقبله أحد غير نتانياهو ليكون شريك له، ويقولون أن نتانياهو يستطيع إقالته؛ لكن نتانياهو جبان وخائف”.
ونقل موقع (واللا) العبري؛ أن حزب (أغودات يسرائيل) يضغط على “نتانياهو” لإيجاد الحلول خلال نهاية الأسبوع الجاري، بشأن توفير الأموال الإضافية التي يُطالب بها، وإلا فإن أحد الوزيرين سيستقيل من الحكومة الأسبوع المقبل، بهدف العودة إلى (الكنيست) والتصويت ضد الميزانية في القراءتين الثانية والثالثة.
ولفت التقرير؛ إلى أن: “بن غفير؛ أمر أعضاء حزبه بمقاطعة التصويت بـ (الكنيست)؛ في محاولة للضغط على أحزاب الائتلاف الحكومي من أجل تحويل المزيد من الأموال لحزبه بالميزانية، وتحديدًا وزارة النقب والجليل التي يُسّيطر عليها الحزب”.
وحسّب التقرير؛ فإن: “بن غفير؛ يرى أن الأحزاب الأخرى تتلقى المليارات لتحقيق مشاريعها الانتخابية في حين حصل حزبه على أموال أقل للقضايا التي يُريد تعّزيزيها، خاصة ما يتعلق بتعّزيز الاستيطان شمال وجنوب إسرائيل”.
وأكد التقرير، أن: “نتانياهو؛ التقى بن غفير في محاولة لحل الخلاف؛ إلا أن الجو لم يكن إيجابيًا”، مضيفًا: “بالرغم من التقارير التي أشارت لإمكانية استقالة سموتريتش من منصبه؛ إذا حققت تلك المطالب؛ إلا أن مكتب وزير المالية نفى ذلك”.
حل “الكنيست” وانهيار ائتلاف “نتانياهو”..
وسيؤدي عدم تمرير الائتلاف الحكومي للموازنة العامة قبل الـ 29 من آيار/مايو الجاري، إلى حل (الكنيست) بشكلٍ تلقائي وانهيار ائتلاف “نتانياهو”، والذهاب لجولة انتخابات مبكرة، هي السادسة خلال السنوات الأربع الماضية.
ويستعد (الكنيست )الإسرائيلي للتصويت على الميزانية العامة لعامي: 2023 و2024، وتخصيص: 484.8 مليار شيكل لهذا العام؛ (أكثر من 132 مليار دولار أميركي)، و513.7 مليار شيكل للعام المقبل، (أكثر من 140 دولار).
وبيّن تقرير عبري؛ أن: “وزير الإسكان والبناء؛ يتسحاق غولد كنوبف، ووزير شؤون القدس؛ مئير بوروش، هددا بالاستقالة من منصبيهما، مما يسمح لهما بالعودة لـ (الكنيست) كعضوين، وذلك من أجل التصويت ضد الميزانية”.
وأشار التقرير أيضًا، إلى أن: “نتانياهو؛ مارّس ضغوطًا على مسؤولين بوزارة المالية لمناقشة مطالب الحزب اليميني”، مستدركًا: “لكن المسؤولين بوزارة المالية يُعارضون تلك المطالب بسبب الضرر المحتمل لها على الاقتصاد”.
تهديد بعدم التصويت..
كما وهدد عضو (الكنيست)، زعيم حزب (نعوم)؛ “آفي ماعوز”، بالتصويت ضد الميزانية إذا لم يتم تخصيص الأموال الخاصة بإنشاء وحدة “الهوية اليهودية”، وفق ما تعهد “نتانياهو”؛ خلال مفاوضات تشكيل الائتلاف الحكومي.
وأبلغ “ماعوز”؛ الذي يشغل منصب نائب وزير بمكتب “نتانياهو”، أنه لن يصّوت لصالح ميزانية الدولة بالجلسة العامة لـ (الكنيست).
وقال “ماعوز”، إن: “ذلك بسبب إبلاغه بأن اقتراح: 90 مليون دولار للوحدة الجديدة الذي يُطالب به لن يُعرض على مجلس الوزراء للموافقة عليه في الاجتماع المقبل من أجل إدراجه بالميزانية”، وفق (تايمز أوف إسرائيل).
أهمية وجود حكومة يمينية..
وفي السياق؛ قال موقع (والا) العبري، إن: “نتانياهو؛ يأمل أن يستوعب زعيما حزب (عوتسما يهوديت) و(أغودات إسرائيل)؛ أهمية وجود الحكومة اليمينية الحالية”، مشيرًا إلى أن رئيس الوزراء لا يُبدي أي قلق من انهيار ائتلافه الحكومي.
وأوضح الموقع، أن “نتانياهو” دعا أعضاء ائتلافه للتوقف عن التهديد بمقاطعة التصّويت على مشروع الميزانية، قائلاً: “لن يكون لدينا حكومة أفضل، حكومة وطنية تهتم بتراث إسرائيل وشعبها ومستقبله”.
وأضاف “نتانياهو”: “حان الوقت للتوقف عن التهديد والمقاطعة، والكل بحاجة للعمل معًا وتمرير الموازنة”، حسّب الموقع العبري.
تهديدات غير جادة..
وأوضح الموقع؛ أن: “تصريحات نتانياهو كانت بمثابة رسالة لشركائه بضرورة تمرير الميزانية، وتحذير لإمكانية فقدانهم للمناصب العليا التي حصلوا عليها”، مبينًا أنه على الرغم من المبالغ العالية لتكلفة تشكيل حكومة يمينية كاملة؛ إلا أن تلك الأموال لا تكفي شركاء “نتانياهو”.
وأشار إلى أن: “شركاء نتانياهو يتطلعون لزيادة ميزانياتهم، الأمر الذي أعاد سيناريو مفاوضات تشكيل الائتلاف الحالي؛ التي استمرت لشهرين قبل نصف عام”، متابعًا: “نتانياهو يُدرك أن تهديدات عدم التصويت للميزانية والإطاحة بالحكومة غير جادة”.
وبيّن أن: “جميع الأحزاب اليمينية بالائتلاف الحكومي لا ترغب بانتخابات مبكرة، علاوة على أن نتانياهو يحتاج لمنصب رئيس الوزراء من أجل إنهاء أزماته القانونية”.
وتابع: “نتانياهو؛ مصمم على إثبات أنه عاد للسلطة؛ وأنه قادر على ضبط شركائه، كما أنه يُريد وضع حد لسلوك بن غفير، ومن المفترض أن يمنح إقرار الميزانية رئيس الوزراء الأدوات المطلوبة لذلك”، حسّب تقديره.
مصلحة عُليا لجميع الأحزاب..
ويرى المختص في الشأن الإسرائيلي؛ “سهيل كيوان”، أن: “بقاء الائتلاف الحكومي الحالي يُمثل مصلحة عُليا لجميع الأحزاب اليمينية المشاركة فيه”، مشيرًا إلى أن تهديدات بعض أعضاءه ووزراءه تأتي في إطار محاولة الضغط على حزب (الليكود) و”نتانياهو”.
وقال “كيوان”، لموقع (24) الإماراتي، إن: “قادة الأحزاب اليمينية يسّعون لابتزاز نتانياهو وإجباره على القبول بجميع مطالبهم، وذلك من خلال الاعتماد على حاجة نتانياهو لهم من أجل بقاء ائتلافه الحكومي؛ لكنهم لا يرغبون بانتخابات جديدة لـ (الكنيست)”.
وأضاف: “من المبكر لأوانه الحديث عن انهيار ائتلاف نتانياهو، خاصة وأن جميع أحزابه لم تحقق أي من وعودها الانتخابية، علاوة على أن استطلاعات الرأي تظهر تراجعًا لها أمام الجمهور الإسرائيلي، وبالتالي أي انتخابات لـ (الكنيست) ستكون خطوة محفوفة بالمخاطر”.
ورجح المحلل السياسي: “تكرار ذات السيناريو إبان تشكيل نتانياهو لائتلافه الحكومي، بحيث يتمكن حزب (الليكود) من الوصول إلى تفاهمات مع شركائه اليمينيين تحول دون انهيار الائتلاف وتؤدي إلى تمرير ميزانية الدولة”، وفق تقديره.