26 أبريل، 2024 8:41 م
Search
Close this search box.

تشوهات الأجنة .. إرث الاحتلال الأميركي البشع لـ”العراق” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

يعاني “العراق”، وخاصة مدن “الفلوجة” و”البصرة” و”بغداد”، من ارتفاع غير مسبوق في معدلات التشوهات الخلقية عند الأجنة، وكشفت دراسة أعدتها الطبيبة بمستشفى الفلوجة، “سميرة العيني”، بالتعاون مع “منظمة الصحة العالمية”، عن وجود آثار لكميات من (اليورانيوم) و(الزئبق) في جذور شعر الضحايا، ما يُعد دليلًا على وجود علاقة بين استخدام الجيش الأميركي، خلال فترة الاحتلال، لأسلحة محظورة دوليًا وارتفاع معدلات تشوهات الأجنة في المدينة.

كما أشارت دراسة أخرى، أجريت في جامعة “بغداد”، إلى أن معدلات التشوهات الخلقية عند الأجنة، في “البصرة”، وصلت إلى 10 أضعاف النسب المسجلة في عام 2001، أي قبل عامين من بداية الاحتلال.

واستخدم الجيش الأميركي، في “العراق”، (اليورانيوم) المنضب؛ الذي أكد خبراء عسكريين أنه يُعد من المعادن الثقيلة وأن آثاره الضارة تبقى لمدة 4500 عامًا.

فئران تجارب..

كشف الطبيب بمستشفى الفلوجة، “نديم الحديدي”، أنه من المستحيل التمكن من عمل تعداد للمواليد المشوهين في المدينة، إذ تقوم العائلات بدفن أبناءهم فورًا بمجرد وفاتهم بعد الولادة، إذ يجلب لهم هذا الأمر شعورًا بالإحراج، وأوضح أن الأعداد باتت كبيرة للغاية، وخلال شهر كانون ثان/يناير الماضي؛ سجلت 672 حالة، ومن المؤكد أن الأعداد الحقيقة أكبر بكثير.

وأشار “الحديدي” إلى أن مدينة “الفلوجة” تُعتبر من أكثر مدن العالم التي يولد بها أجنة مشوهة، وأن التشوهات الأكثر تكرارًا هي أن يولد الطفل بدون رأس أو أعين أو أن تكون الإمعاء خارج جدار البطن، لافتًا إلى أنه، خلال عام 2004، جرب الاحتلال الأميركي لـ”العراق” كل أنواع الأسلحة الكيميائية والمتفجرات من “قنابل فراغية” إلى “الفوسفور الأبيض” و”اليورانيوم المنضب”، وأكد: “لم نكن سوى فئرات تجارب في معمل”.

ومن المقرر أن تقوم “وزارة الصحة العراقية”، بالتعاون مع “منظمة الصحة العالمية”، بعمل دراسة حول تشوهات الأجنة في عدة مدن منها العاصمة، “بغداد”، و”الأنبار” و”ذي قار” و”البصرة” و”السيلمانية” و”ديالى”.

الجيش الأميركي استخدم “الفسفور الأبيض” المحظور دوليًا..

خلال الأشهر الأولى التي تلت تدخل “أميركا” عسكريًا في “العراق”، في آذار/مارس 2003، إمتلأت شوارع مدينة “الفلوجة”، التي يبلغ عدد سكانها 350 ألف نسمة، بشكل يومي بالمتظاهرين المناهضين للاحتلال والمعارضين للحصار، وبحلول 31 من آذار/مارس من العام التالي؛ انتشرت في العالم صور الأجساد التي قطعت إلى 4 أشلاء وعلقت على “نهر الفرات”، وهي جرائم نفذتها شركة “بلاك ووتر”، التي تعرف الآن باسم، “أكاديمي”، بينما دفع ثمنها سكان المدينة، إذ باتوا مهددين من قِبل تنظيم (القاعدة) المتشدد، وبدأت ما عُرف بـ”معركة الفلوجة الثانية”، وهي أكبر معركة حضرية حدثت في العالم منذ أحداث “هوى”، في “فيتنام”، عام 1968.

وكان الهجوم الأول قد حدث، في نيسان/أبريل عام 2004، لكن الهجوم الثاني والأسوأ على الإطلاق بدأ في تشرين ثان/نوفمبر من نفس العام، إذ تعرضت كل المنازل إلى قصف ليلي مكثف، وأعترفت “واشنطن” باستخدامها لسلاح “الفسفور الأبيض”، وبررت ذلك بأنها أرادت إنارة الأهداف المطلوبة خلال الليل، حتى كشفت مجموعة من الصحافيين الإيطاليين أنه يُعد أحد الأسلحة المحظورة، لكن الجيش الأميركي استخدمها ضد المدنيين في “العراق”، وحتى الآن لا يُعرف عدد الضحايا التي شملت أيضًا أعداد كبيرة من الأجنة.

وتحدث الطبيب، “عبدالقادر الراوي”، عن حالة طفلة ولدت بمتلازمة “داندي واكر”، أي أن الرأس مقسم إلى قسمين، مشيرًا إلى أنه لا يتوقع لها البقاء على قيد الحياة وأن هذه الحالة تحدث بمعدل حالة واحدة كل 25 ألف ولادة، وأضاف أن “مستشفى الفلوجة تفتقر إلى البنية التحتية الأساسية، فكيف نتمكن من التعامل مع حالات حرجة مثل هذه”.

وذكرت دراسة نشرت في صحيفة (المجلة الدولية للبحوث البيئية والصحة العامة)، عام 2010، أن الارتفاع الذي حدث في نسب وفاة الأطفال والإصابة بمرض “السرطان” و”سرطان الدم” أكبر بكثير ما سجل بعد إطلاق قنبلة “هيروشيما” و”ناغازاكي”، عام 1945، وأشارت الدراسة إلى أن معدلات الإصابة بـ”سرطان الدم”، عند الأشخاص الذين لم تتجاوز أعمارهم 35 عامًا، تضاعفت 38 مرة خلال 5 أعوام، من 2005 حتى 2010، في عدة دول من بينها “مصر” و”الأردن”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب