11 أبريل، 2024 4:24 م
Search
Close this search box.

تشنها واشنطن .. “حرب نفسية” لتخريب العلاقات بين طهران وبغداد !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

يشدد المراقبون، بعد فشل مساعي “الولايات المتحدة” وحلفاءها المضنية والتي تستهدف تخريب العلاقات “الإيرانية-العراقية” عبر الفضاءات الإعلامية، على ضرورة رفع مستوى وعي الشعبين، (الإيراني والعراقي)، في مواجهة الخدع الأميركية المزيفة.

وقد نشرت فضائية (فوكس نيوز) الأميركية مؤخرًا تصريحات معادية لـ”إيران” على لسان الرئيس العراقي. والموقف الجدير بالتأمل ما نُشر تحت عنوان أحدث تغريدة للرئيس العراقي، “برهم صالح”، من قرارات؛ مثل عدم شراء الكهرباء من “إيران” أو ضرورة خروج الميليشيات الإيرانية من “العراق”، وهو ما نفاه “محمد أورامي”، المستشار الإعلامي للرئيس العراقي؛ في حوار إلى وكالة أنباء (إيرنا) الإيرانية. وأكد “أورامي” على: “أن هذه التصريحات منشورة على حسابات مزيفة؛ ولا علاقة لها بالرئيس العراقي مطلقًا”.

وقد شهد الفضاء الإعلامي “الإيراني-العراقي”، ولاسيما شبكات التواصل الاجتماعي نشر عدد من الشائعات التي تستهدف تخريب علاقات البلدين.

مشروع أميركا الرامي إلى تخريب علاقات “طهران-بغداد”..

وفي حواره إلى صحيفة (السياسة اليوم) الإيرانية المحسوبة على التيار الأصولي، يعلق، الدكتور “سيدرضا صدر الحسيني”، خبير الشأن الإقليمي، على التصريحات المنسوبة إلى الرئيس العراقي والمعادية لـ”إيران”، والتي نقلتها وسائل الإعلام وفضائية (فوكس نيوز) الأميركية، قائلاً: “للإجابة على السؤال لابد من إلقاء نظرة عميقة على التطورات السياسية الأخيرة بالعراق، وتشمل الانتخابات البرلمانية، وانتخاب رئيسا الجمهورية والوزراء وعملية تشكيل الحكومة، والتي هي بالواقع موزانة استراتيجية بين سلطة أميركا واستقلال الشعب العراقي تحت قيادة المرجعية الشيعية وخط المقاومة الإسلامية”.

لقد دخلت “الولايات المتحدة” المنافسات السياسية العراقية؛ بعد استجماع كل قوتها الإقليمية؛ وتشمل “المملكة العربية السعودية” و”الإمارات” وفلول “حزب البعث” والعلمانيون العراقيون، وهيأت نفسها قبل أشهر من انتخاب “رئيس الجمهورية” عبر البرلمان لمناقشة شاملة مع الشعب العراقي، واستخدمت كل إمكانياتها المالية، والبشرية، والإعلامية بل والأمنية والتكنولوجية، وتعاونت أحيانًا مع الإرهاب داخل “العراق” مثل (داعش).

في مقابل هذا الاصطفاف المعارض لمصلحة الأمة، استعد الشعب العراقي؛ مستعينًا بالله وبخبرة 20 عامًا تقريبًا للتعامل مع هذا الاصطفاف، وقد نظم الشعب العراقي المواجهة ضد عمليات التيار الأميركي السرية والمعلنة داخل “العراق” مستفيدًا من تجربة الكفاح ضد الوجود الأميركي، وفتوى المرجعية وتيارات الجهاد ومكافحة الإرهاب وأخيرًا الاستعانة بالآئمة المعصومين..

أساليب الحرب النفسية الأميركية..

في البداية حاول الأميركيون إعاقة الانتخابات إلى أجل غير معلوم. ثم في المرحلة الثانية خططوا للوقيعة بين “الشيعة” و”السُنة”؛ وأخيرًا نزلوا بشاحنة من التشكيك في نتائج الانتخابات. من ثم كانت المواجهة ضد هذه التحركات المعقدة، والتي استخدمت كل الأدوات الممكنة شديد الصعوبة. لكن الشعب العراقي انتصر في كل المراحل ولم يبقى أمام التيار الأميركي بـ”العراق” إلا التأثير على انتخاب رئيس البرلمان، لكن الأمر انتهى لصالح الشعب العراقي، وذلك بسبب وعي التيار الوطني الشعبي، فاتجه الأميركية إلى “الأكراد” بغرض إفشال عملية انتخاب رئيس الجمهورية وخلق حالة من التوتر في “العراق”، وحاولوا بالترغيب والترهيب التأثير على انتخاب رئيس الجمهورية؛ حتى أن “مك جورت”، مبعوث “ترامب” الخاص إلى “العراق”، اُضطر للعودة إلى “أميركا” والتقاعد بعد انتخاب السيد “برهم صالح”.

وفي هذا الصدد؛ كتب السفير الأميركي بـ”بغداد” رسالة إلى “ترامب” يخبره بصراحة أن مبعوثه الخاص للعراق قضى على حيثية “أميركا” في هذا البلد. ويضيف الدكتور “سيدرضا صدر الحسيني”: “في ضوء ما تقدم؛ تستطيع أميركا فقط تخريب سمعة رئيس الجمهورية المختار بموجب تصويت نواب الشعب والتأييد الضمني من المرجعية؛ عبر تصويره كمقرب من الولايات المتحدة والتيار العلماني، وسعوا إلى تقديمه للشعب العراقي باعتباره أميركي معارض للدين وإيران والتيارات العراقية الأصيلة وتيار المقاومة، علهم يتمكنون على الأقل من تقليض مكانته وتهيئة الأجواء لانفصال التيار (الإسلامي-الوطني) العراقي الأصيل عنه”.

لكن السؤال المهم: لماذا حظيت الحرب النفسية ضد السيد “برهم صالح” بصدى كبير في “إيران” ؟..

يلعب الأميركيون على “عنصر التفرقة” والاستثمار في بث الخلافات بين الحكومتين العراقية والإيرانية، وقد تصررت العملية السياسية العراقية بهذا الاستثمار، ولم يكن من سبيل في الحقيقة سوى تشديد العمليات النفسية على عقول الإيرانيين.

بعبارة أخرى؛ يسعى الأميركيون إلى بث اليأس في نفوس الإيرانيين من الاتحاد مع “العراق” وتقديم الأمر وكأن الجهود الإيرانية الرامية إلى تحالف بلدين متقدمين ومواجهة التيار الأميركي بالمنطقة قد باءت بالفشل، ولذلك بذل الأميركيون جهودًا متوازية على الجبهتين العراقية والإيرانية على أمل التأثير على عزم وإرادة الشعب والحكومة الإيرانية والإجهاز على استمرار حياة تيار الوحدة الإقليمي.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب