9 أبريل، 2024 4:10 م
Search
Close this search box.

تشدد إسرائيل لا يستثني أحد .. التحريض يشمل جنود التيار الديني المتشدد

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتب – سعد عبد العزيز :

من المعروف أن هناك هوة كبيرة بين العلمانيين والمتدينين داخل المجتمع الإسرائيلي.. لكن ما يخفى على البعض وجود خلافات قوية ومستعرة داخل التيار الديني المتشدد المسمى بالـ”حريديم”، والذي يرفض في غالبيته الاعتراف بدولة إسرائيل أو التجنيد داخل صفوف الجيش.

إضطهاد “الحريديم”

نشر موقع “دافار ريشون” باللغة العبرية خلال منتصف آذار/مارس 2017، مقالاً للكاتبة الإسرائيلية “ميخال روتنبرج”, تحدثت فيه عن حملة التحريض التي يشنها المتشددون اليهود ضد من يقبل منهم الالتحاق بالخدمة العسكرية. فقالت: “لقد اعتاد سكان حي “مئه شعاريم”, وهو معقل المتشددين, أثناء الاحتفال بعيد البوريم, على تعليق بعض الدُمى بشكل هامان الشرير على أسلاك الكهرباء, ابتهاجاً بسقوط “عدو اليهود”. ولقد استغلوا العيد هذا العام لتشبيه الجنود الحريديم بهذا العدو الحاقد “هامان”, مما يُعد عملاً تحريضياً شنيعاً يثير القلق والخوف على المجتمع الإسرائيلي بأثره وعلى سلامة الجنود المنتمين للتيار الحريدي على وجه الخصوص. وطالبت الكاتبة بضرورة توفير الحماية لهؤلاء الجنود”, مُضيفة بأن هامان الذي كان كبير وزراء الملك الفارسي “أحشويروش” أراد ذبح جميع اليهود, مثلما فعل هتلر في ألمانيا النازية خلال أربعينيات القرن الماضي. لكن ما شأن الجنود الحريديم بذلك؟.. معتبرة أن استغلال المناسبة للتحريض ضد هؤلاء سيعرضهم للعنف.

جنود الحريديم

فكلما ازدادت أعداد الحريديم المجندين في صفوف الجيش الإسرائيلي, كلما تعرضوا للهجوم الشديد من جانب مجتمعهم, حيث يُلاقون الأذى والسباب والمقاطعة داخل المعابد بل يتعرضون أحياناً للعنف الجسدي والاعتداء على ممتلكاتهم. بحسب تأكيدات “ميخال”، معددة الكثير من حالات الاعتداء التي يتعرضون لها من قبل المنتمين لنفس التيار الديني.

تواطؤ المجتمع

تقول “ميخال روتنبرج” إن المجتمع والجيش في إسرائيل يفاخران بارتفاع نسبة إلتحاق شباب الحريديم بالخدمة العسكرية وبأن تلك النسبة تزداد سنوياً, حتى بلغ عدد من يخدم منهم في الجيش هذا العام قرابة 6600 شاب. لكن الدولة لم تتمكن حتى الآن من وقف الاعتداءات التي يتعرضون لها. وكل أطياف المجتمع الإسرائيلي بما فيهم العلمانيين والمتدينين وحتى العرب لا يقولون “كفى” لتلك الاعتداءات والتجاوزات, وهم بسكوتهم يهدرون دم هؤلاء الشباب.

مشيرة إلى وجود تقصير آخر خطير يتمثل في تجاهل الشخصيات العامة ممن لهم ثقل كبير للغاية سواء من الحاخامات أو الساسة, لأنهم لو اعترضوا على ما يجري من تحريض أو نددوا به أو شجبوه لكان الوضع مختلفاً تماماً. إن المجتمع الحريدي يضم داخله عشرات التيارات المختلفة والقيادات الدينية من ذوي المواقف المتباينة ومنهم من يرفض تلك الاعتداءات لكنهم صامتون, وهم بذلك أيضا يهدرون دم الجنود.

تشكو الكاتبة الإسرائيلية من الموقف السلبي للمجتمع الإسرائيلي وترى أنه سبب تعرض هؤلاء الجنود لحملة الاعتداءات والإهانة. وتؤكد على أن الجنود من التيار الحريدي كانوا يستحقون معاملة أفضل لأنهم لم يتهربوا من الخدمة العسكرية كأمثالهم من نفس التيار الديني المتشدد, بل يريدون المشاركة في تحمل عبء الخدمة العسكرية. قائلة إنه “لا عجب من الموقف السلبي للمجتمع الإسرائيلي إزاء تلك الظاهرة, فقد سبق له أن تجاهل نشر كتاب “شريعة الملك” الذي يبيح مؤلفاه قتل غير اليهود بلا تردد, من خلال الاستدلال الخاطئ على مصادر فقهية وتوراتية. لكن قليلين جداً هم من انتقدوا المؤلفين اللذين ما زالا يمارسان نشاطهما”.

وترى ميخال أن التحريض قد يبدو أحياناً وكأنه عمل عفوي لكنه أمر واقعي يجب الكشف عمن يقف وراءه, لأن أي تحريض كالذي حدث يوم عيد البوريم, هناك من يشعله بتصريحاته التي تخلق ثقافة وحالة نفسية داخل المجتمع. “لكن من يشعل التحريض كما هو الحال في كتاب “شريعة الملك” يخرج بريئاً في كل مرة ولابد من معرفة السبب”.

وفي النهاية أكدت الكاتبة: “أن الكلمات تخلق واقعاً ربما يُفضي إلى القتل, ولقد جربنا ذلك بأنفسنا مراراً عبر التاريخ, فلابد أن نوقف التحريض بكل الوسائل – سواء عبر العمل المدني أو التعليم أو بتغليظ قانون مكافحة التحريض في إسرائيل”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب