وكالات – كتابات :
ذكر موقع (ميدل إيست آي) البريطاني؛ إن موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) عمل بشكلٍ سري منذ سنوات بالتعاون مع الجيش الأميركي لتضخيم أخباره الدعائية في أنحاء الشرق الأوسط؛ بما فيها “العراق”، على الرغم من تعهد (تويتر) بكبح حملات دعائية تُنفذها حكومات دول عبر المنصة.
وأوضح الموقع البريطاني؛ في تقريرٍ له، أن هذه المعلومات تسّتند إلى تحقيقات مصدرها وثائق داخلية من (تويتر) قام بها موقع (ذا إنترسبت) الأميركي؛ الذي كان أول من نشر حولها، وهي تحقيقات تكشف كيف أن مسؤولين في (تويتر) ساعدوا في منح إمكانية دعائية أكبر للحسابات التابعة لـ”القيادة المركزية الأميركية” للتأثير على صياغة الرأي العام في دول مثل: “العراق واليمن وسوريا والكويت” وغيرها.
الحسابات “البيضاء”..
وأشار التقرير إلى أن هذه العمليات تمت من خلال الحسابات: “البيضاء”؛ على (تويتر)، بناءً على طلب الحكومة الأميركية، وهو ما يُسّاعدها على تجنب: “الفلتر” العشوائي الذي يستهدف تغريدات، ما يُعّزز من قدرتها على الوصول إلى شريحة أكبر من المتابعين.
ونقل التقرير عن مضمون إحدى الوثائق؛ حيث يتحدث أحد المسؤولين العسكريين الأميركيين مع موظف في (تويتر) قائلاً بسخرية أنه: “من الصعب القيام بعمليات على شبكة الإنترنت، عندما لا يكون بمقدورك أن تغرد”.
ولفت التقرير إلى تواصل هذا النقاش المتبادل بين الطرفين، حيث طرح المسؤول العسكري الأميركي: 06 حسابات على (تويتر) طالبًا توثيق بعضها بـ”العلامة الزرقاء”، وإبقاء الحسابات الأخرى: “بيضاء”؛ أي بلا توثيق أزرق لكي تُسّاهم في: “تضخيم” رسائل دعائية موجهة معينة.
حسابات بـ”وضع خاص” !
وأضاف أنه بالإجمال؛ فقد طلب المسؤولون الأميركيون، من (تويتر) منح: 52 حسابًا على الأقل، وضعًا خاصًا، مشيرًا إلى أنه من بين هذه الحسابات، حساب مخصص لأخبار “اليمن”؛ باسم: (@yemencurrent)، نشر خبر مفاده أن ضربات الطائرات المُسيّرة الأميركية في “اليمن”، تُحقّق إصابات دقيقة، وهو ادعاء تم نقضه، والحساب محذوف في الوقت الحالي.
يُذكر أن التقديرات تتحدث عن مقتل نحو ألف شخص في غارات نفّذتها طائرات مُسيّرة تابعة للقوات الأميركية على مدى عقدين من الزمن.
استثناء “أميركا”..
وتُظهر تحقيقات (ذا إنترسبت)؛ أن (تويتر) قدم ميزة جديدة في العام 2017، من شأنها تحقيق حاجات الجيش الأميركي بشكلٍ محّدد، موضحة أنه حتى لو لم يحصل حساب على علامة التوثيق “الزرقاء” بشكلٍ رسمي، فإنه يظل قادرًا على التمتع بمزايا الحساب الموثق من دون أن يكون بمقدور عامة المتفاعلين على المنصة، رؤية ذلك.
وذكر التقرير أن الحكومة الأميركية اتهمت؛ في وقتٍ سابق من العام الحالي، بأنها رعّت حملة رقمية على (فيس بوك) و(إنستغرام) و(تويتر) وغيرها من منصات التواصل الاجتماعي، تستهدف مناطق الشرق الأوسط و”آسيا الوسطى”، بهدف الترويج لروايات أحداث منحازة للغرب.
ولفت التقرير إلى أن هذه الحسابات كانت تُركز بشكلٍ أساس على “إيران” و”أفغانستان” ومجموعة ناطقة بالعربية؛ تضم مجموعات فرعية من “العراق والسعودية”.
إلا أن التقرير تحدث عن أن منصتي (تويتر) و(فيس بوك)؛ قامتا خلال شهري تموز/يوليو وآب/أغسطس الماضيين، بإغلاق عشرات الحسابات؛ لأنها انتهكت سياساتهما المتعلقة: بـ”التلاعب بالمنصة والرسائل العشوائية (السبام)”.
وعلى الرغم من ذلك؛ فإن المعلومات تُشيّر إلى أن (تويتر) كان يقوم من خلف الكواليس بالتنسيق مع السلطات الأميركية من أجل تأمين الحماية لحساباتها؛ فيما كان في الوقت نفسه يتحرك ضد دول أخرى تقوم بنشاط مشابه من خلال الإنترنت.
وفي هذا الإطار؛ ذكّر التقرير بأن (تويتر) أعلن؛ في العام 2020، تجميد: 7340 حسابًا مرتبطًا بـ”تركيا” في إطار حملة المنصة العالمية لكبح: “عمليات المعلومات المرتبطة بالدولة”، وذلك إلى جانب جهود (تويتر) أيضًا لكبح حسابات مرتبطة بالدولتين الروسية والصينية، وهو ما دفع الحكومة التركية وقتها إلى اتهام (تويتر) بأنها بمثابة: “آلة دعائية لها ميول سياسية وإيديولوجية معينة”.
وفي الخلاصة؛ فإن الوثائق الجديدة تُظهر كيف أن القواعد والمعايير التي طبقها (تويتر) على الدول الأخرى الضالعة في حملات إدارة معلومات خاصة بها، لم يتم تطبيقها أيضًا على حكومة “الولايات المتحدة”.
وخلص التقرير إلى القول أن الوثائق الجديدة، هي أول من يكشف كيف أن (تويتر) تناغم للتطابق مع أهداف السياسة الخارجية لـ”الولايات المتحدة”.