بغداد – كتابات
محاولة إيرانية جديدة لتلميع قائد فيلق القدس والرجل المسؤول الأول عن اختراق إيران للدول العربية وعلى رأسها العراق، سوريا، لبنان وفلسطين، عبر الاستعانة بصحفي فلسطيني للرد على الاتهامات الموجهة إلى قاسم سليماني باحتقار العراقيين والعرب، ملقبا إياه بأنه ناصر المستضعفين.
أبرز ما تناوله الصحفي الفلسطيني عبد الرحمن أبو سنينة المعروف بولائه لإيران خلال تحقيق استقصائي مطول بإحدى وسائل الإعلام الممولة من إيران – في محاولة لتسويق سليماني بأنه المخلص للقضية الفلسطينية والقادر على تحرير فلسطين – تاريخ ونشأة قاسم سليماني وكيف أنه زاهد في الحياة يعيش حياة البسطاء، ثم تطرق إلى دوره في الحرب الممتدة بين العراق وإيران في عهد الرئيس الراحل صدام حسين.
وهنا بدأ بترديد اللقب الذي أطلقه عليه علي خامنئي، إذ لقبه بالشهيد الحي، وكيف أنه نشأ منذ بدايات عمره في النوادي الرياضية الإيرانية القديمة (زور خانه)، وأنها لم تصقل قوة بدنه فقط، بل روحه كذلك، فهناك يتجمع أيضا الوجهاء، ويرتادها أحيانا علماء الدين، فيتعلم المشتركون فيها سيرة الأبطال من أهل الشهامة، على حد قوله.
وينقل الصحفي الفلسطيني خلاصة ما قاله له طلبة مدارس، وجامعيون، وروحانيون في الحوزة العلمية حول انطباعاتهم عن قائد فيلق القدس حتى من غير أبناء خطه السياسي، بأنه المضحي، نظيف اليد الذي يوصي بأن لا ورثة مالية لديه، متوقعا أن يموت شهيدا مثلما يدعو دائما.
ثم يتطرق إلى دوره بالتفصيل في مواجهة الجيش العراقي في عهد الرئيس الراحل صدام حسين، فيقول عنه إنه عاش تحت سقف واحد مع “شهداء ملائكيين” صنعوا مجد إيران قبل أن يرحلوا، وبجهادهم منعوا السقوط الكامل لإيران عقب الحرب الأمريكية المفروضة التي شنها “صدام التكريتي” بتمويل خليجي على الجمهورية الوليدة، على حد وصفه للحرب العراقية الإيرانية التي امتدت لثماني سنوات.
فيحكي تفاصيل مشاركة سليماني في المعارك، ويقول إنه أصيب بجراح خلال العمليات التي مهدت لتحرير مدينة خرمشهر، ورغم ذلك استطاع تحقيق انتصارات مذهلة، وتحرير مزيد من الأراضي الإيرانية وطرد من وصفهم الكاتب بـ”العصابات الصدامية” والمقصود هنا الجيش العراقي وقتها، لافتا إلى أن تلك الانتصارات تحققت على أيدي سليماني، رغم ما كان “يتبجح به صدام حسين” من أنه سيسلم مفاتيح بغداد لـ “الخميني” إن حرر الإيرانيون خرمشهر.
اللافت أن تسليط الضوء على دور قاسم سليماني في المعارك بين الجيش الإيراني والعراقي الآن يتزامن مع الاحتفالات بذكرى تأسيسي الجيش العراقي الـ 98، لتؤكد القراءة في تفاصيل دور سليماني في المعركة ، وكيف أنه بفضله تمكن الحرس الثوري من أسر 3000 جندي عراقي خلال أيام، ومع ذلك أصر على أن يعاد تأهيلهم، وتعليمهم في مواقع الأسر، ثم أطلق سراح بعضهم بناء على طلبه لاجئا في إيران.
ومن بعد انتهاء الحرب مع العراق، تحول سليماني إلى خطاب توحيد من يبحثون عن الحرية ومن يطلبون تحرير فلسطين، فعمل على إقامة تحالف يجمع المقاومين الراغبين في طرد إسرائيل من المنطقة وتحرير فلسطين بخطاب قومي يهدف في النهاية إلى التخلص من الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط.
لنجده – والحديث للكاتب والصحفي الفلسطيني – على امتداد جبهة المقاومة يعادي إسرائيل، يتواصل هاتفيا مع المقاومين في فلسطين ولبنان في أخطر اللحظات، يقدم نصحه لهم، وكثيرا ما كان يفعل كضابط ارتباط دون أي كشف عن هويته، على حد قوله.