10 أبريل، 2024 6:37 ص
Search
Close this search box.

تسوية الحسابات الجيوسياسية .. على الأراضي السورية !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

في آتون الصراع بين “الولايات المتحدة الأميركية” و”تركيا”؛ بخصوص شراء منظومة صواريخ (إس-400) الروسية، وكذلك حرمان “تركيا” من الحصول على طائرات (إف-35)، حذرت “واشنطن”، (بعد عام ونصف من الهجوم التركي على شمال سوريا وعمليات شرق الفرات)، “أنقرة”، من أي تحرك في المنطقة.

وفي هذا الصدد توجه “مارک توماس أسپر”، وزير الدفاع الأميركي الجديد، إلى “اليابان” ووصف أي تحرك تركي أحادي شمال “سوريا”، بغير المقبول، وقال: “أميركا سوف تحول دون العمليات التركية في المناطق الكُردية”.

وقد تزامن هذا التحذير الأميركي النادر، للحكومة التركية، مع تصريح الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، مطلع الأسبوع الجاري، عن عمليات عسكرية تركية وشيكة “شرق الفرات”. وهذه هي ثالث العمليات التركية العسكرية الكبيرة على الشمال السوري، والتي تستهدف من منظور، (إردوغان)، مكافحة الإرهاب. بحسب صحيفة (المبادرة) الإيرانية الإصلاحية.

إدلب وشرق الفرات محور إحتواء “الأسد” !

قبل عام ونصف تقريبًا، وتحديدًا في شتاء 2017، أطلقت القوات المسلحة التركية عملية احتلال “عفرين” في الشمال السوري؛ وأعلنت بشكل رسمي استراتيجيتها تجاه مكافحة “وحدات حماية الشعب” الكُردية، المدعومة من “الولايات المتحدة الأميركية”.

وقبل ذلك؛ إتخذت الحكومة التركية، في “سوريا”، موقف بندول الساعة إزاء تقدم القوات المسلحة السورية، وكذلك التعاون مع “إيران” و”روسيا” في مفاوضات الـ”آستانة”.

ومع تعاظم الوجود العسكري التركي في الشمال السوري وإنطلاق عمليات (درع الفرات)، حذر الكثير من الخبراء، آنذاك، من إمكانية وقوع مواجهات بين القوات الأميركية من جهة والقوات التركية من جهة أخرى “شرق الفرات”.

لكن قرار الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، بخصوص انسحاب القوات الأميركية من “سوريا”، دفع الأحداث بإتجاه آخر. ورغم عدم تفعيل هذا القرار بشكل كامل، حتى الآن، فقد حذرت الدول الحليفة لـ”الولايات المتحدة” من تبعات هذا القرار. فقد أعتقدوا أن “وحدات حماية الشعب” الكُردية من جملة الأدوات المهمة في اللعبة السورية؛ باعتبارها من القوات المحورية في مكافحة تنظيم (داعش) الإرهابي.

ومع تقدم قوات “الأسد” واستعادة الجيش السوري السيطرة على مختلف المناطق، تُطرح قضية “إدلب” و”شرق الفرات” باعتبارها مناطق تخضع للنفوذ الغربي، وبخاصة “الولايات المتحدة الأميركية”، إذ لا يستطيع “الأسد” رفع راية النصر خفاقة طالما لم يتحدد المصير النهائي لهذه المناطق، لا سيما “إدلب” التي تتعرض حاليًا لصراع عمليات التحرير.

آفاق مظلمة..

وفي هذا الصدد؛ وفي إطار مناقشة الأوضاع الميدانية السورية، يعتقد الكثير من الخبراء أن هذا البلد خاض تقريبًا، على مدى السنوات الماضية، كل التجارب الممكنة باعتباره مُختبر للحرب والأزمات، بدءً من الحرب العالمية الصغيرة في هذا البلد؛ وحتى ظهور العناصر التكفيرية الكثيرة التي يمثل (داعش) و(النصرة) فقط أبرز نماذجها.

كذا فإن محاولات تقسيم التحليل الجذري لتلكم الدول مصحوبًا بتحولها إلى ساحة تنافس بين القوى الإقليمية وفوق الإقليمية؛ فرض حالة، (لا سيما مع إقتراب مسمى نهاية الأزمة)، من تحول الأراضي السورية إلى مشهد لتسوية الحسابات السياسية والجيوسياسية.

وبحسب المراقبين؛ فالأوضاع السورية الراهنة واستمرارها لا يُرضي بعض الأطراف.

أولاً: أن “بشار الأسد” تمكن، بالانتصارات الأخيرة، من تثبيت مكانته وموقعه في المستقبل السياسي السوري تقريبًا.

ثانيًا: يتفاوض الروس حاليًا مع الدول الغربية بخصوص “إدلب” فقط، ومن المقرر، بحسب “مولود غاويش أوغلو”، وزير الخارجية التركي، أن تكشف “أنقرة” و”موسكو” قريبًا عن لجنة الدستور والآفاق السورية.

ثالثًا: يمتلك الأميركيون، بالاستقرار في منطقة “شرق الفرات” ودعم الأكراد، أداة مهمة للمساومة في المفاوضات المقبلة.

في غضون ذلك؛ يقف النظام السوري وحيدًا في هذه الأزمة، وفي المقابل تستشعر “تركيا” الخطر حيال الجيوسياسية على حدودها الجنوبية.

وبينما حصلت “تركيا” على الضوء الأخضر، من “أميركا” و”روسيا”، لاختراق الشمال السوري واحتلال “عفرين”، لكن ومع تحول الأراضي السورية إلى ملعب ومساعي جميع الأطراف في الميدان للاستفادة من الأزمة، أبقت “تركيا” على دعمها لـ”الجيش الحر”؛ وكذلك الحيلولة دون إنطلاق عمليات “إدلب”، بعد مرور عام، لقاء المحافظة على حدودها الجنوبية.

والحقيقة، كما يقول الخبراء والمحللون: يحرص الجميع على امتلاك المزيد من الكروت؛ استعدادًا للمفاوضات السورية المستقبلية. ولذلك تشير الشواهد الميدانية إلى إنعدام الإمكانيات في المستقبل القريب للحد من مستويات الأزمة وآلام السوريين طالما ماتزال الأزمة قائمة، فيما يتعلق بالضوء الأخضر “الأميركي-الروسي”، وكذلك ممارسات جميع الأطراف الإقليمية، مثل “تركيا”، لإقتناص أدوات ضغط.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب