“تسونامي” العزوبية .. يجتاح إيران !

“تسونامي” العزوبية .. يجتاح إيران !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

موضوع إرتفاع سن الزواج وأسبابه حديث الاجتماعات والمسؤولين المعنيين وغيرهم داخل إيران الآن، والكل عدد أسباب وأقترح حلول. لكن بغض النظر عن كل ذلك تبقى الحلول في العادة مجرد تصريحات لا تدخل حيز التنفيذ.

لكن الملفت مؤخراً، بحسب صحيفة (بهار) الإيرانية، هو دق ناقوس “تسونامي العزوبية”. وطبقاً للتصريحات، مقابل كل 100 شاب توجد 82 فتاة مؤهلة للزواج، في حين تعيش نسبة 5% من الإيرانيات حياة العزوبية ويفضلن الزواج وتكوين أسرة، وهنا مكمن الخطورة، حيث الكارثة باسم العزوبية التي تنتشر حالياً بين الشباب.

نساء لا يتزوجن..

من بين كل 5 آلاف إيرانية توجد واحدة وصلت إلى مرحلة العزوبية المؤكدة. فالمرأة لا تتزوج بعد سن الخامسة والأربعين أو تتزوج بصعوبة. والزواج، وإن كان مسألة شخصية، لكنه ينطوي من جهة أخرى على أهمية اجتماعية، لأنه يعتبر طريق آمنة لتحقيق الرفاه البشرية والاجتماعية. ومكاسب الزواج وخسائره لا تقتصر على الزوجين فقط، وإنما تتعداه إلى أفراد المجتمع أيضاً. وبالتالي فإن أزمات وتبعات الزواج الاجتماعية خطيرة؛ منها عزوبية النساء في مجتمع ذكوري. وفيما يلي إستطلاع لأسباب بعض النساء ممن تجاوزت أعمارهن الثلاثين عاماً بشأن الإقبال على العزوبية.

لماذا أُحرم من حقوقي الطبيعية ؟

“غزالة”، تبلغ من العمر 35 عاماً عازبة، وليس لها أي مستقبل واضح بشأن الزواج وتكوين أسرة. تقول، في حوار إلى “مي گل هشترودي” مراسل صحيفة (بهار): “لدي أسباب كثيرة لإختيار العزوبية؛ أولها المجتمع.. نحن نعيش في مجتمع ذكوري تُحرم فيه المرأة من كل الحقوق بعد الزواج، مثل حق الطلاق وحضانة الأبناء، بل وإختيار محل الإقامة.. لماذا إذاً أقوم بعمل يحرمني من حقوق الطبيعية ؟!.. وربما يعتبرني البعض (فيمنيست)، لكن وكما ذكرت، تلك المسائل هي بمثابة حقوق أولية وإنسانية تضيع بمجرد الزواج. أضف إلى ذلك صعوبة الأوضاع الاقتصادية، والتي تلعب دوراً مهماً في إختياري حياة العزوبية. فإذا كنت أعيش حياة مستقلة من المنظور الاقتصادي ولدي القدرة على العيش بمفردي لماذا أتزوج ؟!”.

الشباب غير جدير بتحمل المسؤولية !

تطرقت “إلهام”، البالغة من العمر 30 عاماً، إلى قضية أخرى، وقالت: “لا أريد أن أتزوج لأنه يسلبني حرية العمل. كذلك لا يمكن الإعتماد على الشباب الآن، لأنهم يفتقرون إلى الشعور بالمسؤولية، ولذا لا يمكنني التفكير في العيش مع أحدهم تحت سقف واحد”.

حياة العزوبية تجربة جذابة..

إتخذت “طاهرة”، ذات الـ 36 عاماً، قراراً مؤخراً بتكوين حياة مشتركة، وهي تعتبر حياة العزوبية الأكثر جذابية، وتقول: “لقد أثبتت حياة العزوبية قدرتي على إدارة حياتي. جعلتني أعرف نفسي أفضل، وجعلتني أكثر إستقلالية. أحببت إنهاء دراستي ثم العثور على وظيفة دائمة قبل الزواج. لأن الوظيفة الدائمة يوفر الإستقلال المالي لأي حياة، وأنا أرفض الإعتماد على أي شخص في مسألة المال ومشتقاته”.

الاقتصاد المحور الأساس في العزوبية..

أظهرت نسبة 33% من الفتيات ميلاً للعزوبية، هكذا علق عالم الاجتماع، “أمان اله قرايي مقدم”، على مسألة العزوبية في إيران، وقال؛ في حوار مع الصحيفة الإيرانية: “بدأت ظاهرة العزوبية في إيران في الفترة الأخيرة ويمكن القول إن العزوبية أصبحت موضة. ولها أسباب أربعة تبدأ مع مرحلة الدخول إلى الجامعة، والتجنيد، والعمل، والبحث عن المتعة خارج المنزل. من جهة أخرى بعد أن يحصل الشباب على عمل مناسب يواجه عوامل ردع أخرى؛ منها إرتفاع معدلات الطلاق. فضلاً عن الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة، التي يعاني منها الشباب، والتي تزيد من صعوبة بناء حياة مشتركة. لكن إنعدام العمل والدعم المناسب يدفع الشباب إلى حياة العزوبية. وعموماً يمكن القول إن المشكلة الرئيسة تكمن في البطالة والعوامل الاقتصادية. أضف إلى ذلك بالتأكيد مسألة الخوف من تحمل المسؤولية، واليأس من المستقبل”.

إنعدام الرغبة في الزواج مرتبط بالتأخر..

ربط “ناصر صبحي”، مدير عام الزواج وإرتقاء الأسرة بوزارة الرياضة والشباب، مسألة التأخر في الزواج بإنعدام الرغبة، ويقول: “ثمة رابط قوي بين إنعدام الرغبة والتأخر في الزواج، لكنه ثمة إختلاف بين هذا وذاك. والبحث في هذا الموضوع يحتاج إلى دراسة وطنية وعملية وتخصصية بالكامل. لأن التقارير الموجودة حول هذا الموضوع تستند إلى آراء شخصية. لكن المهم هو أن الإستعداد قبل الزواج ضروري في تكوين الأسر، والإستعداد يشمل النضوج والبلوغ الفكري والعقلي والعاطفي والفسيولوجي والاقتصادي”.

تبعات العزوبية..

نمت ظاهرة العزوبية بقدر كبير لدرجة أن لدى كل منا في عائلته من يمكن أن يقول عليه “لا يريد الزواج أصلاً”. والزواج بإعتباره أحد العوامل الحيوية في السلامة البدينة والنفسية للمجتمع، فإن تنامي ظاهرة العزوبية ينعكس أولاً على السلامة النفسية والبدنية للفرد ثم تؤثر سلباً على البيئة المحطية. وأهم تبعات هذه الظاهرة شيخوخة المجتمع، بسبب عجز المواليد نتيجة العزوبية. كذلك قد تنطوي العزوبية على مشكلات اجتماعية كثيرة إذ يُضطر الشخص إلى إتباع مسارات خاطئة تلبي إحتياجاته العاطفية والجنسية، وبالتالي شيوع الفساد والفاحشة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة