29 مارس، 2024 11:10 ص
Search
Close this search box.

تسعة نشطاء يخاطرون بحياتهم لحماية البيئة .. فنعتوهم بـ”الإرهابيين” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – بوسي محمد :

على كوكب المليارات، يوجد تسعة أشخاص يخاطرون بحياتهم للدفاع عن “الأرض” و”البيئة” في بعض المناطق النائية أو الأكثر تعقيدًا في العالم.

من “المرجان المثلث” و”سييرا مادري”؛ إلى “الأمازون” و”السافانا” الإفريقية الغربية، تجدهم محاصرون في صراعات ضد الصيد غير القانوني، والزراعة الصناعية، والصيادين، والملوثين، وعمال المناجم.

يقول العديد منهم إنهم يستيقظون كل يوم شاكرين لكونهم على قيد الحياة، وغالبًا ما يتم تجريمهم أو وصفهم بالإرهابيين أو يصورهم أعداؤهم على أنهم مناهضون للتنمية. رغم ذلك تجدهم مصممون على مواصلة نضالهم رغم المخاطر المستمرة والمتنامية.

في العام الماضي؛ تم قتل الرقم القياسي (207) المدافعين عن حقوق الإنسان، وفقًا لحصيلة منقحة من قِبل (Global Witness). على مدى الإثنى عشر شهرًا الماضية، نشرت صحيفة (الغارديان) البريطانية أسمائهم، وحيثما أمكن، وجوه وقصص الضحايا في هذه القائمة. وللاحتفال بمرور عام على هذا التعاون الفريد، تم تكليف المصور الموجود في كيب تاون، “ثوم بيرس”، بالتقاط صور للمدافعين عن حقوق الإنسان في أشد المناطق تضررًا في العالم.

على الرغم من أن الحملات تبدأ في كثير من الأحيان محليًا، وبصعوبة، فقد رأى العديد من المدافعين أنفسهم محاصرين في صراع أكبر من أجل العالم الطبيعي.

“لم ندرك أن هذه ستكون النهاية”.. هكذا أعرب المدافع عن “الغابات التركية-Tuğba Günal”؛ عن استيائه من التهديدات التي يتعرض لها هو وزملائه بسبب دفاعهم عن البيئة، قائلاً: “إذا كنت ترغب في حماية البيئة، فأنت تعامل كإرهابي”.

ووفقًا لصحيفة (الغارديان)؛ هؤلاء في خط المواجهة لمعركة بين أولئك الذين يروجون للمحافظة وأولئك الذين يروجون للاستهلاك. أصبح هذا الصراع أكثر عنفًا مع إزدياد الموارد. حيثُ تمول الصناعات الإستخراجية حملات جيل جديد من السياسيين الأقوياء منهم: “رودريغو دوتيرتي” في “الفلبين”، “رجب طيب إردوغان” في “تركيا”، “دونالد ترامب” في “الولايات المتحدة”، و”غير بولسونارو” في “البرازيل”. ويلتزم الجميع بتآكل الحماية القانونية القليلة التي يشجعها المدافعون عن “البيئة والسكان الأصليون”.

البرازيل” و”الفلبين” أكثر الدول التي يكثر فيها حوادث البيئة..

وترتبط نسبة كبيرة من عمليات القتل بقوات الأمن الحكومية، لا سيما في “الفلبين”، التي تعد أخطر بلد في “آسيا” بالنسبة للناشطين. وتنفذ عصابات كثيرة أخرى، لا سيما في “أميركا اللاتينية”، التي تمثل أكثر من نصف الوفيات.

“كل هؤلاء الناشطين، البالغ عددهم 207، كانوا يتساءلون عن الطريقة التي تتم بها هذه الأعمال، كان لديهم الجرأة للدفاع عن حقوقهم وحماية البيئة”.

وفي هذا السياق؛ قال “بن غلد”، وهو أحد الناشطين في (غلوبال ويتنس)، إن قتلهم من أجل ذلك يعد إدانة قاتمة للطريقة التي يتم بها إنتاج السلع التي نشتريها. مضيفًا: “إن الحكومات والشركات تجني أرباحًا من قِبل الناس، ولا ينبغي لنا، نحن المستهلكين، أن نشعر بالغضب فحسب، بل يجب دفعهم إلى تحمل المسؤولية”.

وأشار إلى أن المناطق ذات التنوع الطبيعي والعرقي الأعظم، لديها أسوأ السجلات. مثل “البرازيل”، أكبر دولة في غابات “الآمازون”، لديها أكبر عدد من الوفيات، تليها “الفلبين”، والتي هي في وسط “كورال المثلث”. ثم تأتي “كولومبيا”، دولة أخرى في “الآمازون”، و”جمهورية الكونغو الديمقراطية”، التي تضم أكبر غابة في “إفريقيا”، حيث كان جميع الضحايا تقريبًا من حراس الغابات. وكان أكبر تدهور في “المكسيك”، حيث ساهمت موافقة الحكومة على إمتيازات التعدين والزراعة في أراضي الشعوب الأصلية في زيادة عدد الوفيات بمقدار خمسة أضعاف مقارنة بالعام السابق.

وتابع: “الإفلات من العقاب مشكلة كبيرة.. فغالبًا ما يخدع المدافعون عن حقوق الأرض من قِبل المشرعين الفاسدين والسياسيين المحليين، عندما يقاومون، يتم تجريمهم، عندما يقتلون، لا أحد يعاقب”.

واستطرد: “معظم المدافعين وفي الأعداد العالمية؛ هم من جماعات السكان الأصليين ومن المجتمعات السوداء الفقيرة، الذين تم دفعهم على مدى عقود أو قرون إلى هامش المجتمع، ليس من قبيل الصدفة”.

وفي سياق متصل؛ قالت “فيكتوريا تاولي كوربوز”، مقرر “الأمم المتحدة” الخاص المعني بحقوق السكان الأصليين، التي تم وصفها بأنها إرهابية في بلدها “الفلبين”: “إن السكان الأصليين يعاملون على أنهم لا أحد.. لا يمكننا السماح باستمرار هذا لا نريد للأشخاص الذين يعملون على حماية البيئة أن يتم نعتهم، والذين يعيثون في الأرض فسادًا يحكمون العالم.. نحن لا نريد ذلك”.

صراعات البيئة لا تلقى اهتمامًا كبيرًا من وسائل الإعلام..

وحسبما أوردت الصحيفة البريطانية؛ نادرًا ما تصدر هذه الصراعات، المنخفضة الكثافة، عناوين الصحف “لأنها نادرًا ما تكون سوداء وبيضاء، ولا تهدد الوضع الراهن، بجانب تورط بعض السلطات المحلية والشركات فيها، وإن كان ذلك غير مباشر في كثير من الأحيان”.

وترى الصحيفة، أن معظم هؤلاء النشطاء يقاتلون مصالحنا على المدى القصير ومن أجل سلامتنا على المدى الطويل. وعندما سئلوا عن الرسالة التي يوجهونها للقراء، النظر في سلاسل التوريد ومؤسسات المقاطعة والمنتجات المرتبطة بالعنف. غير أن معظمهم قالوا إنهم يحتاجون إلى تغيير سياسي أوسع نطاقًا، وهو ما يمثل دفعة عالمية أكبر لحقوق الأراضي، والمساءلة، والشفافية، وتشديد الأنظمة على الشركات، ومزيد من الجهود لمعاقبة المسؤولين الفاسدين ومديري العصابات الذين غالبًا ما يقفون وراء عمليات القتل.

كما أنهم يسعون إلى المزيد من التعرض الدولي والتضامن؛ فيما يشبه بشكل متزايد سلسلة من المواقف الأخيرة للطبيعة.

وتقول “فاطمة بابو”، من “الهند”، التي شهدت مؤخرًا حملتها التي استمرت 24 عامًا ضد “مصهر النحاس”، التي تحولت إلى أعمال عنف مع مقتل 13 متظاهرًا من قِبل الشرطة: “يتم وصف الناشطين على أنهم إرهابيون”. مضيفة أن هذه الظاهرة من تدمير الناس والكرة الأرضية من أجل الربح، ليست فقط تحدث في “الهند”، وإنما تحدث في جميع أنحاء العالم. مشددة: “نحن بحاجة لوقفة جماعية للتصدي لهذا الخراب الذي يعود على بلادنا”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب