كتب – محمد بناية :
أعلن “كاظم جلالي” رئيس مركز الدراسات التابع للبرلمان الإيراني, بتاريخ 29 حزيران/يونيو الماضي، تخصيص النظام الإيراني مبلغ مليار طومان بغرض تطوير الأنشطة الصاروخية في سوريا والعراق لمواجهة العمليات الإرهابية الأميركية, فضلاً عن مليار آخر لدعم نضال “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني.
وأضاف “جلالي”، بحسب ما أفادت به صحيفة “كيهان” اللندنية: “كلفت وزارة الدفاع الإيرانية بتقديم مشروع كيفية رفع قدرة الدفاع والردع الإيراني في المجال الصاروخي، ومن ثم أُرسلت إلى المجلس الأعلى للأمن القومي”.
أهم ملامح المشروع..
يتكون المشروع من 17 مادة و10 بنود، ويعرض الجزء الأول والثاني من المشروع للسلوكيات الأميركية الخطيرة في المنطقة والمعادية لإيران. ويسجل الجزء الثالث الاستراتيجيات وتكليف الحكومة لتدوين استراتيجية جامعة لمواجهة التهديدات الأميركية والأعمال الإرهابية كل ستة أشهر. كما يشدد المشروع على تأسيس دائرة خاصة في السلطة القضائية للفصل في قضايا الإرهابيين.
من ناحية أخرى، يشتمل المشروع على قائمة شاملة للجماعات الإرهابية، والإجراءات اللازمة حيال نقص حقوق الإنسان الأميركية وتحديد طبيعة العقوبة ضد الولايات المتحدة الأميركية.
مع التأكيد بشكل واضح على تخصيص 2 مليار طومان لتطوير النشاط الصاروخي و”فيلق القدس”، وهو ما يعكس عزم “إيران” الأكيد، ليس فقط على استمرار السياسات الراهنة في الشرق الأوسط، وإنما مضاعفتها.
إصرار إيران على الإلتزام بخطها الإستراتيجي في المنطقة..
كانت صحيفة “كيهان لندن”، قد نقلت تقرير صحيفة “Algemeiner” – اليهودية الأسرع إنتشاراً في الولايات المتحدة الأميركية – حول الأوضاع الملتهبة في الشرق الأوسط، وفيه: “تعمل إيران على توسيع نطاق نفوذها في المنطقة من خلال التوغل في العراق ودعم “بشار الأسد” في سوريا بالمليشيات المسلحة، والدعم المالي واللوجيستي للحوثيين في اليمن بالتعاون مع “حزب الله” اللبناني”.
في السياق ذاته يعمل النظام الإيراني على مضاعفة أسهمه في الحرب السورية، حيث تتصارع مع قوات التحالف بقيادة أميركا في سوريا. وقبل فترة استهدفت المليشيات المدعومة من إيران في “الطائف” على الحدود السورية – العراقية المقاتلات الأميركية. كما نجحت المقاتلات الأميركية مؤخراً في اسقاط طائرتين بدون طيار للنظام الإيراني وطائرة سورية طراز “سوخوى 22″، وفي المقابل استهدفت إيران “دير الزور” شرقي سوريا بالصاوريخ “الباليستية”.
تسخين المواجهة الإيرانية الأميركية..
تحذير البيت الأبيض الأخير للأسد بشأن الهجمات الكيماوية، يحمل رسالة ضمنية إلى طهران وموسكو لأن “الأسد” لا يجرؤ على القيام بمثل هذا العمل بدون إذنهما.
ويخلص التقرير، الذي أعده الناشط السياسي والحقوقي “حشمت علوي”، إلى أن إيران تسعى لإنشاء ممر أرضي عبر العراق وسوريا ولبنان وصولاً إلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط. لكن الوجود الأميركي في المنطقة يتعارض والمصالح الإيرانية، والتقارير الإخبارية تحكي من جهة أخرى عن قرارات النظام الإيراني إلى “حزب الله” اللبناني بشأن تطوير العمليات في الجنوب السوري بالقرب من الحدود الإسرائيلية.
وتعتزم إيران تغيير التركيبة السكنية في منطقة “ما بين النهرين” لصالح الكتلة الشيعية. وسيكون “الحشد الشعبي” – الذي هو نسخة من “الحرس الثوري” – ساعد إيران للنفوذ في العراق.
ويضع التقرير، بحسب ما أوردته صحيفة “كيهان”، ثلاثة طرق لمواجهة النفوذ الإيراني هي: “أولاً: حتمية التعاون بين الولايات المتحدة الأميركية وحلفاءها الإقليميين كالمملكة العربية السعودية وتركيا وكل دول مجلس التعاون وحل الأزمة القطرية سريعاً وقطع الطريق على إيران خشية استغلال الأزمة. ثانياً: تركيز الجهود بعد القضاء على تنظيم “داعش” على المداخلات الإيرانية في المنطقة، والأهم أن تصنف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول العربية جيش “الحرس الثوري” ضمن المنظمات الإرهابية. ثالثاً: يتعين على الدول العربية السنية المشاركة في إعمار المناطق التي تعرضت للتدمير في العراق وسوريا واليمن للحيلولة دون استغلال إيران لذلك في تحقيق أهدافها”.
وقد استنكرت “كيهان” اللندنية عدم تعرض التقرير إلى كيفية تأثير تصنيف “الحرس الثوري” كمنظمة إرهابية في الحد من نشاطاته، إذ لم تتأثر أنشطة “حزب الله” اللبناني والمنظمات الجهادية الفلسطينية بقرار إدراجهم على قائمة المنظمات الإرهابية منذ سنوات.
كذلك لم يوضح التقرير إذا ما كان سيتم اقتطاع مبلغ الملياري دولار من ميزانية “الحرس الثوري”، خاصة بعد مضاعفة ميزانية “الحرس الثوري” خلال العام الجاري لتصل إلى 22 ألف و245 مليار طومان.