29 مارس، 2024 2:56 م
Search
Close this search box.

تساؤل إيراني : هل تؤسس عودة “الحريري” إلى إنداع لعبة جديدة بلبنان ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

قبل أسبوع على استقالة السيد “سعد الحريري”، المثيرة للجدل، من منصبه كرئيس وزراء لبنان، هدد السعودي “ثامر السبهان”، وزير الدولة لشؤون الخليج، لبنان و”حزب الله” بالإبادة، وتوقع في تغريدة على حسابه الشخصي بالموقع العالمي للتدوين القصير (توتير) مستقبلاً أسود للبنان.

سيناريو الفوضى بعد استقالة “سعد الحريري”..

عزا البعض عصبية السيد “السبهان” إلى عدم استقباله من جانب المسؤولين اللبنانيين خلال زيارته إلى بيروت، مع هذا لا يستبعد “عماد آبشناس”، الباحث في شؤون الشرق الأوسط بـ”مركز دراسات العالم” جامعة طهران؛ في أحدث مقالاته التحليلية التي نشرتها وكالة أنباء (سبوتنيك) الروسية مؤخراً، تأثير الموقف السعودي من المواجهة مع لبنان و”حزب الله” وإيران على “السبهان”. وكانت الخطة المعدة سلفاً تتضمن إندلاع الاضطرابات في لبنان عقب استقالة “الحريري”، من ثم تستغل إسرائيل الفوضى في الهجوم على “حزب الله”، التي أعدت، بحسب الكثير من الأخبار المتواترة، أكثر من مائة قنبلة لقصف مواضع وصواريخ “حزب الله”.

كما أجرت، في السياق ذاته، مناورات استمرت ثلاث أشهر بغرض تهيئة قوات المشاة الإسرائيلية، لكن يبدو أن قوات الأمن كشفت الخطة قبل الموعد مع دفع “حزب الله” إلى نقل كل قاذفات الصواريخ والمواقع التي كان من المقرر استهدافها.

كذا أحبط الرئيس اللبناني “ميشال عون”، وكبار الشخصيات السياسية اللبنانية بمواقفهم، مؤامرة استقالة “الحريري”، وبالتالي فشلت المؤامرة في تحقيق التأثير المطلوب، وأنتبه الإسرائيليون إلى إنعدام قدرتهم على الرد حال بدء “حزب الله” الهجوم؛ وأن الخسائر المادية والبشرية ستكون كبيرة جداً، لذا أعلنوا عبر قادة الجيش أنهم لم يتخذوا قراراً بالهجوم على “حزب الله”، وأنهم لا يرون دافعاً لإراقة دماء اليهود الأبرياء في سبيل تحقيق الأهداف السعودية.

رفض مصري أردني لأن يكونوا حطب اللهيب الإيراني السعودي..

يسلط “آبشناس” الضوء على الرفض “المصري – الأردني” للتماهي مع المملكة العربية السعودية، وعدم رغبتهم في أن يصبحوا وقود الصراع بين السعودية وإيران، نظراً لتجارب لبنان مع الحروب الداخلية لأكثر من 25 عاماً.

حالياً ينتظر الجميع عودة السيد “الحريري” إلى لبنان؛ وتوضيح موقفه، وما إذا كانت عودته مصحوبة بمخطط جديدة لإثارة الفرقة بلبنان أم أن عودته سوف تقتصر على إعلان الاستقالة فقط.. لكن المؤكد أن السيد “الحريري” سيكون مجبراً، حال كانت أسرته تعاني الأسر في السعودية، إلى القيام بأعمال لا يرغب هو شخصياً في القيام بها. مع هذا يجب أن نرى إمكانية تحقيق هذه المخططات من عدمها. وكما ذكرت قبلاً فقد خاض لبنان 25 عاماً من الحرب الأهلية، وتمكن “حزب الله” بالمقاومة من طرد الإسرائيليين من لبنان وقضى على الفصائل الإرهابية التي تريد العبث بلبنان على غرار “ليبيا وسوريا والعراق”.

المخطط السعودي للنفاذ إلى المجتمع اللبناني..

إلى جانب كل ما سبق؛ يمكن القول إن تناغم الرئيس والجيش والحكومة والبرلمان في لبنان من شأنه الإجهاز على أي مخطط لإشعال الحرب الأهلية مجدداً بلبنان.

إذ تأمل السعودية إلى النفوذ داخل المناطق اللبنانية الفقيرة؛ بعوائدها الدولارية من تجارة النفط، واستغلال هذا النفوذ في تدشين مخططاتها الجديدة، لكن مدى إمكانية أن يسمح اللبنانيون بفتح الأجواء أمام عملاء السعودية قضية أخرى.

وقبلاً اعتقد معظم المحللون العرب، أنه لو قرر “حزب الله” أو الجيش اللبناني خوض الحرب ضد “داعش” أو “جبهة النصرة” في لبنان؛ فسوف تستمر هذه الحرب بالتأكيد فترة طويلة ولن يقف أهل السنة في لبنان ضد “حزب الله”، ولهذا السبب يتخوف الجيش اللبناني، بزعم “آبشناس”، من مغبة المواجهات ضد “داعش” و”جبهة النصرة”. لكننا رأينا حين تم اتخاذ القرار السياسي استغرق “حزب الله” والجيش اللبناني أسبوعاً للقضاء على “داعش” و”جبهة النصرة” بلبنان.

كذا عدم استعداد أهل السنة، ممن عولوا على الجماعات الإرهابية، لدعم وتأييد “داعش” و”جبهة النصرة” وانخراط ضباط أهل السنة بلبنان في الصفوف الأولى للجيش أثناء المقاومة ضد هذه الجماعات. على كل حال تعتبر لبنان دولة صغيرة، لكنها مهمة نظراً لموقعها الجيواستراتيجي في توتير المعادلات الإقليمية، ولن تسطيع إسرائيل، طالما أن “حزب الله” بلبنان، أن تستشعر الأمن، ولذا تنظر بعض الدول إلى لبنان باعتبارها المحطة المستقبلية بعد القضاء على “داعش” وإفشال مخططات تقسيم سوريا والعراق.

وطبقاً لتصوراتهم تستطيع إسرائيل تنفس الصعداء إذا ما دخل “حزب الله” حرباً شاملة بلا نهاية داخل لبنان، وبالتالي يخسر الجيش السوري حليفاً قوياً وستفقد إيران القدرة على تهديد إسرائيل بالشكل الذي يتيح للإسرائيليين إمكانية التحرك بسهولة صوب إيران. ويمكن القول إن مخطط نشر الفتنة الداخلية بين اللبنانيين يبدو مخططاً ساذجاً وتكلفته ستكون باهظة، لأن البنانيون أذكى من السقوط في هذا المخطط، لكن للأسف لا يمكن تصور توقف الأشرار عن التآمر على هذا البلد؛ طالما أنهم يبدون استعدادهم لتقديم التكلفة التي يتطلبها تنفيذ هذه المخططات.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب