20 أبريل، 2024 2:05 م
Search
Close this search box.

تساؤل إسرائيلي .. هل تنوي “إيران” شن حرب على “تل أبيب” ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

نشرت صحيفة (إسرائيل اليوم) العبرية مقالاً للمحلل، “إفريم كام”، تناول فيه خيارات “إيران” في مواجهة “إسرائيل” عسكريًا في الساحة السورية، لا سيما بعد أن تلقت إيران ضربة عسكرية مؤلمة في آخر مواجهة بينهما.

إسرائيل تمتلك التفوق على إيران..

يقول “كام”: “لقد إنتهت آخر مواجهة بين إيران وإسرائيل، في الـ 10 من شهر أيار/مايو الجاري، بنتيجة قاسية لإيران، بعد اعتراض الدفاعات الجوية الإسرائيلية جميع الصواريخ التي أطلقتها الأذرع الإيرانية في سوريا نحو أهداف عسكرية إسرائيلية. وردًا على ذلك، ضربت إسرائيل حوالي 50 هدفاً إيرانياً في سوريا. ولا ينبغي أن تكون تلك النتيجة مفاجئة؛ فإسرائيل تتمتع بتفوق إستراتيجي واضح على إيران في الساحة السورية، فضلاً عن أن القوات الإيرانية والميليشيات الشيعية تعمل وفق رؤية عسكرية خاطئة”.

القوات الإيرانية دون مظلة جوية..

بحسب الكاتب الإسرائيلي، فإن القوات الإيرانية والشيعية قد تم إرسالها في الأصل لمساعدة نظام “بشار الأسد” للخروج من محنته وللإطاحة بتنظيم (داعش)، كما أنها كانت تعمل بدعم من الضربات الجوية الروسية.

لكن إيران كان لديها خطة أخرى لترسيخ أقدامها في سوريا لأمد بعيد، ليشكل ذلك تهديدًا خطيرًا لإسرائيل، إلا أن أسراب الطائرات الروسية ركزت مهامها على حماية نظام “الأسد” وتأمين المصالح الروسية في سوريا. ولم تُقدم روسيا، حتى الآن، على مساندة إيران في مواجهة إسرائيل، ويبدو أنها لا تنوي التدخل. وهكذا، بقيت القوات الإيرانية والشيعية دون مظلة جوية، في حين لا يمتلك سلاح الطيران الإيراني القدرة على مواجهة إسرائيل.

إن الهجمات الإسرائيلية التي ضربت أنظمة الدفاع الجوي السورية والإيرانية قد تركت القوات الإيرانية والشيعية في الساحة السورية مكشوفة بلا حماية، ومن المحتمل أن يظل هذا الوضع دون تغيير كبير في المستقبل. وبعد الفشل الذي مُني به الإيرانيون في أوائل شهر أيار/مايو الجاري، ينبغي أن يدرك النظام في طهران أنه غير قادر على مواصلة النهج الذي إتبعه حتى الآن، وأن التحركات الإسرائيلية تُحتم عليه إعادة حساباته.

خيار إيران الأول.. استخدام قوة الردع..

يؤكد الكاتب الإسرائيلي على أنه ليس لدى إيران سوى خيارين لمواجهة إسرائيل، وكل منهما له مخاطره. الخيار الأول؛ يتمثل في الدفع بأهم ورقة إيرانية لردع إسرائيل عن مواصلة الهجمات، وذلك عبر استخدام منظومة الصواريخ والقذائف الهائلة التي يملكها تنظيم “حزب الله”، مع إمكانية إطلاق صواريخ من الأراضي الإيرانية. وإذا قررت إيران اللجوء إلى هذا الخيار، فمن المؤكد أن “حزب الله” سوف ينفذ تعليماتها.

لكن هذا الخيار يحمل بين طياته خطرين جسيمين: الأول؛ أن إسرائيل حذرت مرارًا من أن إطلاق الصواريخ، من جانب “حزب الله”، سيؤدي إلى رد إسرائيلي بالغ القسوة، ليس فقط ضد التنظيم؛ وإنما ضد “لبنان” كلها.

أما الخطر الثاني؛ فأشد وطأة لأنه حتى لو أن تنظيم “حزب الله” هو من نفذ الهجمات الصاروخية، فمن المؤكد أن إسرائيل ستعتبر إيران هي المسؤولة عن ذلك، وحينئذ سترد إسرائيل بعملية مُركزة لإبادة المواقع الإيرانية في “سوريا” و”لبنان”، وإذا نجحت تلك العملية فستكون النتيجة هي إجتثاث الوجود الإيراني. أما إذا إقتصر رد الفعل الإيراني على إطلاق محدود للصواريخ ضد أهداف عسكرية إسرائيلية، فعليهم أن يتعلموا من المواجهة الأخيرة أن مجرد الإطلاق المحدود للصواريخ قد يدفع إسرائيل للرد على نطاق واسع.

الأسوأ من ذلك هو استخدام ترسانة “حزب الله” الصاروخية بشكل مكثف، والأشد سوءًا هو إطلاق الصواريخ من الأراضي الإيرانية، بما يعني اندلاع الحرب المباشرة مع إسرائيل. وليس لإيران بالطبع مصلحة في أن تنزلق الأمور إلى مواجهة واسعة بسبب تفوق إسرائيل عليها في الأراضي السورية، ولأن إسرائيل ستقوض جهودها لترسيخ نفوذها في سوريا والعراق ولبنان، فضلاً عن أن إسرائيل قد تعتبر الإستفزاز الإيراني مبررًا وفرصة لضرب المواقع النووية الإيرانية.

الخيار الآخر.. عدم التصعيد..

يرى “كام” أن الخيار الآخر المتاح لإيران؛ هو عدم تصعيد الوضع في مواجهة “إسرائيل”، وفي مقابل ذلك لن تتخلى “إيران” عن إعتزامها ترسيخ أقدامها لفترة بعيدة الأمد في “سوريا”، على اعتبار أن ذلك يمثل الهدف الإستراتيجي الأهم بالنسبة لها.

ولكن في ضوء ما يمثله ذلك من تهديد بالنسبة لإسرائيل – رغم عدم إمتلاك إيران للقدرة الكافية لمواجهة إسرائيل في تلك الساحة – فقد تفضل إسرائيل عدم تصعيد الوضع، خاصة وأن إدارة “ترامب” باتت تشكل تهديدًا غير مسبوق لإيران. ومع عدم التصعيد سيمكن لإيران ترسيخ وجودها في سوريا عبر وسائل أخرى، مثل الاستثمارات الاقتصادية، وتقوية العلاقات السياسية وإقامة ميليشيا شيعية سورية. ولا يعني ذلك أن تتخلى إيران عن الجانب العسكري، ولكنها ستتحاشى الأمور التي ستستفز إسرائيل إلى حين تمتلك مقومات حقيقية لمواجهة التفوق الإسرائيلي.

وختامًا يوضح الكاتب العبري أنه من الصعب تحديد الخيار الذي ستتخذه إيران. وربما يكون هناك خلاف حول ذلك بين جناحي النظام، (المتطرف والأكثر إعتدالاً)، وهو خلاف تعكسه تصريحات الرئيس، “روحاني”، بأن إيران لا تريد مزيدًا من التوتر، إضافة إلى هتافات الجماهير في مظاهرات كانون أول/ديسمبر 2017، لوقف التدخل الإيراني باهظ الكلفة في سوريا.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب