تزيد من إشتعال حرائق الغابات .. “أوروبا” ترقد على “جهنم” من ذخائر الحرب العالمية المدفونة !

تزيد من إشتعال حرائق الغابات .. “أوروبا” ترقد على “جهنم” من ذخائر الحرب العالمية المدفونة !

وكالات – كتابات :

أفادت أنباء محلية أن هناك انفجارات كثيرة بسبب حرائق الغابات المستعرة في “أوروبا”؛ الأمر الذي دفع المسؤولين للتوقف عن حصر تلك الانفجارات.

نشر موقع (فايس) الأميركي تقريرًا للكاتب؛ “ماثيو غولت”، يُسلِّط فيه الضوء على مشكلة الذخائر غير المنفجرة التي تؤرق “أوروبا”، وكيف فاقمتها حرائق الغابات الممتدة إلى المناطق التي كانت مسرحًا للمعارك أثناء الحرب العالمية الأولى والثانية.

عدد هائل..

يبدأ الكاتب تقريره بالإشارة إلى أن “سلوفينيا” تصطلي بلهيب نيران حرائق الغابات، وبينما تزحف الحرائق آتيةً على الأخضر واليابس في المناطق التي كانت في السابق ساحات قتال خلال الحرب العالمية الأولى، تُقابل في طريقها الذخائر غير المنفجرة التي يعود تاريخها إلى قرن من الزمان؛ الأمر الذي يُخلِّف نتائج مميتة.

ووفقًا للصحافة السلوفينية، اجتاحت النيران قنبلة تعود إلى حقبة الحرب العالمية الأولى؛ في 22 تموز/يوليو 2022، وفجَّرتها بينما كان رجال الإطفاء يُحاولون إخماد النيران في مكان قريب. وطالت الشظايا رجال الإطفاء، لكن لم يصب أحد منهم بأذى.

وتُعد تلك الحادثة مجرد حالة من حالات عدة انفجرت فيها قنابل من هذا القبيل بسبب حرائق الغابات، وأفادت الأنباء المحلية أن المسؤولين توقفوا عن حصر الانفجارات بسبب عددها الهائل، ولم يضعوا علامات سوى على تلك التي تنفجر بالقرب من الطرق.

مشكلة تؤرق “أوروبا”..

وأضاف الكاتب أن الذخائر غير المنفجرة من الحرب العالمية الأولى والثانية تُمثل مشكلة رئيسة في “أوروبا”، حسب ما رصد موقع (تاسك آند بيربوس) الأميركي. ويعمل أكثر من ألف رجل من رجال الإطفاء وأقسام من الجيش السلوفيني على احتواء الحرائق التي امتدت إلى ما يقرب من: 05 آلاف فدان من الأراضي.

وقال وزير الدفاع السلوفيني؛ “مارغان شاريتش”، للصحافة: “المشكلة هي أنه بسبب الذخائر غير المنفجرة، لا يمكن لوحدات مكافحة الحرائق أن تخترق قلب النيران، ولكن يُمكنها فقط التعامل مع أطرافها”، مضيفًا أنه: “لهذا السبب نُكثف مكافحتنا للحرائق من الجو أيضًا”.

ساحات معارك قديمة..

وأشار الكاتب إلى أن المنطقة التي اندلعت فيها النيران كانت مسرحًا: لـ 12 معركة خلال الحرب العالمية الأولى. وقُتل في تلك المعارك أكثر من: 200 ألف شخص، واستُخدمت أعداد لا تُحصى من المتفجرات.

ونوَّه الكاتب إلى أن الحرائق مشكلة مستعصية في جميع أنحاء “أوروبا”؛ والتي لا تزال تطل برأسها حتى يومنا هذا، لافتًا إلى أن سلاح الجو الملكي البريطاني والقوات الجوية الأميركية أسقطوا: 2.7 مليون طن من القنابل على “أوروبا”؛ خلال الحرب العالمية الثانية وحدها. وبعد 70 عامًا، لا تزال تلك القنابل تحصد أرواح الناس.

مهمة قاتلة..

وأوضح الكاتب أن العثور على هذه المواد المتفجرة والتخلص منها؛ يمكن أن يكون عملًا مميتًا؛ ففي “فرنسا”، تُسمى بقايا الحرب العالمية الأولى: (ريكولت دي فير-récolte de fer)، والتي تعني بالعربية: “حصاد الحديد”. ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية، قُتل: 630 ضابط من المختصين في التخلص من القنابل في “فرنسا” وحدها.

وأردف الكاتب أن ارتفاع الحرارة في “أوروبا” يحصد الأرواح فعليًّا حتى دون التطرق إلى موضوع الذخائر غير المنفجرة الذي زاد الطين بِلة. ولا تقتصر حرائق الغابات على “سلوفينيا”، فهناك حرائق مستعرة في “إسبانيا” أيضًا، حيث مات أكثر من ألف شخص بسبب الحرارة والأسباب المتعلقة بالحرائق. وفي “المملكة المتحدة” سجَّلت درجات الحرارة أرقامًا مرتفعة للغاية؛ حتى أن الطيور تسقط من السماء من شدة الحر.

ويختم الكاتب بقوله إن التقديرات تُشير إلى أن تطهير “أوروبا” من ذخائر الحرب العالمية الأولى والثانية سيستغرق: 100 عام أخرى. لقد كان بالفعل عملًا خطيرًا وسيكون أكثر خطورة مع استمرار ارتفاع درجة حرارة الكوكب التي تزداد بلا هوادة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة