تزاوج أم تنافر .. تأثير فوز “الصدر” على العلاقات “العراقية-الروسية” !

تزاوج أم تنافر .. تأثير فوز “الصدر” على العلاقات “العراقية-الروسية” !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

ترصد “موسكو” بدقة نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية الأخيرة، من حيث حجم تأثيرها على العلاقات “الروسية-العراقية”.

وكان “سيرغي لافروف” قد أعرب عن أمله في تشكيل حكومة قوية وناشطة. وقد وصف هذه الانتخابات بـ”اللحظة المصيرية في مسار العراق بإتجاه التهدئة”. وأكد، في بيان رسمي، على استمرار التعاون بين البلدين.

موسكو و”الصدر”..

في الوقت الذي رحبت فيه “موسكو” بنتائج الانتخابات العراقية، ترصد صحيفة (الشرق) الإيرانية؛ المحسوبة على التيار الإصلاحي، موقف “تيار الصدر” وبالتالي الحكومة العراقية الجديدة من “موسكو”.

وللوهلة الأولى يبدو أن تحالف “سائرون”؛ بقيادة “مقتدى الصدر”، قد حصل على النسبة الأكبر من المقاعد البرلمانية، وهو لا يترتبط بأي علاقات قوية مع موسكو. لكن هذا لا يعني أن موسكو سوف تراقب فقط تشكيل الحكومة العراقية الجديدة.

والبيان الصادر بشأن ضرورة التواصل العملي مع باقي الأطراف على الساحة السياسية العراقية، ينم عن احتمال أن يتبنى رجل الدين الشيعي، حال تشكيل الحكومة، موقفاً مشابهاً في سياساته الخارجية. وعلى فرض صحة هذه الاحتمالات، فسوف تتوفر فرصة مناسبة بالنسبة لموسكو لا للحفاظ فقط على المستوى الراهن من العلاقات مع بغداد؛ وإنما توطيد مستوى هذه العلاقات والتعاون الثنائي.

عوامل تؤثر على “الصدر” في علاقاته الخارجية..

يبدو أن مشكلة “الصدر” وتحالفه؛ ترتبط بمجموعة من العوامل قد تؤثر على أولويات السياسة الخارجية للحكومة المقبلة..

أولها: فشل تيار “سائرون” في الحصول على الأغلبية المطلوبة.

ثانيها: “سائرون” ليس تحالفاً موحداً. وهذا التنوع ضاعف من الأصوات في صالح هذا التحالف، لكن هذا التنوع نفسه قد يواجه الكثير من المشكلات. فالعناصر النافذة في هذا التحالف، ومنها “الحزب الشيوعي العراقي”، تعارض في الكثير من القضايا، وهذه المسألة تتعارض مع الخط العام للتحالف.

ثالثها: متى ظهر شخص قوي على الساحة السياسية العراقية، تهب باقي الأطراف على الساحة للحد من نفوذه، وعلى “الصدر” الإلتفات لهكذا قضية.

تأثير اليسار حليف “الصدر” على العلاقات “الروسية-العراقية”..

ومناقشة السياسة الخارجية العراقية؛ إنما تعني أن المحافظة على التعددية حيال القدرات الإقليمية والدولية واحدة في كل الأحوال. وخطأً نعتقد أن يكون بمقدور “اليساريين”، داخل “تحالف الصدر”، القيام بدور في تعميق وتوطيد العلاقات الروسية والعراقية.

فالعامل الأهم من المنظور الروسي؛ هو أن مشاركة العناصر العلمانية في هذا التحالف قد يؤثر بشكل إيجابي على السياسات العراقية الداخلية. وبالنسبة للعراقيين، (بغض النظر عن رؤاهم السياسية)، وجود “موسكو” في هذه التعددية قد يكون مفيداً. لأن بمقدور “روسيا”، لا سيما في مجال التعاون الفني والعسكري، أن تكون شريكًا مربحاً بالنسبة لبغداد.

ففي حواره إلى وكالة أنباء (آر. إي. إي)، قال “إبراهيم الجعفري”، رئيس مكتب “الصدر”: “تتحدث روسيا عن مساعيها بشأن رفع مستوى القدرات الدفاعية العراقية والقائمين على تنفيذ القانون في مواجهة التهديدات الداخلية والخارجية”. مع هذا فقد أكد أنه لن يسمح لأي دولة بالتدخل في الشأن العراقي الداخلي.

ومواقف “الصدر” وسوابقه؛ تؤكد على أنه لن يكون لقمة سائغة بالنسبة لروسيا. مع هذا فإن عقلانيته قد تتمخض عن أفضل نتيجة للعلاقات العراقية مع روسيا.

بدوره أثنى، “حكيم الزاملي”، رئيس لجنة الدفاع والأمن بالبرلمان والمقرب من “تيار الصدر”، على الدور الروسي في مكافحة (داعش). وأكد، في بيان، على حق العراق في إمتلاك منظومة (إس-400) الصاروخية للدفاع عن مجال العراق براً وجواً.

ورغم تكذيب خبر تسليم منظومة (إس-400) إلى العراق من جانب السفير العراقي في موسكو، “حيدر منصور هادي”، لكن طرح مثل هذه التصريحات قد يهيء المجال للتقارب بين بغداد وموسكو.

من جهة أخرى لا يجب تجاهل سابقة “تيار الصدر” في مكافحة الاحتلال الأميركي؛ وهو ما يمهد لتوطيد العلاقات بين “بغداد” و”موسكو”، باعتبارها منافس رئيس للولايات المتحدة بالمنطقة. أضف إلى ذلك إشتراك موقف الجانبيين من القضايا الإقليمية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة