24 ديسمبر، 2024 3:54 ص

تزامنا مع مؤتمر “برلين” .. “إردوغان” يوظف تهديداته لأوروبا في إطار الدعاية الداخلية له !

تزامنا مع مؤتمر “برلين” .. “إردوغان” يوظف تهديداته لأوروبا في إطار الدعاية الداخلية له !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

قبل ساعات من إنطلاق مؤتمر “برلين” لإيجاد حل للأزمة الليبية، وفى ضوء استغلال “إردوغان” الدائم للأزمات لتوظيفها في إتجاهات تخدم أهدافه، وجه الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، في مقال نُشر في مجلة (بوليتيكو)، أمس، تحذيرًا من ظهور منظمات “إرهابية” في “أوروبا” في حال سقطت “حكومة الوفاق الوطني” الليبية، التي تعترف بها “الأمم المتحدة”. وأضاف “إردوغان” أن عدم دعم “أوروبا” لـ”حكومة الوفاق”؛ برئاسة “فايز السراج”، يُشكل “خيانة لقيمها”.

خيانة لحقوق الإنسان..

وكتب “إردوغان”، في المقال الذي نُشر عشية مؤتمر “برلين” من أجل السلام في “ليبيا”؛ أن فشل “الاتحاد الأوروبي” في تقديم الدعم المناسب لـ”حكومة الوفاق الوطني” الليبية سيشكّل “خيانة لقيمها، (أوروبا)، الأساسية، بما في ذلك الديمقراطية وحقوق الإنسان”.

وأضاف: “ستواجه أوروبا مجموعة جديدة من المشاكل والتهديدات؛ إذا سقطت الحكومة الليبية الشرعية ستجد منظمات إرهابية، على غرار تنظيم (الدولة الإسلامية) و(القاعدة)، اللذين مُنيا بهزائم عسكرية في سوريا والعراق، أرضًا خصبة للوقوف مجددًا على أقدامهما”.

وتواجه “حكومة الوفاق”، برئاسة “فايز السرّاج”، منذ نيسان/أبريل 2019، هجومًا تشنه قوات المشير “خليفة حفتر”، الذي يتّخذ من “شرق ليبيا” معقلًا. وأسفرت المعارك عن مقتل أكثر من 280 مدنيًا وألفي مقاتل.

خطأ بأبعاد تاريخية..

وعملت “تركيا” و”روسيا”، بمبادرة مشتركة، على إقناع طرفي النزاع بوقف إطلاق النار، لكن “حفتر” غادر، هذا الأسبوع، المحادثات الرامية لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق الهدنة بدون التوقيع عليه.

واتّهم “إردوغان”، “حفتر”، بالهرب من “موسكو” وهدد بـ”تلقينه درسًا”؛ إذا استأنف القتال.

وتدعم حكومة “إردوغان”، “السراج”. وقد وافق البرلمان التركي على نشر قوات في “ليبيا”، في وقت سابق هذا الشهر، بعد اتفاق أمني وبحري مثير للجدل تم التوقيع عليه بين “طرابلس” و”أنقرة”.

وقال الرئيس التركي “ستكون مغادرة ليبيا (وتركها) تحت رحمة أمير حرب خطأ بأبعاد تاريخية”، في إشارة مبطنة إلى حفتر.

وتسعى القوى العالمية إلى التوسط من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار في “ليبيا”، خلال مؤتمر “برلين”، اليوم، الذي أعلن طرفا النزاع الليبي مشاركتهما فيه، إلا أن الإعلام الليبي أشار إلى عدم حضور “السراج”.

اختبار للاتحاد الأوروبي..

وكتب “إردوغان”، الذي من المقرر أن يحضر محادثات “برلين”، في (بوليتيكو)؛ أن الحرب الليبية شكّلت “اختبارًا” للاتحاد الأوروبي لإظهار إن كان قادته سيتخلون عن مسؤولياتهم وسيقفون متفرجين أمام الأزمة.

وقال: “على الاتحاد الأوروبي أن يظهر للعالم بأنه لاعب معني في الساحة الدولية”.

وأشار إلى أن: “مؤتمر السلام المقبل في برلين يُعد خطوة مهمة للغاية بإتّجاه هذا الهدف. لكن على القادة الأوروبيين التحدث بدرجة أقل والتركيز على إتّخاذ خطوات ملموسة”.

طريق السلام في ليبيا يُمر عبر “إردوغان”..

كما بالغ “إردوغان”، فى تصريحاته المثيرة للجدل، والتي تؤكد إصابته بحالة من الهزيان والإبتعاد عن الواقع، حيث زعم “إردوغان”، في تصريح نقلته قناة (الحدث)؛ إن طريق السلام في “ليبيا” يُمر عبر “تركيا”.

الجيش الليبي يُحمل “إردوغان” مسؤولية انتشار الإرهاب..

ردًا على تلك التصريحات؛ اتهم الجيش الليبي، الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، بنقل أسلحة وإرهابيين متعددي الجنسيات إلى “ليبيا”. وحمله مسؤولية انتشار الإرهاب في “أوروبا”.

وقال المتحدث باسم الجيش الليبي، اللواء “أحمد المسماري”، إن قاعدة (معيتيقة) أصبحت قوة عسكرية تركية خالصة. وأضاف “المسماري”، في مؤتمر صحافي، الجمعة، أن: “تركيا لم تكن عبر التاريخ ممر سلام لليبيا، فالسلام يمر عبر القضاء على التواجد التركي في ليبيا”.

2000 مسلح في ليبيا..

وأكد على أن: “أكثر من 2000 إرهابي تم نقلهم إلى ليبيا من تُركمان سوريا وميليشيات لواء سمرقند وسلطان مراد ونورالدين زنكي وعناصر إرهابية أخرى، عن طريق مطاري (معيتيقة) و(مصراته)”. وتابع: “قوات حكومة، (الوفاق برئاسة فايز) السراج، مكونة من مجموعة ميليشيات مدرجة على لائحة مجلس الأمن مثل (البيدجا) و(العمو)”.

وشدد “المسماري”، على أن: “إردوغان هو المسؤول عن الإرهاب في أوروبا، ويقود الإرهابيين في طرابلس ويروج الإشاعات قبل مؤتمر برلين”. وأوضح المتحدث باسم الجيش الليبي أن: “تصريحات إردوغان مليئة بالأكاذيب ويحلم بأشياء لا يمكن تحقيقها على الأرض مع وجود الجيش الليبي”.

وسيشارك في المؤتمر الرؤساء الروسي، “فلاديمير بوتين”، والفرنسي، “إيمانويل ماكرون”، والتركي، “رجب طيب إردوغان”، ووزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”.

وسعت “اليونان” للمشاركة في المحادثات، لكنّها لم تُدعَ إلى المؤتمر.

وتسعى “ألمانيا” و”الأمم المتحدة” لإقناع طرفي الصراع في “ليبيا”، داعميهما الأجانب، للاتفاق على هدنة وآلية للمراقبة كخطوة أولى على طريق السلام.

تركيا جزء من المشكلة..

وكان رئيس البرلمان الليبي، “عقيلة صالح”، قال السبت، إن المجتمع الدولي على يقين من فشل حكومة “السراج”، في إشارة إلى “حكومة الوفاق” الليبية برئاسة، “فايز السراج”، مضيفًا أن: “تركيا جزء من المشكلة وليست جزءًا من الحل في ليبيا”.

ونقلت قناة (ليبيا)، على (تويتر)، عن “صالح”؛ تأكيده أنه يجب خروج ما سمّاها “العصابات” من العاصمة الليبية لاستمرار وقف إطلاق النار.

وأضاف رئيس البرلمان الليبي أن: “تركيا تهدف لفرض جماعة الإخوان على حكم ليبيا”، مشددًا على أن: “الشعب الليبي لا يقبل تهديد تركيا وسيدافع عن بلاده”.

لن تستطيع أوروبا إيقاف “إردوغان”..

تعليقًا على تهديدات “إردوغان”، قال “جاسم محمد”، مدير المركز “الأوروبي” لدراسات الإرهاب في “ألمانيا”، إن: “تهديدات الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، لأوروبا ليست جديدة، لكن المهم هو مدى قدرة الاتحاد الأوروبي على إيجاد حد لتهديدات إردوغان”.

وأضاف: “أعتقد أن دول أوروبا لم تتعامل بعد بشدة لوضع حد لها، ولذلك هناك انتقادات كثيرة للدول الأوروبية، وخصوصًا ألمانيا”.

وتابع الباحث والمحلل السياسي المتخصص في دراسات الإرهاب: “ما حصل مؤخرًا والتمدد التركي والغزو لليبيا وإرسال جماعات متطرفة، بدون شك أثار القلق لدى دول أوروبا، ومن ضمنها ألمانيا، لكن السؤال أيضًا هل ألمانيا وأوروبا قادرة على كبح جماح إردوغان ؟”.

وأكد الباحث السياسي أن “ألمانيا” و”أوروبا” غير قادرين على ذلك، لأنهم يعتمدون دومًا على الخيار السياسي في التعامل مع “إردوغان”، وهناك خطوات إتخذت كفرض عقوبات اقتصادية بسبب تجاوزاته، وهذا أبعد ما تسطيع دول “أوروبا” القيام به.

وتابع مدير “الأوروبي لدراسات الإرهاب”: “وفي الوقت ذاته؛ فإن الرئيس التركي يوظف مثل هذه الخطوات الأوروبية في إطار الدعاية الداخلية له كنموذج للشعبوية في العالم”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة