تزاحمت القوى في طريق مستقبله واصبح مجهولاً .. تشكيل ثنائية قطبية جديدة بالعراق !

تزاحمت القوى في طريق مستقبله واصبح مجهولاً .. تشكيل ثنائية قطبية جديدة بالعراق !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

شهد العراق خلال الأسبوعين الماضيين الكثير من التطورات السياسية الجديدة.. فقد أعلن السيد “عمار الحكيم” الانفصال عن المجلس الإسلامي الأعلى وتشكيل تيار جديد باسم “الحكمة الوطنية”، من جهة أخرى توجه السيد “مقتدى الصدر” زعيم التيار الصدري إلى المملكة العربية السعودية في زيارة هي الأولى من نوعها منذ 11 عاماً تقريباً.

هذا ما دفع الكاتب الصحافي “علي موسوي خلخالي” نائب رئيس تحرير موقع صحيفة “الدبلوماسية” الإيرانية؛ إلى نشر مقال تحليلي يلقي خلاله الضوء على الوضع الراهن في العراق، حيث يفصلنا حوالي 8 أشهر عن الانتخابات العراقية. تلك الانتخابات التي من المتوقع أن تقترن بالكثير من التقلبات والتغييرات العميقة في المشهد السياسي العراقي.

ولا يخفى على أحد سخط الشعب العراقي على الوضع الراهن، وإن كانت نظرتهم للسيد “حيدر العبادي” رئيس الوزراء أكثر إيجابية، ناهيك عن نجاح الحشد في كسب مكانة اجتماعية كبيرة. فقد أدت الانتصارات الأخيرة على تنظيم “داعش” وتحرير الموصل, وكذلك مواجهات “العبادي” ضد الفساد المالي والإداري بالعراق، إلى سيادة شعور عام بالأريحية تجاه “العبادي” وأنه الخيار الأفضل للعراق. لكن التكهنات برغبة العراقيون في تغيير الوضع الراهن تزيد من احتمالات حدوث تغيير في المستقبل السياسي العراقي.

مبادرة “مقتدى الصدر”..

قام زعيم التيار الصدري “مقتدى الصدر” بزيارة إلى المملكة العربية السعودية استغرقت يومين، ويقول المقربون منه إن لديه في جعبته مبادرة سياسية جديدة.

كما التقى قبلاً رئيس الوزراء العراقي الأسبق “إياد علاوي”, الذي يمثل التيار العلماني حالياً، وتناولت المناقشات سبل دمج التيارين في ائتلاف واحد. ويحظى “إياد علاوي” بدعم سعودي حتى الآن. ويُشاع أن “مقتدى الصدر” سوف يلقي خطاباً في أقرب فرصة وأنه سيطرح أفكاراً جديدة، وبهذا فقد استحوذ على اهتمام الرأي العام العراقي وخلق الأجواء المناسبة لطرح مبادرته. في الوقت نفسه سوف يسعى إلى تلقين الرأي العام العراقي فكرة أنه المنقذ السياسي للعراق.

ولا يخفى على أحد أن “مقتدى الصدر” يحظى بمكانة اجتماعية كبيرة، فضلاً عن دعم “إياد علاوي” الذي يحظى بدعم قطاع مهم من أهل السنة، وبالتالي سوف يستغل “مقتدى الصدر” هذه المكانة الاجتماعية للوصول إلى السلطة. ورغم أنه حالياً يشغل منصب نائب الرئيس العراقي لكن الجميع يعلم أن هذا المنصب شرفي. ولا توجد حتى الآن معلومات دقيقة عن مباحثات “الصدر” في السعودية، مع هذا يعتقد البعض أن العلاقات السرية القديمة بين “الصدر” والسعوديين هي التي أدت إلى الزيارة الأخيرة. وفي حال ائتلف “إياد علاوي” مع “مقتدى الصدر” حينها يمكن القول إن المملكة العربية السعودية سوف تدعم هذا الائتلاف.

مشروع “نوري المالكي”..

يستطرد “خلخالي”: “توجه الصدر إلى المملكة العربية السعودية وحظى باستقبال حار وحافل وألقى خطبة في مسجد محمد بن عبد الوهاب، كما توجه السيد نوري المالكي نائب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء العراقي الأسبق على رأس وفد رفيع المستوى إلى روسيا. وادعت صحيفة العرب أن المالكي اقترح على الروس تأسيس قاعدة عسكرية بالعراق. وحتى لو كان الخبر صحيحاً ووافق الروس على هذا المقترح، فهذا ينم عن تطور جديد على الصعيد السياسي العراقي. فالأميركيون لهم قاعدة عسكرية بالعراق ويُقال إنهم يريدون تقوية وجودهم العسكري بالعراق بدعوى مكافحة الإرهاب. والوجود العسكري الروسي قد يخلق نوعاً من المنافسة بين الطرفين على الأرض العراقية. ولفهم مدى أهمية هذه المسألة علينا مراجعة التصريحات الأميركية الصريحة، بشأن عدم السماح مطلقاً للمالكي بالعودة إلى السلطة. والآن إذا كان المالكي محل ثقة الروس فسوف تحتدم المواجهات الروسية الأميركية على الأرض العراقية. وقد أعلن المالكي عزمه الترشح في الانتخابات المقبلة بشكل مستقل، وأنه لا يرغب في التحالف مع أي تيار. لكن من المرجح بقوة أنه سوف يتحالف بعد الانتخابات مع فيلق بدر بقيادة هادي العامري والحشد الشعبي, الذي من المقرر أن يشارك بقوة في الانتخابات المقبلة، ويجد موطأ قدم في المشهد السياسي العراقي. في الوقت نفسه يُقال إن المالكي بصدد إجراء زيارة مهمة إلى طهران. في غضون ذلك، ورغم ضعف المجلس الإسلامي الأعلى العراقي بعد انسحاب السيد عمار الحكيم، وازداد ضعفاً بعد ما يُشاع عن عزم القيادي جبز الزبيدي الانسحاب من المجلس أيضاً، لكنه سيكون مجبراً في النهاية على كسب الثقل السياسي والدخول في تحالفات مع التيارات السياسية الأخرى لا سيما مع المالكي وفيلق بدر”.

قرارات مهمة للعبادي والحكيم..

يشير المحلل والصحافي الإيراني قائلاً: “يعتزم رئيس الوزراء العراقي حيد العبادي إنشاء حزب سياسي جديد والانفصال عن حزب الدعوة وائتلاف دولة القانون بقيادة نوري المالكي. وتقوى هذه الاحتمالات بسبب احتدام الخلافات بين العبادي والمالكي. ويحظى العبادي, باعتباره رئيس دولة, بثقل سياسي واجتماعي مهم. ويزيده الدعم الأميركي والبريطاني ثقلاً, ناهيك عن علاقاته القوية مع المملكة العربية السعودية. من هنا تأتي أهمية قرار العبادي حول أي الائتلافات سوف يشارك. ينضم إلى ائتلاف العلاوي – الصدر وهو احتمال وراد, فسوف يزيد من الثقل السياسي لذلك التيار، ولو يختار المالكي وهو احتمال ضئيل فسوف يزيد من ثقل التيار المالكي”.

كذلك يحوز قرار السيد “عمار الحكيم” أهمية بالغة, نظراً لما تحظى به أسرة الحكيم من مكانة رفيعة، أضف إلى ذلك قرار “عمار الحكيم” بشأن تمثيل طيف الشباب والنتائج المهمة لذلك على مستقبل الائتلافات العراقية المستقبلية. ولا شك أن السعودية سوف تسعى للجمع بين “الصدر” و”علاوي”, لكن لا نعلم هل تنجح المحاولات أم لا.

أخيراً مستقبل العراق معقد جداً، وما يبدو في الوقت الراهن هو محاولات خلق تيارين أو ائتلافين سياسيين, الأول يجمع “مقتدى الصدر وإياد علاوي” ويحظى بدعم سعودي، وفي حال قرر “العبادي” الانضمام إلى هذا الائتلاف فالمتوقع أن يحظى بالدعم الأميركي أيضاً. الثاني ائتلاف “المالكي والحشد الشعبي وفيلق بدر والمجلس الإسلامي الأعلى العراقي”, والذي يحظى بالدعم الروسي الإيراني. فإذا ما جرى الأمر على هذا النحو فنحن بصدد عملية تشكيل ثنائية قطبية من النوع الثقيل في العراق سوف يحدد الأكراد مصيرها النهائي.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة