21 فبراير، 2025 11:13 م

ترمب ضد ترمب .. كيف تُعامل السعودية “شخصية” رئيسًا نرجسي ؟

ترمب ضد ترمب .. كيف تُعامل السعودية “شخصية” رئيسًا نرجسي ؟

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

كشفت وكالة أنباء (رويترز) عن تحركات سعودية محمّومة لتقديم مشروع في مواجهة مشروع “دونالد ترمب” لتهجيّر الغزاويين. ويتذرع الرئيس الأميركي بتدمير “قطاع غزة”؛ بحيث لم يُعدّ قابلًا للاستيطان؛ إلا أن المشروع السعودي يقوم على إعادة إعمار “قطاع غزة” سريعًا دون تهجيّر سكانه.

بالوقت نفسه ثمة مقترحات حول مستقبل الحكم في القطاع، والتي تعتمد في أساسها على الاقتراح الذي قدّمته “مصر”؛ قبل عدة أشهر، ووافقت عليه حركة (حماس)، وهو تشّكيل لجنة فلسطينية من التكنوقراط لإدارة “قطاع غزة”؛ إلا أن حركة (فتح) عارضت هذا الاقتراح، مما أدى إلى تجميّده. بحسب ما استهل به “صابر ﮔل عنبري”؛ تحليله المنشور على قناة (الكاتب) الإيرانية على تطبيق (تلغرام).

الالتفاف حول شخصية “ترمب” النرجسية..

والطريف ما قيل من إحتمال أن تُطلق “السعودية” على مشروعها اسم: “ترمب”، بمعنى اطلاق اسم: “مشروع ترمب”، على المبادرة المقدَّمة لإفشال مشروع الرئيس الأميركي بشأن تهجيّر الغزاويين.

وهناك اثنين من الدوافع لاختيار هذا الاسم، الأول: أن “السعودية” لا تُريد إثارة حفيظة “ترمب” بالنظر إلى شخصيته النرجسية. الثاني: اطلاق اسمه يُحفزه على القبول بالمشروع ويصرفه عن مقترحه هو.

وكما أوضحت في مقالات مختلفة، فإن شخصية الرئيس الأميركي النرجسية؛ ربما تكون العنصر الأساس والأكثر أهمية في عملية اتخاذ قراراته.

بسبب ذلك؛ تُحاول دول وفاعلون مختلفون اليوم، باستخدام نوع من علم النفس الشخصي، بطرق متنوعة أن يحموا أنفسهم منه وأن يُعارضوا “ترمب”، وفي نفس الوقت يكسّبوا موافقته، آخذين ذلك في الاعتبار إلى حدٍ كبير.

فالرئيس الروسي؛ “فلاديمير بوتين”، يعرف كيف يؤثر على “ترمب”، ولذلك عادةً ما تكون تصريحاته بشأن السياسات الأميركية مليئة بنوع من الإشادة والثناء على نظيره الأميركي.

دروس من المؤتمر الصحافي لـ”عبدالله”..

والمؤتمر الصحافي قبل عدة أيام للعاهل الأردني؛ “عبدالله الثاني”، مع “ترمب”، مؤشر آخر على هذا الادعاء.

مع هذا فقد أكد العاهل الأردني؛ سواء قبل السفر إلى “الولايات المتحدة” أو بعد ذلك، على موقف بلاده بشأن المعارضة الحاسمة لمقترح تهجيّر الفلسطينيين، لكن في المؤتمر الصحافي بدا أمام الكاميرات مرتبكًا نوعًا ما ولم يُعارض خطة “ترمب” بشكلٍ صريح، وكان قلقًا من اتخاذ موقف واضح قد يُثير غضبه وعصبيته أمام الكاميرات.

والسبب أن صعوبة توقع الرئيس الأميركي مخيف جدًا بالنسبة للكثيرين، وهو ما يدفع البعض للتعامل بحذر شديد خشية أن يتعرضوا على سبيل المثال للإهانة من “ترمب” أمام الكاميرات أو أن يتخذوا موقفًا أو رد فعل سلبيًا قد يُكلف بلدًا مثل “الأردن” ثمنًا باهظًا.

لذلك يبدو أن العاهل الأردني رجّح ألا يُظهر معارضة مباشرة أمام “ترمب”؛ خشية أن يبدو الضيف (الأردن) في نظر العالم سلبيًا ومضطرًا لاتخاذ موقف صارم يصعب التراجع عنه لاحقًا.

هذا الحذر المضاعف من جانب؛ “عبدالله الثاني”، جعله يُظهر كشخص ضعيف، مضطرب، وقلق حتى أن “ترمب” أجاب على بعض أسئلة الإعلام نيابة عن ضيفه.

لا يخفى أن موقف الملك الأردني في هذا “المأزق”؛ كان يُعبّر بشكلٍ ما عن أن الحد الأقصى الذي يمكن أن يقبله “الأردن” هو استقبال: (2000) طفل فلسطيني مصَّاب بالسرطان لتلقي العلاج، وليس التهجيّر القسّري.

بعد هذا اللقاء أوضح من خلال عدة تغريدات (بالعربية والإنكليزية)، على شبكة التواصل الاجتماعي (إكس)، معارضة بلاده الحاسمة لمقترح تهجيّر الفلسطينيين، كما اتخذ رئيس وزرائه وكذلك وزير خارجيته موقفًا متشددًا تجاه هذا الموضوع.

وكما ذكرت في مقالتي السابقة؛ فإن مهلة “ترمب” قبل أيام؛ لـ (حماس)، بشأن الإفراج عن “جميع” الأسرى الإسرائيليين، وضع رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو”، في مأزق، لأنه يعلم عدم إمكانية تحرير جميع الأسرى، ووافق تحت ضغط الوسطاء والمجتمع الإسرائيلي على استمرار المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار وتنفيذ مطالب الجانب الفلسطيني مقابل إطلاق سراح ثلاثة رهائن.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة