19 أبريل، 2024 8:23 م
Search
Close this search box.

“ترك ستريم” .. خط إستراتيجي يعزز الدور التركي وروسيا تتحدى عقوبات واشنطن !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

يُعد مشروع (ترك ستريم)؛ الذي افتتح هذا الأسبوع، من أبرز المشروعات الطموحة في مجال الطاقة في “أوروبا”، إذ سوف يُسهم في نقل “الغاز الروسي”، عبر “تركيا”، إلى الدول الواقعة جنوبي شرق القارة، كما سوف تستفيد دول أخرى مثل: “بلغاريا وصربيا والمجر”؛ عندما يكتمل المشروع ويعمل بكامل طاقته.

ويمتد خط أنابيب الغاز لما يزيد عن 900 كلم طول، ويمر عبر “البحر الأسود” ليربط منطقة “أنابا” الروسية بـ”كييكوي”، الواقعة على ساحل “تراقيا” التركي، ويحتوي على خطين يمتدان عبر قاع “البحر الأسود”، وتصل سعة الواحد منهما إلى 15 مليار و750 مليون متر مكعب من “الغاز” في السنة.

وسوف تمد شركة “غاز بروم” الحكومية الروسية، السوق التركي، بـ”الغاز”، إذ تُعد “أنقرة” ثاني أكبر عميل لديها بعد “ألمانيا”، كما أن المشروع يسمح لـ”موسكو” بتوصيل أنابيب الغاز إلى “أوروبا” دون المرور عبر “أوكرانيا”.

دور تركي محوري في أوروبا..

بالنسبة إلى مكاسب “تركيا” من المشروع، فإنه بداية سوف يجعلها لاعبًا رئيسًا في نظام إمداد “أوروبا” بالطاقة بتحولها إلى ممر لوجيستي، ما سوف يعزز دور “أنقرة” في السوق الأوروبي؛ لأنها باتت تمتلك مفتاح العبور إليه، كما أن هذا المشروع سوف يقلل من إعتمادها على دول أخرى كمصادر للطاقة؛ إذ تستورد “تركيا” 98% من الوقود المستخدم في المنازل والمصانع الموجودة بها، وكل هذه الأسباب دفعت الرئيس، “رجب طيب إردوغان”، إلى وصف (ترك ستريم) بأنه: “مشروع تاريخي”، كما أشار إلى أنه سوف يسهم في تعزيز العلاقات الثنائية مع “موسكو”.

قلق أوروبي من النفوذ الروسي..

على الجانب الآخر؛ تعتبر “موسكو”، هذا المشروع، إنجاز إستراتيجي لعدة أسباب، بداية لأنه سوف يمكنها من تعزيز نفوذها وفرض نفسها كمُصدر للطاقة بالنسبة إلى دول جنوب وجنوب شرق القارة العجوز، كما ترى أنه فرصة لتقليص حجم الشحن عبر “أوكرانيا”، التي تقع على خط الممر الرئيس لـ”الغاز” إلى “أوروبا”؛ وتحصل على 3 مليارات دولار بشكل سنوي لتمرير “الغاز الروسي” عبرها إلى “أوروبا”، خاصة في ظل التوترات السياسية مع “كييف”.

ومنذ توقيع الاتفاقية، التي أنشأ على أساسها المشروع، بين “موسكو” و”أنقرة”، تولد قلق كبير داخل “الاتحاد الأوروبي” من خطورة إعتماد بعض أعضاءه على “الغاز الروسي”؛ وما قد يحمله من تحكم في مصير هذه الدول، خاصة أن أزمة العجز في إمدادت “الغاز”، التي تسببت بها “روسيا”، في عام 2006 و2009، على خلفية توتر العلاقات مع “أوكرانيا”، لا تزال عالقة في الأذهان، ورغم أن الدول الأوروبية بعد هذه الأزمة عملت على تنويع مصادر الطاقة، إلا أن المخاوف لا تزال قوية.

وكشفت دراسة لمعهد “أوكسفورد” أن إنقطاع “موسكو” عن إمداد 16 دولة، عضوة في “الاتحاد الأوروبي”، بـ”الغاز”، في كانون ثان/يناير عام 2009؛ لمدة أسبوعين، أدى إلى حدوث أزمة إنسانية في عدد منها، إلى جانب مشكلات اقتصادية خطيرة، في “المغر وسلوفاكيا”، وبحسب بيانات (بلومبرغ) فإن “روسيا” تحتل نحو 37% من سوق “الغاز” المُصدر إلى “أوروبا”.

موسكو تعاقب واشنطن..

يسمح المشروع الجديد، للدب الروسي، بالإلتفاف على “العقوبات الأميركية”، المفروضة على مشروع (نورد ستريم 2)؛ الطموح لربط “روسيا” بـ”ألمانيا”، الذي يستهدف مضاعفة سعة المسار الحالي (نورد ستريم الأصلي) لتعزيز صادرات “الغاز الروسي” إلى “ألمانيا”، بعدما اعتبرته “واشنطن” خطرًا على أمن “أوروبا”، بينما انتقد “الاتحاد الأوروبي”، الموقف الأميركي، من مشروع (نورد ستريم 2)، خاصة لكون “واشنطن” واحدة من الجهات المُصدرة لـ”الغاز” إلى “أوروبا”.

لكن هذه العقوبات أكدت أن السعي إلى تنوع خطوط نقل “الغاز”، التابعة لشركة “غاز بروم” الحكومية الروسية، يسمح لها بالاستمرار في تصدير “الغاز” وتحقيق أرباح كبيرة، وهو ما يمنح “موسكو” ميزات اقتصادية؛ كما يجلب لها أهمية جيوسياسية جديدة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب