14 أبريل، 2024 10:49 م
Search
Close this search box.

تركيا تنتصر في معركة “الخنق الاقتصادي” .. ويبقى الإطاحة بـ”إردوغان” مطلب خليجي/أميركي مُلحًا !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص – كتابات :

تبدل الحال؛ وبعدما امتلأ العالم بضجيج عنوانه إنهيار العملة التركية أمام الدولار.. عاد الهدوء والصعود أو تحديدًا استقرت مجددًا العملة المحلية، ليسجل المتابعون ارتفاعًا في قيمة “الليرة” التركية مقابل “الدولار” مسجلة 5.9 للدولار الواحد.. فما الذي تغير ؟!

مؤامرة دولية..

المتغير هنا أن السلطات التركية تحدثت عن مؤامرة “دولية” تستهدف نظام الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، ويبدو أنها كشفت تفاصيلها وأركانها سريعًا قبل إنهيار العملة تمامًا وإتخذت إجراءات طارئة لإيقاف نزيف العملة.

شراء 100 مليار دولار لإسقاط العملة !

ذهب بعض المتابعين للشأن التركي إلى الحديث عن تسريبات حول تحقيقات تركية كشفت أن الدفعة الأولى في مشروع إسقاط “الليرة” التركية؛ بلغت 100 مليار دولار، وهو يساوي نصف المبلغ الذي رصد لضرب “الرينغت” الماليزي عام 1998.. وهنا فإنه لا يتصور أن يكون الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، هو الذي ضخ هذه المليارات أو أقدم على التضحية بها من الخزينة الأميركية أو من أموال الأميركيين كي ينفذ تهديده لأنقرة، هناك بالتأكيد من مول تلك العملية، والشبهات هنا تتحدث عن دول خليجية بعينها !

خنق “إردوغان” لفرض “صفقة القرن” !

وثمة تسريبات تتحدث عن أن “القاهرة” أوعزت لـ”الإمارات”، خلال زيارة الأمير، “محمد بن زايد”، في زيارته الخاطفة لمصر ولقائه الرئيس، “عبدالفتاح السيسي”، بضرورة الضغط على “تركيا” وخنق “إردوغان” من أجل إنجاح الجهود الخاصة بالتوصل لتهدئة طويلة الأمد بين “حماس” و”إسرائيل”؛ إذ إن السلطات المصرية تراه العقبة في وجه الاستقرار بالمنطقة..

إيقاف المنصات الإعلامية المعارضة من تركيا..

كان شرطًا مصريًا التخلص من “إردوغان” وتسليم المطلوبين المصريين الهاربين لتركيا مقابل الضغط المصري على الفلسطينيين لقبول تسوية طويلة المدة مع “إسرائيل”؛ ضمن سياق ما اصطلح عليه “صفقة القرن”، تهدأ بعدها المنطقة بالتوازي مع التخلص من المنصات الإعلامية المعارضة لـ”مصر والإمارات والسعودية” والتي تبث من “تركيا” !

مليارات الدولارات مقابل التصعيد مجددًا..

وبالفعل التقطت “واشنطن” الإشارة؛ وراح الرئيس الأميركي يستغل الموقف كعادته لطلب مليارات أخرى من الدولارات، وبعدها صب غضبه على الرئيس التركي متخذًا من عدم إطلاق سراح رجل الدين الأميركي، المقبوض عليه في تركيا، حجة وذريعة للتصعيد ضد تركيا..

هنا نصح رجال الاستخبارات، “ترامب”، بضرورة الضغط اقتصاديًا على “إردوغان” كي يشعر الأتراك بارتفاعات الأسعار ويلجأ الرئيس التركي إلى إتخاذ قرارات قاسية تفرض ضرائب جديدة تؤدي في النهاية إلى غضب الشارع التركي من سياساته..

إطلاق الشائعات و300 حساب لسحب مليارات الدولارات..

تمثلت الخطة في استخدام نحو 340 منصة إلكترونية لبث الشائعات ضد الاقصاد التركي على مدار الـ 24 ساعة في اليوم؛ لتشكيل رأي عام بأخبار غير صحيحة حول إنهيار العملة التركية، فضلاً عن اكتشاف أكثر من 300 حساب في بنوك “تركيا” يقوم أصحابها بشراء الدولارات مقابل “الليرة” بكميات كبيرة، وهو ما اضطر السلطات التركية إلى إتخاذ إجراءات قانونية ضدهم وفتح تحقيقات عاجلة.

إجراءات عاجلة وتنويع المصادر..

أما “البنك المركزي” التركي فقد إتخذ خطوة حدت من خطورة تلك الإجراءات، برفع نسبة العملة الأوروبية، “اليورو”، في “البنك المركزي” من 7 مليارات إلى 20 مليار يورو، وفيما يتعلق بالصادرات والواردات، فإن التصدير من تركيا إلى أميركا بأكثر من 8 مليارات دولار؛ بينما تستورد تركيا من أميركا نحو 12 مليار دولار، ما يعني أن “الولايات المتحدة” هي الخاسر، بينما تراها “تركيا” فرصة أمام المستثمرين الأتراك لإستبدال المنتجات المستوردة من أميركا بأخرى مثيلة من دول أخرى أو توفير بديل تركي وطني لها !

رسالة مصرية إلى واشنطن..

ولا ننسى، في سياق الحديث عن التصعيد الأميركي تجاه تركيا، الربط بينه وبين زيارة وزير الخارجية المصري، “سامح شكري”، إلى أميركا قبل التصعيد ببضعة أيام..

فقد حمل معه رسالة مفادها بأن استقرار الشرق الأوسط لن يتأتى إلا بتحجيم “إردوغان” وتقليم أظافره.. إذ ترى “القاهرة” أنه أحد الأسباب الرئيسة لعدم استتباب الأمور في “سوريا” و”ليبيا”، بوقوفه مع “الدوحة” وتقديم الدعم لكل من يعارض القاهرة والدول الداعمة لإحلال السلام !

“إردوغان” يوجه أنصاره لمقاطعة البضائع.. 

أما “إردوغان” فقد استغل المؤتمر العام السادس لـ”حزب العدالة والتنمية” – حزب “إردوغان” – بقوله إن بعضهم يهددنا بالاقتصاد والعقوبات وأسعار الصرف والعملات الصعبة والفوائد والتضخم، نقول لهم إننا ندرك ألاعيبكم ونتحداكم، نحن نعلم أن هناك طريقة للتغلب عليها مادام إيماننا موجودًا.

وهو هنا يوظف الدين في حشد أنصاره؛ مطالبًا إياهم بمقاطعة جميع البضائع الأميركية، بل وتصنيع مثيلها وإيجاد البدائل من دول أخرى.

لا حل قريب في الأفق..

لا يبدو أن التوتر الحالي بين “أميركا” و”تركيا” في طريقه إلى الحل، على الأقل في المدى القريب، خاصة مع رفض محكمة تركية، للمرة الثالثة على التوالي، طلب رفع عقوبة الإقامة الجبرية والمنع من السفر عن القس الأميركي، “آندرو برونسون”، الذي تحتجزه “أنقرة” بتهمة التجسس لصالح تنظيم “فتح الله غولن”، الذي ترفض “واشنطن” تسليمه لـ”أنقرة” بتهمة التخطيط ودعم الانقلاب على “إردوغان”، فضلاً عن تقديم عون إلى “حزب العمال الكردستاني”.

“ترامب” يريد أصوات “الإنجيليين”..

يقول محللون إن من شأن فقدان أميركا، تركيا، كقوة حقيقية أن تترتب عليه احتمالات لا حصر لها، وبالتالي فإن هذا التوتر سيستمر إلى حين إجراء انتخابات نصفية في أميركا.. إذ إن “ترامب” يصعد تجاه “أنقرة” للحصول كذلك على أصوات “الإنجيليين” لضمان سيطرة الجمهوريين على مجلسي الشيوخ والنواب.

روسيا والصين وفرنسا وألمانيا.. بدائل مواجهة أميركا..

في المقابل؛ فإن “تركيا” لم تقف مكتوفة الأيدي أمام الإجراءات الأميركية بفرض جمارك مرتفعة على السلع الواردة منها للولايات المتحدة، فقررت الإستعاضة في التراجع بعلاقاتها مع “أميركا” بتعزيز التواصل مع قوى إقليمية ودولية مختلفة، فبدأت أنقرة تمتين العلاقات بينها وبين شركاء دوليين أساسيين وفي مقدمتهم “روسيا والصين”، وكذلك تعزيز تعاونها الاقتصادي مع شركاء آخرين في الاتحاد الأوروبي في مقدمتهم “فرنسا وألمانيا” !

فسخ العلاقة ليس الآن

في النهاية؛ فإنه وإن كان هناك تحرش “ترامبي” بـ”إردوغان”، إلا أن أغلب التوقعات تشير إلى عدم قدرة أميركا على فسخ العلاقة تمامًا مع تركيا على الأقل في الوقت الحالي، والدليل ذاك التحالف العسكري بينهما على الأرض في “منبج”، شمال سوريا، اللهم إلا إذا أراد “ترامب” الاستئثار بالشمال السوري لغاية في نفسه لها علاقة بموارد نفطية لم تكتشف بعد في تلك البقعة من الأرض السورية !

الاقتصاد التركي أمتص الصدمة..

على أي حال يبدو، إلى لحظة كتابة هذه السطور، أن الاقتصاد التركي أمتص الصدمة وتعافى سريعًا بفضل إجراءات حاسمة؛ منها فرض رسوم باهظة على المنتجات الأميركية مع انتفاضة من أنصار “إردوغان” أسفرت عن مقاطعة وتحطيم البضائع المدون عليها “Made in USA”، وضخ أموال قطرية سواء من المواطنين القطريين أو الإعلان عن استثمار 15 مليار دولار من قبل أمير قطر، “تميم بن حمد”، في تركيا، كنوع من رد الجميل لـ”إردوغان”، الذي أنقذ العرش القطري من السقوط أمام التحالف الرباعي المشكل من “السعودية، الإمارات، البحرين ومصر”، في حزيران/يونيو 2017، عقب إرساله قوات عسكرية تركية إلى “الدوحة”.

التخلي عن إيران ضرورة وقرارات “ترامب” خارج التوقعات..

ويبقى الطلب الأميركي الأبرز، والذي على “تركيا” تنفيذه؛ هو التخلي عن “إيران” تمامًا وعدم التعامل نفطيًا واقتصاديًا معها كي تؤتي العقوبات المفروضة عليها ثمارها، ورغم ذلك تبقى توقعات قرارات “ترامب” خارج أي احتمالات، لما للرجل من سمات شخصية لا تتكرر كثيرًا في من يتولى منصب رئيس الولايات المتحدة، أكبر وأهم قوى عسكرية في العالم !

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب