8 أبريل، 2024 2:11 ص
Search
Close this search box.

تركيا أمام مأزق .. بتوجه الجيش السوري لختام معاركه بـ”إدلب” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

أصبحت “تركيا” في حيرة من أمرها بسبب تقدم “الجيش السوري” في معركته متجهًا نحو “إدلب”، وهو الأمر الذي جعل الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، يتصل هاتفيًا بالرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، السبت 14 تموز/يوليو 2018، لإبلاغه بأن الاتفاق الذي يهدف إلى احتواء الصراع السوري قد ينهار إذا استهدفت قوات الحكومة السورية محافظة “إدلب”.

وأكد “إردوغان” على أن استهداف المدنيين في “درعا” كان مقلقًا، وقال إنه إذا استهدف النظام في “دمشق”، (محافظة)، “إدلب” بنفس الطريقة؛ فإن جوهر “اتفاق آستانة” قد ينهار تمامًا.

إدلب” مفتاح إعلان نهاية الحرب..

وقبل أيام؛ تحدث مصدر عسكري رفيع المستوى عن حيثيات المشهد العسكري المتوقع حدوثه في محافظة “إدلب”، مبينًا أن القيادة السورية حسمت أمرها بشأن تحرير كامل الأراضي السورية من الإرهاب، حيث تعتبر “إدلب” مفتاح إعلان إنهاء الحرب التي شهدتها البلاد على مدار 8 سنوات.

إلى ذلك؛ بادر وجهاء في محافظة “إدلب” السورية للتواصل مع مركز المصالحة الروسي في سوريا لتسليم مناطقهم وترتيب التسويات مع الدولة السورية.

وكشفت مصادر أهلية لصحيفة (الوطن) السورية؛ أن وجهاء من عدة مناطق في محافظة “إدلب” بادروا للتواصل مع “مركز المصالحة الروسي”، لتسليم مناطقهم وترتيب التسويات مع الدولة السورية فور توافر الإمكانية عند اقتراب وحدات “الجيش”.

وبينت المصادر أن المعلومات من “إدلب” تنبأ ببركان شعبي ضد المسلحين، واستقبال حافل للجيش عندما يطرق أبواب المحافظة.

انتهاك لـ”اتفاق آستانة”..

وفي تحذير ثان من جانب “تركيا”.. أكد المتحدث باسم ​وزارة الخارجية التركية​، “حامي أقصوي”، على أن “​تركيا​ لا تريد أبدًا أن يتكرر في ​محافظة إدلب​ السورية السيناريو الذي شهدته ​الغوطة الشرقية​ وشمال حمص، ويشهده الآن جنوب غربي ​سوريا​”، مشيرًا إلى “مقتل العديد من الأبرياء ونزوح مئات الآلاف جراء هجمات ​النظام السوري​ على منطقة (خفض التصعيد) بمحافظتي درعا و​القنيطرة​”.

ولفت إلى “أننا نُدين ونستنكر بشدّة هذه الهجمات التي تقوض المباحثات المستمرة في ​آستانة وجنيف من أجل الحد من العنف على الأرض وإيجاد حل سياسي للأزمة”، مؤكدًا على أن “النظام السوري يحاول حل المشكلة عبر الوسائل العسكرية، إلا أنه لا يمكن تأسيس حكم مشروع في سوريا بهذه الطريقة”.

وأشار إلى “أننا لا نريد أبدًا أن يتكرر في إدلب السيناريو الذي شهدته الغوطة الشرقية وشمال حمص، ويشهده الآن جنوب غربي سوريا”، لافتًا إلى “تحذير الرئيس التركي ​رجب طيب إردوغان​، من أن استهداف النظام لإدلب سيكون انتهاكًا لاتفاق آستانة، وذلك خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي ​فلاديمير بوتين​، يوم 14 تموز/يوليو الجاري”.

حسم عسكري..

تعد “إدلب” أحد أهم مناطق الثوار؛ فهي المحطة النهائية التي تحوي بداخلها غالبية النازحين، ممن فروا من “حلب” و”درعا” و”القنيطرة” و”حماة”، وغالبية المناطق التي سقطت بيد النظام.

ودفع تفوق “الأسد” في “درعا”، بمساعدة الروس وإيران، إلى النظر للمخزون المتبقي من المعارضة السورية في “إدلب” ومحيطها شمالاً، وسط ترقب من انتقال النظام عملياته إلى المحافظة، لاسيما بعد أن حذرت “موسكو”، مقاتلي المعارضة، من مغبة الهجوم العسكري مفصحة عن معارك وشيكة قد تجتاج المنطقة.

ومع اقتراب الحسم العسكري جنوبًا، تبقى آخر معاقل المعارضة في “إدلب” والأرياف المحيطة فيها، التي تنقسم إلى قسمين؛ الأول تتواجد فيه بعض القوى العسكرية الوازنة مثل “هيئة تحرير الشام” و”حركة أحرار الشام”، وبعض القوى “القاعدية”؛ كـ”الحزب الإسلامي التركستاني” وفصيل “حراس الدين” وغيرهما. أما الكتلة الثانية من هذه البقعة فهي التي سيطرت عليها المعارضة المدعومة من “الجيش التركي” في عمليتي “درع الفرات وغصن الزيتون”، والتي كان آخرها السيطرة على “مدينة عفرين”.

الخبراء والمحللون يرون أن هذه المنطقة؛ الواقعة تحت الوصاية التركية بناءًا على الاتفاقية، “مناطق منخفضة التصعيد”، في “آستانة”، مهددة إذا لم تتحرك “تركيا” بالمهام الموكلة إليها في ضبط التشكيلات العسكرية المنتشرة فيها، والسيطرة على سلاحها الثقيل حيث يطرح ملف “النصرة” بقوة.

مؤامرة تحاك ضد “إدلب”..

وإزاء التصريحات التركية؛ يقول الخبير العسكري السوري، “إبراهيم الطقش”، إن الجنوب السوري بدا خاليًا من الثوار، بعدما أجبروا على اتفاقات بمغادرة تلك المنطقة، برعاية روسية وإيرانية وأسدية، مضيفًا: “هناك مؤامرة تحاك ضد إدلب، وقد تسقط آخر معاقل المعارضة في تلك المدينة، مثلما حدث في حلب ودرعا وغيرها”.

وأوضح العسكري السوري أن “تركيا” ستعارض هجوم النظام على “إدلب”، خصوصًا وأن “أنقرة” تعتبر تلك المدينة تحت حمايتها، وهو ما أكده الرئيس التركي، قبل أيام، حين حذر “الأسد” و”الروس” من هذا الهجوم، قائلاً: “إدلب تحت حمايتنا، ولن نسمح بالهجوم عليها”.

وأضاف أن “تركيا” تسيطر على غالبية الشمال، وتعتبر تلك المناطق خاضعة لها، سواء بعد تطهيريها عسكريًا من (داعش) و”الأكراد”، أو بالاتفاق مع أهلها بحمايتهم، وإقرار ذلك وفق اتفاقات “آستانة” مع “إيران” و”روسيا”، قائلاً: “نفوذ تركيا عسكريًا في تلك المناطق كبير جدًا، في إدلب وحماة وبعض مناطق حلب، الأرتال العسكرية التركية لم تفارق تلك المناطق منذ أشهر، وبالتالي أي هجوم على إدلب فلابد من موافقة تركية”.

استبعاد فتح روسيا وإيران معركة في الشمال..

فيما استبعد الخبير في العلاقات الدولية، “محمد العطار”، فتح الروس والإيرانيين معركة في الشمال السوري لاعتبارات عدة، الأولى أنها تحت النفوذ والوصاية التركية.. والسبب الثاني هو القوة العسكرية الكبيرة، والتي تعتبر الأكبر في سوريا للمعارضة المسلحة، وتضم قوى عسكرية لا يستهان بها كـ”هيئة تحرير الشام” و”أحرار الشام” و”الزنكي” والفصائل القاعدية وغيرها، مشيرًا إلى أنه ربما تخشى “روسيا” ومعها “إيران” من إنكسارات عسكرية في “إدلب” ومحيطها، فضلاً عن الضغوطات الكبيرة والمسعى الأميركي لتحجيم الدور الإيراني ونفوذه في سوريا.

الحل سياسي..

في هذا الصدد؛ قال مدير المركز الثقافي الروسي العربي، “مسلم شعيتو”، إن العمل العسكري في شمال سوريا سيكون بشكل واضح بالتنسيق مع القيادة الروسية، إضافة لقدرة روسيا على الضغط على “تركيا” لتنفيذ تعهداتها، أي أن الحل في سوريا سياسي ولابد من انسحاب جميع القوى الغير شرعية في سوريا، بما فيها القوات التركية، علمًا بأن سوريا ستقوم بعملية عسكرية بعد أخذ الضوء الأخضر من القيادة الروسية العسكرية.

لن يؤثر على محادثات “آستانة”..

من جانبه؛ قال “فايز حوالة” الكاتب والمحلل السياسي السوري، إن الهدف الأساس للجيش السوري هو تحرير كامل الأراضي السورية من تواجد الإرهابيين والدول الداعمة لهم، حيث إن ذخائر وأسلحة الجماعات الإرهابية تستمد قوتها من “تركيا”، لأنها المنفذ الوحيد لدى هذه الجماعات.

وأضاف “حوالة” أنه بالنسبة إلى تأثير دخول الجيش السوري لـ”إدلب” على محادثات “آستانة”؛ فإن “إدلب” تدخل ضمن “مناطق خفض التصعيد” والمتفق عليها من قبل الدول الثلاثة الضامنة، فهذا لن يؤثر على محادثات “آستانة”.

إخلال بالاتفاقيات..

على جانب أخر؛ قال الكاتب والمحلل السياسي التركي، “مصطفى أوغلو”، إن هناك اتفاقيات بين “روسيا” و”تركيا” و”إيران”، وبشكل غير مباشر، مع “النظام”، بشأن “مناطق خفض التصعيد” ومنها محافظة “إدلب”؛ وفي حال دخول الجيش السوري “إدلب” فيعتبر إخلال بالاتفاقيات التي أبرمت.

وأضاف أن “تركيا” أرادت أن ترسل رسالة إلى “روسيا”؛ لأنها تملك الكلمة في الأزمة السورية، وفي حال تحرك الجيش السوري دون موافقة “روسيا” سيؤدي ذلك إلى تصعيد وخلاف.

تركيا تريد تحديد الهدف بالحوار..

واعتبر المحلل المطلع على الشأن التركي، “ناصر تركماني”، أنه لو كانت هناك إرادة تركية بالتخلي عن “إدلب” والمعارضة السورية منذ البداية؛ لما دخلت المحافظة وأقامت نقاط المراقبة.

وقال إن الانسحاب من “إدلب” سيرسل رسائل خاطئة للأطراف المنافسة والمعادية لـ”أنقرة”، وهذا ما لا تريده.

لكنه رأى أن الوضع الخاص بالمحافظة “صعب ولا يوجد تجانس وتفاهم بين المكونات السياسية والعسكرية المسيطرة على المنطقة، لذا بين الفينة والأخرى تشهد المنطقة إشتباكات وصراعات عسكرية”.

وبحسب “تركماني”، تقلق الصراعات العسكرية في “إدلب”، “أنقرة”، وبقية الأطراف الدولية، إضافة لوجود جهات غير مقبولة دوليًا.

وأوضح أن الحديث يتركز الآن على كيفية تحقيق إستتباب الأمن وإبعاد العناصر المتطرفة عن المنطقة، ولو أن “أنقرة” تريد تحقيق هذا الهدف بالحوار والتفاهمات.

خياران لتركيا..

إلى ذلك اعتبر المحلل السياسي المطلع على الشأن التركي، “إسماعيل كايا”، أن “أنقرة” تجد نفسها اليوم أمام استحقاق كبير متمثل في التوصل إلى تفاهمات نهائية مع “روسيا” حول وضع “إدلب” أو مواجهة هجوم عسكري شامل عليها، وهو أسوأ السيناريوهات الذي لا ترغبه “تركيا” إطلاقًا.

ورغم أن توافقات المرحلة المقبلة بين “تركيا” و”روسيا” في “إدلب” غير واضحة أو معلنة، رأى “كايا”، أن “تركيا” باتت أمام مواجهة “خيارين أحلاهما مر”، ويتمثلان بإتخاذها خطوات عملية عسكرية على الأرض لمحاربة “تحرير الشام” أو مواجهة هجوم عسكري روسي كبير يؤدي إلى مذابح ومئات القتلى، إلى جانب خطر هروب أكثر من ثلاثة ملايين مدني إلى الشريط الحدودي.

المعارضة المسلحة تسيطر على “إدلب” منذ ربيع 2015..

يُذكر أنه في ربيع عام 2015؛ تمكنت فصائل المعارضة السورية المسلحة من اجتياح مدينة “إدلب” وطرد القوات الموالية للنظام، ومنذ ذلك الحين والمدينة تتعرض لهجمات نظام “الأسد”، ومع تقدم قوات النظام على مناطق أخرى في “سوريا” كانت تحت سيطرة المعارضة، اضطر الكثير من سكان تلك المناطق إلى النزوح نحو “إدلب”، وهو ما رفع من عدد سكان المدينة إلى أكثر من مليوني شخص.

وتقع “إدلب” ضمن مناطق “خفض التوتر”، في إطار اتفاق تم التوصل إليه، العام الماضي، خلال مباحثات “آستانة”، بضمانة من “روسيا وإيران وتركيا”.

وبعد شهرين عقدت “روسيا والولايات المتحدة والأردن” اتفاقًا، قطعت “الولايات المتحدة” بموجبه المساعدات عن المعارضة، التي دعمتها في المنطقة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب