خاص : ترجمة – محمد بناية :
التعاطي السلبي مع “إيران”، خلال المظاهرات والتجمعات الاحتجاجية العراقية في مدن: “كربلاء”، و”النجف”، و”بغداد” و”البصرة” وغيرها؛ يثير في أذهان الإيرانيين الأسئلة حول أسباب هذه الرؤية السلبية تجاه “إيران” ؟!..
ويكتسب السؤال أهمية حين ننظر إلى الخدمات الإيرانية المهمة لـ”العراق”، حكومةً وشعبًا، لا سيما في القضاء على تنظيم (داعش) وسائر التكفيريين والتنظيمات الإرهابية، وغيرها من مختلف أشكال الخدمات الأخرى. بحسب صحيفة (الجمهورية الإسلامية) الإيرانية الأصولية.
عملاء الأعداء..
ورغم أنه لا يمكن الإجابة على هذا السؤال دون التمييز بين المحتجين ودوافعهم؛ وإلا كانت الإجابة مطلقة، لكن ثمة موضوعات عامة قد يساعدنا الإلتفات إليها في الحصول إلى إجابة.
كما لا يجب أن تصرفنا هذه العموميات عن حقيقة وجود عناصر تُستخدم كأدوات وعوامل نفوذ للأجانب في “العراق”، ولا تتورع عن القيام بأي شيء مقابل حفنة من الدولارات. ولقد تم القبض على عدد من العناصر المتورطة في الهجوم على القنصليات الإيرانية، في “النجف” و”كربلاء”، وأثبتت تحريات أجهزة الأمن العراقية حصول هذه العناصر على أموال من “الإمارات” و”السعودية” و”الولايات المتحدة” و”الكيان الصهيوني” وبعض التنظيمات الإرهابية.
وهذا لا شك فيه؛ لكن يبدو أن عملية التعاطي السلبي مع “إيران” تتجاوز تنفيس بعض الجماعات المتشددة، والشيعة الإنكليز، والعناصر المتمردة والأحزاب الساخطة.
ورغم تورط كل هؤلاء، لكن لا يمكن اعتبارها السبب الرئيس وراء التعاطي السلبي تجاه “إيران”. وعليه ولإستيضاح الواقعة؛ يتعين علينا تعميق نظرتنا لـ”العراق”، لا سيما خصوصية علاقاته مع “إيران”.
غدر المسؤولين الإيرانيين..
إن أحد أهم عوامل الرؤية السلبية تجاه “إيران”، هي شعارات المسؤولين الإيرانيين وعدم الوفاء بالوعود والاتفاقيات في الكثير من الحالات. وغدر المسؤولين الإيرانيين لا يقتصر على الحكومة الحالية، حتى إننا سمعنا مرارًا المسؤولين في الدول الإفريقية والآسيوية المختلفة يقولون: “المسؤولون الإيرانيون يقومون بزيارات جيدة ويطلقون شعارات جيدة ويعقدون اتفاقيات جيدة، لكن حين تأتي لحظة العمل يزداد غدرهم بشكل لا يمكن تحمله”.
حساسية السيادة العراقية..
السبب الثاني: يتعلق بتصريحات بعض المسؤولين الإيرانيين التقييمية للإدارة والمسار السياسي العراقي.
ويشدد النشطاء السياسيون وقيادات الأحزاب والمسؤولون العراقيون على استقلال بلادهم بالتوازي مع العلاقات الأخوية مع “إيران”، ولا يتوقعون من “إيران” أن تملي عليهم كيفية التعامل مع الدول الأخرى أو المسار السياسي والإداري لـ”العراق”.
أخطاء خطباء الجمعة..
السبب الثالث: موقف بعض المتحدثين وخطباء الجمعة غير المنطقي والمهين، بحيث يتمادون أحيانًا في تقديم “العراق” باعتباره جزء من “إيران”.
وربما هم لا يتبنون هذه النظرة، لكن يتم تداول تصريحاتهم مصحوبة بالترجمة العربية في الفضاء المجازي، وتنتشر التحليلات التحريضية في العالم العربي و”العراق” الذي يعتبر هذه التصريحات استعمارية.
أخطاء التجار..
السبب الرابع: كذب بعض مصدري المواد الغذائية الإيرانية بشأن تصدير نوعيات من السلع. فالشعب العراقي يولي اهتمامًا خاصًا بالمواد الغذائية وسائر السلع الإيرانية، وكلن حين يفتحون السلال الواردة من “إيران” يجدون محتوياتها تختلف تمامًا مع الاتفاقيات والملصق على السلعة، ومن الطبيعي أن يقبل العراقيون على التجارة مع سائر الدول وأن تتسم نظرتهم إلى “إيران بالسلبية”.
وبالتغاضي عن كل العوامل السابقة، والتي كانت سببًا في تغيير النظرة العراقية تجاه “إيران”، فإننا نؤكد إن لفت إنتباه المسؤولين والنشطاء السياسيين، ووسائل الإعلام، وآئمة الجمعة، والتجار الإيرانيين إلى مسألة أن آدائهم وسلوكياتهم وتصريحاتهم لا تؤثر فقط على كيفية النظرة العراقية؛ وإنما سائر شعوب الدول التي من المقرر أن تستلهم نموذج الحكم الإسلامي وترويج الثقافة الإسلامية، ويجب على الجميع العمل بغرض تصحيح هذا الآداء وتلكم التصريحات.