20 أبريل، 2024 7:37 م
Search
Close this search box.

ترسانة “الحوثيين” تتضخم .. إسقاط مقاتلة سعودية يُعيد ترتيب حسابات الرياض في اليمن !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – لميس السيد : 

بعد انتشار مزاعم حول تورط ميليشيات “اليمن”، التي تُعرف باسم جماعة “الحوثيين”، في إسقاط مقاتلة حربية سعودية، أصبحت “السعودية” أكثر قلقًا وتخوفًا من زيادة سطوة “الحوثيين” وترسانتها؛ التي باتت تتطور بشكل كبير بالتوازي مع تصاعد القتال، وسط جهود متعثرة لإنهاء الصراع المستمر منذ خمس سنوات.

زعم بيانًا لميليشيات “الحوثي”، المدعومة من “إيران”، إنهم أسقطوا مقاتلة (تورنادو)، يوم الجمعة، فوق مقاطعة “الجوف” الشمالية المضطربة، في إنتكاسة للتحالف العسكري الذي تقوده “الرياض”، والذي كان يتمتع دائمًا بالتفوق الجوي في الحرب. ولا يزال مصير الطيارين السعوديين اللذين أخرجا من المقاتلة مجهولاً.

أكد “الحوثيون”، الذين يُصنفوا بأنهم “ميليشيا مفككة”، إنهم أصابوا المقاتلة “بصاروخ (أرض-جو) متقدم”، وهو إدعاء جاء بعد تقارير “الأمم المتحدة” الأخيرة؛ بأن “الحوثيين” تلقوا أسلحة تحمل علامات من أصل إيراني. وهو زعم لطالما نفته “طهران”.

بعد التحطم، قال متحدث باسم “الحوثيين” إن المجال الجوي اليمني مُحرّم الطيران فيه، وليس منطقة “نزهة” لما أسماهم: “أعداءًا”.

وقالت “بيكا فاسر”، المحللة السياسية في مؤسسة “راند”، ومقرها “الولايات المتحدة”، لوكالة (فرانس برس): “هذا بالتأكيد سبب قلق للتحالف”.

وأضافت “فاسر”: “إنهم بحاجة إلى التخطيط، كما لو كان هذا هو الوضع الطبيعي الجديد؛ وأن الحوثيين أصبح لديهم القدرة على إسقاط المزيد من الطائرات، مما سيؤثر على عملياتهم وكيف يخططون لمهامهم الجوية”.

مساعدة إيرانية..

لطالما أكدت “المملكة العربية السعودية” هيمنتها على المجال الجوي اليمني، كما واجهت المملكة انتقادات دولية متكررة لغاراتها الجوية في “اليمن”، والتي أسفرت في كثير من الأحيان عن مقتل مدنيين.

لكن المتمردين يقاومون التهديد من خلال تعزيز قدراتهم الدفاعية الجوية، لا سيما مع ما يسمونه بالصواريخ (أرض-جو).

وقالت “فاسر”: “بينما يزعم الحوثيون أن صاروخًا، أُنتج ذاتيًا، أسقط مقاتلة (تورنادو) السعودية، يبقى أن نرى إذا كان هذا حقيقي لأن هذه كانت منطقة تلقوا فيها مساعدة إيرانية”.

في العام الماضي، أدعى “الحوثيون” أنهم أسقطوا مقاتلة أميركية بدون طيار بصاروخ من صُنع المتمردين. في ذلك الوقت، قال الجيش الأميركي إنه كان يحقق في تقارير عن الحادث الذي وقع وسط توترات متصاعدة بين “واشنطن” و”إيران”.

قال تقرير لـ”الأمم المتحدة”، شاهدته وكالة (فرانس برس)، في وقت سابق من هذا الشهر؛ إن المتمردين حصلوا على أسلحة جديدة، العام الماضي، “بخصائص تقنية مشابهة للأسلحة المصنعة في جمهورية إيران الإسلامية”.

ولم يذكر التقرير، الذي جمعته لجنة من خبراء “الأمم المتحدة”؛ ما إذا كانت الأسلحة الإيرانية سلمتها مباشرة الحكومة الإيرانية.

ولكن في وقت سابق من هذا الشهر، قالت وسائل الإعلام السعودية إن الغارات الجوية التي شنتها قوات التحالف قتلت أربعة أعضاء من (حزب الله)، الحليف الشيعي القوي لـ”إيران” في “لبنان”، بالقرب من العاصمة التي يسيطر عليها المتمردون، “صنعاء”.

من جهتها، أكدت “فاطمة أبوالعصار”، باحثة في معهد “الشرق الأوسط”، لوكالة (فرانس برس)، أن وجود عناصر تدعمها “إيران” في “اليمن” قد عزز على الأرجح “استعداد الحوثيين في مكافحة النشاط الجوي للمملكة العربية السعودية”.

وعقبّت بأن الحوثيين “لم تكن لديهم هذه القدرة منذ خمس سنوات”.

وذكر تقرير صادر، يوم الأربعاء؛ عن مؤسسة “كونفليكت أرمامينت ريسيرش”، ومقرها “بريطانيا”؛ أن بعض المكونات الموجودة في الطائرات الحوثية بدون طيار كانت مماثلة لتلك الموجودة في الطائرات بدون طيار الإيرانية الصنع.

وأضافت أن إحدى الأدوات الصغيرة – (الغيروسكوب) – داخل المقاتلة بدون طيار المستخدمة لمهاجمة منشأة نفط سعودية، العام الماضي، تبدو مماثلة لتلك التي عُثر عليها من مقاتلة إيرانية بدون طيار أسقطت في “العراق”.

قناة مفتوحة..

جاءت أحداث، يوم الجمعة؛ في أعقاب اشتباكات جديدة في شمال “اليمن” بعد هدوء نسبي استمر لأشهر، حيث أبدت الأطراف المتحاربة اهتمامًا واضحًا بوقف تصعيد النزاع.

في تشرين ثان/نوفمبر 2019، قال مسؤول سعودي إن “الرياض” لديها “قناة مفتوحة” مع “الحوثيين”، بهدف إنهاء الحرب.

وبحسب ما ورد؛ كانت “الرياض” تأمل في تحقيق انتصار سريع؛ عندما قادت تدخلًا عسكريًا في “اليمن”، في عام 2015، لكنها غاصت في مستنقع كلفها مليارات الدولارات ودمر أفقر بلد في العالم العربي.

وعرض “الحوثيون” أيضًا وقف جميع الهجمات على “المملكة العربية السعودية”؛ كجزء من مبادرة سلام أوسع نطاقًا.

لكن يبدو أن تلك الجهود تتفكك، حيث يقول بعض المراقبين إن “الحوثيين” استخدموا فترات الهدوء مرارًا وتكرارًا لتعزيز قدراتهم العسكرية.

وتسبب تحطم المقاتلة، يوم الجمعة، في غارات جوية للتحالف في المنطقة، التي سقطت فيها المقاتلة، وكان يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها انتقام ضد “السعودية”. وقالت “الأمم المتحدة” أن واحدًا وثلاثين مدنيًا قُتلوا وأُصيب إثني عشر آخرون.

لكن بعض المحللين يقولون إن الضربات ربما كان لها دافع آخر.

وأفادت “فاسر”: “قرار تفجير موقع تحطم المقاتلة على الأرجح يضمن عدم تمكُن الحوثيين من التكنولوجيا وزيادة قدرتهم على استهداف طائرات التحالف بشكل أفضل مستقبلاً”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب