20 أبريل، 2024 3:07 ص
Search
Close this search box.

“ترامب” يُفسد انتخابات العراق .. رجال إيران خارج المشهد وإن فازوا بإكتساح !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتابات – بغداد :

ليس أنسب من ذاك الموعد الذي حدده الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، للإعلان عن موقفه من الاتفاق النووي الإيراني.. وصدق الرجل في تلميحاته ووعوده؛ إذ أعلن مبكرًا عن الميعاد الذي حدده في الثاني عشر من آيار/مايو 2018، بـ 4 أيام.. رسميًا إنسحابه من الاتفاق مع إيران في الـ 8 من آيار.. فما الذي عجل به لإعلان قراره.. ؟

الشواهد تتجه إلى محاولته الأكيدة التأثير على الانتخابات العراقية بإستباقه الموعد الذي حدده لتزامنه مع السباق الانتخابي هناك.. فإعلانه هذا إشارة واضحة للمكونات العراقية والعراقيين أن “أميركا”، البلد الأقوى في العالم، أضحت في عداء صريح مع “إيران”، البلد المُتحكم حاليًا في مقدرات العراق والذي يطمح في التمكين أكثر وأكثر من مفاصل الدولة العراقية عبر رجاله المخلصين ببلاد الرافديين.. !

تهديد لرجال إيران ورسالة طمأنة للحلفاء !

رسالة “ترامب” نزلت على رجال إيران في العراق كتهديد واضح، بينما نزلت على رافضي إيران في العراق بردًا وسلامًا.. فقد أطمئنوا أن هناك من رفع أيديه عن أي دعم، ولو غير مباشر، للسياسيين التابعين لطهران في بغداد..

انقلبت الطاولة ووقعت هزة سياسية كبيرة؛ ستظهر تبعاتها جليًا في الانتخابات العراقية، المقررة في الثاني عشر من آيار.. فـ”العراق” البلد المثقل بفاتورة، هي الأقسى نتيجة الحرب على (داعش)، يجد نفسه بعد خطاب “ترامب” في ظرف هو الأقصى على جميع من فيه وعلى رأسهم سياسيوه.

هناك من سيدفع ثمن التقارب مع إيران..

فكيف الحال الآن – يقول قائل – لمن إنبطح وكشف جميع أوراقه لصالح إيران وأهدافها في بلاد الرافدين، وقد أعلن رئيس أبرز بلد في العالم أن إيران باتت هدفًا غير مرضي عنه؛ ومعها من ينضم إليها أو يسير تحت عبائتها، بل زاد على ذلك بقوله إنه لن يسمح لإيران أن تهدد العالم بإمتلاك أخطر الأسلحة وهي التي ترعى الإرهاب ؟!

الجميع يتحسس الرقاب..

كلمات “ترامب” واضحة ذاهبة، دون أن تخطيء هدفها، إلى ميليشيات وفصائل تتبع مباشرة إيران كـ”حزب الله” في لبنان و”الحشد الشعبي” بفصائله المتنوعة في العراق، وهؤلاء من يملكون السلاح، فما بالنا بسياسيين عراقيين تعاونوا بإخلاص مع إيران ؟

الجميع في العراق الآن يتحسس الرقاب، الحسابات تغيرت.. ووجوه كـ”نوري المالكي” وغيره من رجال “الحشد الشعبي”؛ كـ “هادي العامري”، لن يكون لهم مكان..

تحركات عسكرية على خطوط المواجهة..

فضلًا عن إزاحة أي وجود لإيران في سوريا، فقد أعلنها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بالتزامن مع قرار “ترامب” بالإنسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، أن تل أبيب لن تسمح بأي وجود إيراني في سوريا، ما يعني أننا سنشهد تطورات عسكرية في المنطقة، وهو ما بات واضحًا من تحريك قطعات عسكرية ضخمة على طول الحدود الإسرائيلية مع “سوريا” و”لبنان”..

روسيا مشغولة ومن مصلحتها التضييق على إيران..

لقد إتخذ “ترامب” قراره في وقت تنشغل فيه “روسيا” بتنظيم كأس العالم على أراضيها في حزيران/يونيو 2018، الذي تخشى إفساده إذا ما قررت التدخل لصالح إيران، مستغلًا أطماع “روسيا” نفسها، التي تريد أن تحتفظ بما إكتسبته من سيطرة على حقول الغاز ومستخرجات “الفوسفات” السورية لعقود !

لكن رغم ذلك قال مجلس الدوما الروسي ردًا على قرار “ترامب”.. الآن لا مانع من منح إيران صواريخ (إس-400)؛ التي طالما اعترضت أميركا على تزويد إيران بها..

قائمة مطالب استفزازية..

فيما خرجت تسريبات عن البيت الأبيض تتحدث عن قائمة مطالب من “ترامب” لطهران، لا بد من تنفيذها فورًا، إذا ما رغبت إيران في الحصول على رضا أميركا؛ من بينها: وقف تمويل المنظمات الإرهابية بالمنطقة مثل “حماس” في غزة و”حزب الله” اللبنانى و”القاعدة” و”طالبان”، وعدم توجيه أى تهديد لإسرائيل إعلاميًا أو سياسيًا أو عسكريًا بالفناء من الوجود. وهي مطالب أشبه بمن يتربص بمن يفاوضه بوضع نقاط تعجيزية.

رائحة السعودية في بيان “ترامب” !

نقاط أخرى، شملتها التسريبات، تطالب إيران بالوقف الفوري للتصعيد الحربي في اليمن ووقف تمويل “الحوثيين” ووقف إطلاق الصواريخ (الباليستية) بإتجاه الدول المجاورة، والمقصود هنا الصواريخ التي تطلق على “السعودية”، وكأنها إشارة واضحة على حجم الإنفاق السعودي على “ترامب” كي ينفذ رغبات الأمير الطامح للسلطة، “محمد بن سلمان”، وأخيرًا وقف أي تهديد للملاحة البحرية العالمية بالبحر الأحمر والخليج العربي، وهي أيضًا نقطة تخرج منها رائحة التحالف العربي المقاطع لقطر، “السعودية، الإمارات، البحرين ومصر” !

إن حجة “ترامب”، التي أعلنها في خطابه قبل توقيع أقسى العقوبات على إيران، أنه لا يمكن أن يترك الاتفاق مع إيران وإلا وجد سباق تسلح جديد في الشرق الأوسط !

“حزب الله” اللبناني يجب ألا يتواجد في المشهد..

كما كان لابد من إتخاذ القرار بعد إتخاذ “حزب الله” اللبناني الأكثرية في البرلمان اللبناني؛ ونجاحه في الانتخابات اللبنانية وإستحواذه أكثر على الشارع اللبناني ومؤسساته..

عقوبات اقتصادية وحرب إلكترونية..

لكن المؤكد الآن أن إيران أضحت محاصرة بشدة.. تتوقع عقوبات اقتصادية.. تتوقع حربًا إلكترونية.. لكن كل المؤشرات تقول إن الإستهداف سيكون لمواقع وقوات إيرانية في “سوريا” وربما تطال “حزب الله” اللبناني إذا ما قرر التدخل..

انتخابات العراق بلا قيمة..

لكن تبقى الصدمة الأكبر في العراق، إذ أضحت الانتخابات الآن بلا قيمة إذًا، إن نتيجتها وإن أتت برجال إيران فإنهم حتمًا سيتغيرون أسرع مما يتوقعون !

فالفصائل العراقية المسلحة، التي تشكلت وتدربت مباشرة على يد إيران مثل حركة “النجباء”، ستصبح في وجه المدفع إذا كان لها تواجد في “سوريا” أو حاولت استهداف مصالح أميركا هناك أو تهديد أمن إسرائيل؛ وربما حتى إذا حاولت فرض كلمتها على العراقيين أنفسهم هي أو غيرها من الميليشيات !

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب