16 ديسمبر، 2024 8:44 ص

“ترامب” ينفي و”إردوغان” يؤكد .. تركيا قدمت “البغدادي” قربان لأميركا لشطب العقوبات عنها !

“ترامب” ينفي و”إردوغان” يؤكد .. تركيا قدمت “البغدادي” قربان لأميركا لشطب العقوبات عنها !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

رغم نفي الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، لمشاركة “تركيا” في عملية مقتل زعيم تنظيم (داعش) الإرهابي، “أبوبكر البغدادي”، متطرقًا إلى استخدام الأجواء التركية فقط في تنفيذ العملية، إلا أن الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، يحاول إقحام نفسه ليثبت للعالم بأن “تركيا” كان لها دورًا في العملية؛ وأنها جاءت بتنسيق مكثف مع “أميركا”، وهو ما جعل أيضًا “قوات سوريا الديمقراطية” تصرح بعد صلة “تركيا” بالعملية؛ وتأكيدها على أن “إردوغان” داعم للإرهاب وليس قاضيًا عليه.

ولم يتوقف الأمر عند ذلك، فقد إنهالت التقارير الإعلامية لتؤكد صلة “تركيا”، بـ”البغدادي”، وحمايتها له بل وتسهيل انتقالاته.

قُتل في منطقة خاضعة للمخابرات التركية..

فبدورها؛ أشارت صحيفة (العرب) اللندنية، إلى أن مقتل “البغدادي”، في “إدلب”، أثار التساؤلات عن وجوده في منطقة خاضعة للمخابرات التركية، التي تنسق بشكل وثيق مع التنظيمات الموالية لها على الأرض، وفي مقدمتها “الجيش الحر” و”فتح الشام”، (جبهة النصرة)، سابقًا.

ولم يستبعد مراقبون، وفقًا للصحيفة، وجود صفقة (أميركية-تركية) لتسليم “البغدادي”، مقابل انسحاب القوات الأميركية من الشمال السوري، ما سمح للجيش التركي بالتوغل في المنطقة، على حساب الأكراد، حلفاء “واشنطن” السابقين في محاربة (داعش).

ما دور تركيا في محاربة المتشددين ؟

من جهته؛ قال مسؤول أميركي سابق، أمس، إن العملية العسكرية التي أدت إلى مقتل زعيم تنظيم (داعش) الإرهابي، “أبوبكر البغدادي”، تظهر حجم ما خسرته “الولايات المتحدة” بسبب قرار الانسحاب من “سوريا”، كما تطرح سؤالًا بشأن دور “تركيا” في محاربة المتشددين.

وكتب “بريت ماكغورك”، وهو مبعوث “الولايات المتحدة” سابقًا إلى “التحالف الدولي” لمحاربة (داعش)، في مقال بصحيفة (واشنطن بوست)؛ إن في عملية مقتل “البغدادي” تسائل دور “تركيا”، التي يفترض أنها حليف لـ”واشنطن”، في إطار “حلف شمالي الأطلسي”، لا سيما أن زعيم (داعش) لقي مصرعه في محافظة “إدلب”، وهي معقل لـ”أنقرة”، وأقيمت فيها عدة نقاط تابعة للجيش التركي، على بُعد أميال قليلة فقط من الحدود مع “تركيا”، منذ وقت مبكر من عام 2018.

وأورد الكاتب أن “الولايات المتحدة” أختارت أن تنطلق عملياتها ضد زعيم (داعش) من “العراق”، أي من بلد يبعد بمئات الكيلومترات عن “إدلب”، فيما كان ممكنًا أن تستعين “واشنطن” بمنشآت “تركيا” القريبة “أما إخبار تركيا بالعملية فجرى قبل وقت قصير من التنفيذ، أي الوقت نفسه الذي شهد إخطار دولتين تدخلان ضمن خانة الخصوم وهما روسيا وسوريا، فيما يفترض أن تكون تركيا بين الحلفاء”.

وأضاف أن محافظة “إدلب” صارت “جنة” لما يقارب 40 ألف إرهابي، دخلوا إلى “سوريا” عن طريق “تركيا”، خلال النزاع، وهذه المنطقة في شمال غربي “سوريا”، تخضع اليوم لسيطرة ذراع تنظيم (القاعدة)؛ الذي يتحرك في وئام كبير مع جماعات مدعومة من “أنقرة”، “واليوم نعرف أن هذه المنطقة تحولت إلى ملجأ يستضيف أكثر إرهابي مطلوب على مستوى العالم”.

مساومة بين تركيا وأميركا..

كما اتفق معه، الدكتور “حسن هاشميان”، المحلل السياسي من “واشنطن”، قائلًا إن هناك مساومة حدثت بين “تركيا” و”الولايات المتحدة” حول مقتل زعيم تنظيم (داعش)، “أبوبكر البغدادي”، وفي هذا الإطار، قدمت “أنقرة”، “البغدادي”، لـ”الولايات المتحدة”.

وأوضح أن هناك خلايا نائمة تابعه لتنظيم (داعش)، وكان وجود الزعيم مهم من الناحية التنظيمية، وفي ظل غياب “البغدادي”، سنشهد تحركات هذه الخلايا، ولكن ليست بالقوة السابقة، مضيفًا أن “إيران” مستاءة من مقتل “البغدادي” بعد أن سيطرت على مناطق بـ”العراق وسوريا ولبنان” عبر ذريعة (داعش).

إبتزاز أميركي لوقف العقوبات..

العميد “خالد عكاشة”، الخبير الأمني ورئيس مركز “الفكر” للدراسات الإستراتيجية، قال إن “أميركا” إبتزت “تركيا”، وطلبت منها معلومات حول زعيم تنظيم (داعش) الإرهابي، “أبوبكر البغدادي”، مقابل إيقاف سيل العقوبات المقررة من “الكونغرس” الأميركي على “أنقرة”؛ بسبب عدوانها الأخير على “سوريا”.

وأوضح أن “إردوغان” لم يكن ليهدأ، إلا بتسليم، “أبوبكر البغدادي”، في منطقة لا تبعد عن الحدود التركية سوى بـ 5 كيلومتر، متوقعًا أن تكون “تركيا” قد إستدرجت “البغدادي” في هذه المنطقة، لقتله.

وتوقع “عكاشة” وجود صفقة متكاملة الأركان بين “الولايات المتحدة” والاستخبارات التركية؛ حول هذا الشأن، مشددًا على أن “أميركا” لم تكن لتصل إلى رقبة “البغدادي”، دون التعاون مع المخابرات التركية.

وتطرق للحديث عن تجاهل دور “تركيا”، وسيطرتها على المنطقة التي قُتل فيها “البغدادي”، مشيرًا إلى أن هذا التجاهل يؤكد الشكوك بشأن عقد صفقة بين الاستخبارات التركية والسلطات الأميركية.

وأشار إلى أن مقتل زعيم (داعش) يعمق من أزمة التنظيم؛ والذي سيدخل في دوامة سيعاني منها فترة ليست بالقصيرة، خاصة وأنه يعاني أيضًا من فترة إنكسار منذ هزيمته في معركة “الباغوز”، شمال “سوريا”، وتركه لآخر قرية يسيطر عليها، بعدما كان يهيمن على 6 محافظات، “3 في سوريا ومثلهم في العراق”، في ذروة سلطته.

ليس لها علاقة بالعملية..

فيما أكد الدكتور “محمد العبد”، الباحث والمحلل السياسي السوري، أن “تركيا” لم تشارك في عملية مقتل “أبوبكر البغدادي”، زعيم تنظيم (داعش) الإرهابي؛ خوفًا من تسرب المعلومات إلى “البغدادي”، مشددًا على أن “تركيا” ليس لها علاقة بالعملية بنسبة 100%.

وأوضح “العبد” أن الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، وجه الشكر للرئيس التركي، “إردوغان”؛ لأنه لم يستخدم الدفاعات التركية ضد الطيران الأميركي الذي قام بالعملية.

وتابع: “حصلنا على المعلومات عن البغدادي بعد عملية باغوز”، معلقًا: “قضينا على رأس تنظيم الأفعى، ولكن يوجد بسوريا 70 ألف إرهابي تابعين لتنظيم (داعش)”، لافتًا إلى أن المكان الذي قُتل فيه “البغدادي” كان يبعد كيلومتر عن نقطة تتبع لـ”تركيا”.

عناصر “داعش” المسجونة هي من دلت على مكان “البغدادي”..

كما أكد “حكمت حبيب”، نائب رئيس الهيئة التنفيذية لـ”مجلس سوريا الديمقراطية”، أن استهداف زعيم تنظيم (داعش)، “أبوبكر البغدادي”، في شمال “إدلب”؛ جاء بعد معلومات وردت من عناصر (داعش) التي تتواجد في السجون السورية لدى “قوات سوريا الديمقراطية”.

وأضاف “حبيب”؛ أن عناصر “قوات سوريا الديمقراطية” هم المقاتلين الأساسيين في محاربة الإرهاب وتنظيم (داعش) في الأراضي السورية.

وتابع: “المقاتلين الأكراد كانوا على تواصل دائم مع المخابرات الأميركية من أجل رصد تحركات، أبوبكر البغدادي، فهناك تعاون إستراتيجي بين قوات سوريا الديمقراطية وواشنطن في مكافحة الإرهاب”.

وقال: “نجاح قوات سوريا الديمقراطية في القضاء على البغدادي؛ يؤكد أنها تحارب الإرهاب وأن من يرعى الإرهاب هي تركيا”.

وأضاف: “أننا لم نتحالف مع الولايات المتحدة من أجل مشروع سياسي، لكن الهدف محاربة الإرهاب، بالرغم من انسحاب القوات الأميركية سمح للتوغل التركي في الأراضي السورية”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة