26 أبريل، 2024 11:59 ص
Search
Close this search box.

“ترامب” يلعب بالنار .. إلغاء معاهدة التسليح مع “موسكو” سيفجر سباق تسلح جديد يهدد العالم !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

رغم شهرته بالتهور؛ إلا أنه معروف عنه أن كل ما يقوله يفعله، وفي خطواته نحو تغيير كل ما هو قائم، وفي خطوة من خطوات “الحرب الباردة” بين “أميركا” و”روسيا”، قال الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، إنه سينسحب من “معاهدة السلاح النووي”؛ الموقعة مع “روسيا”، منذ عام 1987.

وأعلن “ترامب”، السبت 20 تشرين أول/أكتوبر 2018، أن بلاده ستنسحب من “معاهدة الأسلحة النووية”؛ الموقعة مع “روسيا”، بسبب إنتهاك الأخيرة لها، حسب وصفه.

(أسوشيتد برس)؛ نقلت عن “ترامب” قوله إنه سينسحب من اتفاقية “القوى النووية متوسطة المدى” بسبب “إنتهاك روسيا لها”، على حد قوله.

وكان مدير إدارة شؤون عدم الانتشار والرقابة على الأسلحة بوزارة الخارجية الروسية، “فلاديمير يرماكوف”، قد قال في 10 تشرين أول/أكتوبر الجاري، إن قيام “الولايات المتحدة” بنشر منصات إطلاق طراز (إم-ك 41) على أراضي “رومانيا” و”بولندا”؛ يتعارض مع اتفاقيات التخلص من الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى.

ولفت إلى أن هناك تساؤلات جدية بشأن أعمال زملائنا الأميركيين التي تتعارض مع اتفاقيات الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى، بما في ذلك نشر منصات إطلاق متعددة الاستخدام، (إم-ك 41)، على أراضي “رومانيا” و”بولندا”.

خطوة خطيرة وإبتزاز لـ”روسيا”..

من جانبها؛ ردت “روسيا” رسميًا على خطوة الانسحاب الأميركي، معتبرًا نائب وزير الخارجية الروسي أن الانسحاب الأميركي، الذي أعلن عنه “ترامب” من المعاهدة النووية التي تم توقيعها خلال الحرب الباردة، “خطوة خطيرة”.

وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي، “سيرغي ريابكوف”، أن “روسيا” تدين خطط “الولايات المتحدة” للانسحاب من معاهدة عمرها أكثر من 30 عامًا مع “روسيا” تحظر مجموعة كبيرة من الأسلحة النووية، واعتبر أن هذا إبتزاز يهدف إلى تحقيق تنازلات من جانب “روسيا” في مجال الاستقرار الإستراتيجي.

ونقل موقع (روسيا اليوم)، عن “ريابكوف” القول، تعليقًا على الخطط الأميركية للانسحاب من معاهدة إزالة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى: “نعبر عن قلقنا وإدانتنا للمحاولات الأميركية الجديدة الهادفة إلى الحصول على تنازلات من روسيا في مجال الأمن الدولي والاستقرار الإستراتيجي عن طريق الإبتزاز، وقلنا أكثر من مرة إنه ليس لدى الولايات المتحدة أي أسس للقول إن روسيا تنتهك هذه المعاهدة”.

وأضاف: “لم تتمكن الولايات المتحدة، منذ سنوات طويلة، من تأكيد اتهاماتها الملفقة بتقديم تفسيرات واضحة حول أسباب ذلك، وعلى ما يبدو فإن وجود المعاهدة حول إزالة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى يعرقل النية الأميركية لتحقيق سيطرتها الكاملة في المجال العسكري”.

الرد سيكون بالمثل..

واعتبر “الكرملين” الروسي أن الانسحاب الأميركي من المعاهدة النووية “سيجعل العالم أكثر خطرًا”، مؤكدًا على أن “أميركا” نفسها تخالف “معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى”.

وقال المتحدث باسم الكرملين، “ديمتري بيسكوف”، للصحافيين؛ إن “روسيا” ستضطر لإتخاذ إجراءات لإستعادة توازن القوة النووية في حال انسحاب “أميركا” من المعاهدة، مشيرًا إلى أن روسيا “لن تكون البادئة في مهاجمة أحد”.

وأضاف “بيسكوف” أن “روسيا” ستضطر للرد بالمثل؛ إذا بدأت “الولايات المتحدة” تطوير صواريخ جديدة بعد الانسحاب من “معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى” التي تعود لحقبة “الحرب الباردة”.

استعداد روسي لتمديد المعاهدة..

يأتي ذلك؛ فيما قال وزير الخارجية الروسي، “سيرغي لافروف”، إن “موسكو” تتوقع من “واشنطن” أن تقدم تفسيرًا لإعتزامها الانسحاب من معاهدة تاريخية تعود لحقبة “الحرب الباردة”؛ وتقضي بإزالة الصواريخ النووية من أوروبا.

وأعلن “لافروف” أن “روسيا” مستعدة لتمديد “معاهدة ستارت”، الخاصة بالصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى مع “الولايات المتحدة”.

وقال “لافروف”: “نحن مستعدون للحوار مع واشنطن بشأن هذه المسألة؛ وسنقوم بما يلزم لذلك، خصوصًا مع وصول بولتون إلى موسكو، حيث سيتسنى لنا الحديث عن ذلك”.

وأكد الوزير الروسي على أن “موسكو” ستحدد موقفها من الاتفاقية بعد حصولها على معلومات رسمية من “واشنطن”.

في الوقت نفسه؛ بحث أمين مجلس الأمن الروسي، “نيقولاي باتروشيف”، مع المستشار الأميركي للأمن القومي، “جون بولتون”، المعاهدة الروسية الأميركية حول الصواريخ، و”سوريا وإيران وكوريا الشمالية” ومحاربة الإرهاب.

وقال “مجلس الأمن الروسي” إن اللقاء تناول قضايا الأمن الدولي والتعاون بين “موسكو” و”واشنطن” في هذا المجال.

تستهدف نقل الأسلحة الأميركية إلى حدود روسيا والصين..

فيما قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي، “قنسطنطين كوساشيف”، إن خطط “الولايات المتحدة” للانسحاب من “معاهدة القوى النووية متوسطة المدى” تهدف إلى نقل الأسلحة الأميركية إلى حدود “روسيا” و”الصين”.

وذكر “كوساشيف” أن تدمير المعاهدة النووية يهدف إلى نقل الأسلحة الأميركية لأراضي العدو المحتمل من وجهة النظر الأميركية؛ وهو “روسيا” في المقام الأول وتليها “الصين”.

وشدد البرلماني الروسي على ضرورة أن ترد “موسكو” على خطوات محددة تتخذها “واشنطن” بعد الخروج من المعاهدة، وليس عملية الانسحاب نفسها.

ورأى “كوساشيف” أن “الولايات المتحدة” تستعد للانسحاب من المعاهدة منذ عام 2014، مشيرًا إلى أن مزاعم “الولايات المتحدة” بالإنتهاكات الروسية للمعاهدة بالتأكيد غير موجودة.

وأضاف أن “الولايات المتحدة” تواصل تلك الألعاب؛ لأن الهدف الأساس لها ليس كشف الإنتهاكات الروسية وإلزام “روسيا” بالمعاهدة، وإنما تدمير الاتفاق باستخدام حجج مفتعلة.

عالم أحادي القطب..

واعتبرت “روسيا”، في وقت سابق، على لسان مصدر في وزارة الخارجية، أن الولايات المتحدة “تحلُم” بأن تكون القوة الوحيدة المهيمنة على العالم بقرارها الانسحاب من المعاهدة.

وقال المصدر، بحسب ما نقلت عنه وكالة (ريا نوفوستي) الحكومية؛ إن “الدافع الرئيس هو الحلم بعالم أحادي القطب. هل سيتحقق ذلك ؟.. كلا”.

وأكد المصدر أن واشنطن “إقتربت من هذه الخطوة على مدار سنوات عديدة من خلال تدميرها أسس الاتفاق بخطوات متعمدة ومتأنية”.

ونقلت (فرانس برس)، عن المصدر الروسي، أن “هذا القرار يندرج في إطار السياسة الأميركية الرامية للانسحاب من هذه الاتفاقيات القانونية الدولية التي تضع مسؤوليات متساوية عليها وعلى شركائها وتقوض مفهومها الخاص لوضعها الإستثنائي”.

تحافظ على توازنات القوة..

من جانبها؛ دعت “الصين”، الولايات المتحدة الأميركية، إلى إعادة التفكير في قرار الانسحاب من “معاهدة القوات النووية متوسطة المدى”، (آي. إن. إف)، واصفةً قرار “واشنطن” في الانسحاب من المعاهدة من جانب واحد “بالخاطيء”.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، “هوا تشون يينغ”، أن “هذه الاتفاقية مهمة، وتم توقيعها بين الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفياتي السابق، إبان فترة الحرب الباردة بين الجانبين، وأنها تسهم فى الحفاظ على توازنات إستراتيجية في القوة”، وتابعت: “نؤكد أن الانسحاب الأميركي بشكل أحادي خاطيء وسيكون له آثار سلبية كثيرة، وأن الخطأ الأكبر هو ربط سبب هذا الانسحاب بالصين”.

وأعربت “يينغ” عن أمل “بكين” أن تعيد “واشنطن” التفكير قبل إتخاذ قرار نهائي حيال هذا الأمر، متمنية أن تسعى لحل أي قضايا عبر الحوار والتشاور.

فيما ذكر “شتيفن زايبرت”، المتحدث باسم الحكومة الألمانية، أن الحكومة تأسف لقرار “ترامب”، قائلاً أنه: “يتعين على شركاء حلف شمال الأطلسي الآن التشاور بشأن عواقب القرار الأميركي”.

توقيع المعاهدة.. وأهدافها..

يذكر أن معاهدة الحد من الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى، “معاهدة القوات النووية المتوسطة”، (آي. إن. إف)، تمَّ التوقيع عليها بين كل من “الولايات المتحدة الأميركية” و”الاتحاد السوفياتي”، في العام 1987، ووقعت المعاهدة في “واشنطن” من قِبل الرئيس الأميركي، “رونالد ريغان”، والزعيم السوفياتي، “ميخائيل غورباتشوف”، وتعهد الطرفان بعدم صنع أو تجريب أو نشر أي صواريخ (باليستية) أو مجنحة أو متوسطة، وبتدمير كافة منظومات الصواريخ؛ التي يتراوح مداها المتوسط ما بين 1000 – 5500 كيلومتر، ومداها القصير ما بين 500 – 1000 كيلومتر.

وبحلول آيار/مايو 1991، تم تنفيذ المعاهدة بشكل كامل، حيث دمر “الاتحاد السوفياتي”، 1792 صاروخًا باليستيًا ومجنحًا تطلق من الأرض، في حين دمرت “الولايات المتحدة الأميركية”، 859 صاروخًا.

وتجدر الإشارة إلى أن المعاهدة غير محددة المدة، ومع ذلك يحق لكل طرف في المعاهدة فسخها بعد تقديم أدلة مقنعة تثبت ضرورة الخروج منها.

ومن حين إلى آخر تتبادل “روسيا” و”الولايات المتحدة الأميركية” الاتهامات بإنتهاك المعاهدة المذكورة، حيث تتحدث “الولايات المتحدة” عن تطوير في “روسيا” فئة جديدة من الأسلحة وتخصص الأموال لتطوير الأسلحة المضادة، أما “روسيا” فتعترض على تطوير “أميركا” طائرات بدون طيار الهجومية ونقل منصات إطلاق المسموح بها من نوع (إم كي-41) من السفن إلى البر، كما حدث في “رومانيا” و”بولندا”.

ومن كثرة انسحابات “ترامب” من المعاهدات الدولية يبدو أنه ينسلخ من حقبة سلفه، “باراك أوباما”، حيث أعلن انسحابه سابقًا من “الاتفاق النووي” المبرم مع “إيران”، عام 2015، وأيضًا “معاهدة باريس للمناخ” التي وقعتها 195 دولة في العام ذاته.

وأجبرت المعاهدة، أو هكذا يفترض، الطرفين على سحب أكثر من 2600 صاروخًا نوويًا تقليديًا، من الأنواع القصيرة ومتوسطة المدى.

الانسحاب لا يعني اندلاع حرب..

ويرى البعض أن الانسحاب من الاتفاق؛ لا يعني بالضرورة اندلاع حرب نووية بين الشرق والغرب، لكن قرار “ترامب” أثار مخاوف من تسارع السباق المحموم الرامي إلى تطوير وإنتاج الأسلحة النووية، لدى كلا المعسكرين، فضلاً عن حلفاء “واشنطن” و”موسكو”.

هذا؛ بالإضافة إلى أنه قد يكون للانسحاب من هذه المعاهدة تبعات ضخمة على السياسة الدفاعية الأميركية في آسيا، وتحديدًا تجاه “الصين”، منافستها الإستراتيجية الرئيسة التي يخوص “ترامب” معها حربًا تجارية.

سباق تسليح جديد..

الكاتب والمحلل السياسي، “أندريه أونتيكوف”، يقول أنه دون شك، أود أن أشير إلى أن من يخرق هذه المعاهدة هي “الولايات المتحدة الأميركية” نفسها، حيث أنها تنشر منظومة الدرع الصاروخية في “رومانيا” و”بولندا”، وبالتالي يمكن تزويد هذه المنظومات الدفاعية بصواريخ (توماهوك) الهجومية، وهذه الصواريخ يمكن أن تحمل القاذفات النووية. لذلك، فـ”الولايات المتحدة” هي التي تخرق هذه المعاهدة، و”روسيا” أشارت إلى ذلك مرارًا وتكرارًا، أما ما يخص انسحاب “ترامب” من هذه المعاهدة، كانت هذه خطوة متوقعة سبق أن أشار إلى ذلك عدد من المسؤولين الروس.

ويشير “أونتيكوف” إلى أنه لا يوجد شيء إيجابي من هذه الخطوة الأميركية، ويمكن أن تسبب تداعيات كارثية، حيث سنشاهد سباق تسلح جديد، وتطوير للصواريخ الجديدة، وبالتالي تشكل خطرًا كبيرًا على السلم والأمن العالميين، ونحن بحاجة إلى تنسيق خطواتنا مع “الولايات المتحدة” في المستقبل لمنع نشوء أي خطر في العالم.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب