24 أبريل، 2024 10:38 ص
Search
Close this search box.

“ترامب” يخدع “كيم” .. تفاهمات مؤقتة لتحرير جواسيس واشنطن والتفرغ لـ”إيران” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص – كتابات :

فعلها الرجل إذًا ونجح في إبعاد “كوريا الشمالية” عن منطقة العداء مع “الولايات المتحدة”؛ كي يضمن عدم مفاجأتها له إذا ما قرر استهداف “إيران” في مرحلة أخرى تأتي لاحقًا.. فالرجل الآن يصب اهتمامه في كيفية التخلص من “إيران”، أو بصيغة أكثر دقة، مهمته الأولى إبعاد شبح أي تطوير للقدرات الصاروخية أو النووية الإيرانية عن منطقة الشرق الأوسط والإطاحة بالحكم الذي يرى فيه حكمًا عقائديًا متشددًا يهدد أمن ومصالح “الولايات المتحدة”..

تفكيك تحالفات وتحرير المتعاونين !

هي مرحلة تفكيك تحالفات الأعداء كي يسهل إصطياد الفريسة المراد الإيقاع بها، وهو منطق صياد يجيده الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، فضلاً عن إجادته عقد الصفقات وإبتزاز الضعفاء، وهنا صفقته تشمل بالأساس إطلاق سراح وتحرير من قدموا خدمات جليلة ويملكون معلومات هامة لأميركا !

اتفاق هائل..

فبعد أشهر من التراشق بين الرئيس الأميركي ونظيره الكوري الشمالي، اجتمع “ترامب” و”كيم جونغ-أون” للمرة الأولى في “سنغافورة”، في لقاء تاريخي واتفاق مشترك نتج عنه ما وصفه ترامب بـ”الهائل”.

فالاتفاق، أو الوثيقة المشتركة تضمنت 4 بنود وقع عليها “ترامب” و”كيم”، إذ تعهدا بإقامة علاقات جديدة من أجل السلام والإزدهار ورغبة شعبي البلدين في السلام.

سلام دائم..

ونص كذلك على أن تضم “الولايات المتحدة” و”كوريا الشمالية” جهودهما لإقامة نظام سلام دائم ومستتب في شبه الجزيرة الكورية.

وتلتزم “كوريا الشمالية” – بحسب الاتفاق – بالعمل من أجل نزع السلاح النووي بالكامل من شبه الجزيرة الكورية، كما تلتزم “الولايات المتحدة” و”كوريا الشمالية” بإعادة رفات أسرى الحرب والمفقودين في العمليات العسكرية.

تفتقر إلى التفاصيل..

رغم ذلك فإن كثيرًا من المراقبين رأوا أن الوثيقة إفتقرت إلى التفاصيل، خاصة بشأن كيفية إنجاز عملية نزع الأسلحة النووية، لكن “ترامب” أضاف في مؤتمر صحافي لاحقًا أن “كيم” وافق على آلية للتحقق من نزع الأسحلة النووية؛ وهو مطلب أميركي رئيس قبيل القمة، وعلينا أن ننتبه هنا إلى أنه ذات المطلب الذي يأتي في مرحلة سابقة على استهداف تلك “الديكتاتوريات” التي تمارس عملاً ترفضه واشنطن.

“ترامب” يستدرج “كيم”.. سنوقف المناورات الإستفزازية..

“ترامب” لفت إلى أن “الولايات المتحدة” ستعلق مناوراتها العسكرية مع “كوريا الجنوبية”، ووصفها هنا بالإستفزازية، الأمر الذي اعتبره البعض تنازلاً؛ خاصة وأنه استخدم نفس الوصف الذي تستخدمه “بيونغ يانغ” عندما تعلق على تصريحات “ترامب”، بينما رآه آخرون إستدراجًا لـ”بيونغ يانغ” !

إذ كيف تفتح صفحة جديدة من التفاهمات، ولا يزال الحديث حول العقوبات المفروضة على “كوريا الشمالية” كما هو، فـ”ترامب” قال إنها ستظل كما هي مسمرة في الوقت الحالي، وفي الوقت نفسه تعهدت “واشنطن” بأنها ستوفر ضمانات أمنية لـ”بيونغ يانغ” !

مصافحة غير تقليدية.. أوقعت بك !

وبعيدًا عن الجانب السياسي للقمة “الأميركية-الكورية الشمالية”، فإن هناك جوانب أخرى أقل جدية، لكنها تحمل عدة دلالات !

وهنا نتحدث عن المصافحة بين “ترامب” و”كيم”، والتي لم تكن أبدًا مصافحة عادية، فتحت أنظار العالم اقترب العدوان السابقان من بعضهما البعض لمصافحة ودية استمرت لنحو 12 ثانية؛ وضع “ترامب” يده اليسرى على “مرفق”، “كيم”، الأيمن وكأنه يقول له بلغة المصارعة، التي يجيدها “ترامب” جيدًا، أنه “أوقع به”، (I got you)، وإن بدت في ظاهرها نوعًا من الترحيب المبالغ فيه !

هي لقطات بروتوكولية سريعة؛ ثم بعض الصور الجادة للصحافيين، ثم العودة للإبتسامات مرة أخرى، ليحين بعدها موعد النقاش الجاد..

إبتسامة “كيم” تكشف ما يفكر فيه..

فكان من الواضح أمام المتابعين حول العالم أن كلاً من “ترامب” و”كيم” أرادا عكس صورة من الثقة والسيطرة على الموقف !

خبراء في لغة الجسد قالوا إن أحد الأطراف بدا أكثر إرتياحًا، فتعبير “كيم” عندما نظر إلى “ترامب” للمرة الأولى كان فمه مفتوح بعض الشيء وكأنه يقول لنفسه “رائع لقد نجحت”، وهو في البداية كان أكثر إسترخاءًا من “ترامب” لأن مهما كانت النتيجة فقد فازت “كوريا الشمالية” دون أي تنازلات؛ على حسب ما يظن هو !

“ترامب” مُتردد يخفي حقيقة تفاهماته..

أما “ترامب” فللوهلة الأولى تشعر بتقييد في لغة جسده.. هناك تردد لأن هذه مغامرة بالنسبة له.. فهو يراهن على قدراته على كبح جماح “كوريا الشمالية”، مثلما يفعل ولي أمر بطفل مشاغب، وربما يعلم جيدًا أن ما فعله في “سنغافورة” لن يصل في النهاية إلى سلام دائم مع “كوريا الشمالية” !

سيارة المهام الخاصة..

بعيدًا عن مباحثاتهم وأثناء تجولهم؛ أخذ “ترامب”، “كيم”، لرؤية سيارته الشهيرة التي تعرف بـ”الوحش”، وهي سيارة مصفحة مخصصة للرئيس الأميركي فقط وتسافر معه أينما كان، وكأنه يقول لنظيره الكوري الشمالي إن بلاده متطورة للغاية في صناعات كثيرة وإنه ربما يرسل له سيارة مثلها، وهنا لو قبل “كيم” فإن اختراقًا كبيرًا تكون قد حققته الاستخبارات الأميركية برصد مواقع يصعب رصدها بالأقمار الصناعية تتعلق بتحركات وأحاديث الزعيم الكوري الشمالي !

لكن على الجانب الآخر؛ كيف استقبل الكورويون أنباء اللقاء بين “كيم” و”ترامب”، استقبله التليفزيون الرسمي لكوريا الشمالية بإذاعة برنامج كرتون للأطفال وكأن الأمر لا يعني الدولة “الكورية الشمالية”، في إشارة واضحة إلى تجاهل الحدث من قبل إعلام الدولة وفق الأوامر الصادرة من المسؤولين هناك.

وما أدهش المتابعين في ختام القمة، هو عقد “ترامب” لمؤتمر صحافي مطول تحدث فيه عن ما تم التوصل إليه وبعض الخطوات المستقبلية، لكنه في الوقت نفسه صرح ببعض التصريحات التي اعتبرها البعض تصريحات غريبة ويصعب نسيانها؛ وربما لها دلالات لم يأت وقتها بعد.. !

بيت القصيد.. سجناء أميركا هناك..

إذ قال صراحة: إنه يعتقد أن سجناء “كوريا الشمالية” من أكثر الرابحين اليوم، وهو هنا كأنه يتحدث عن أن أهم أولوياته لم يكن “نووي كوريا الشمالية” بقدر أهمية أشخاص بعينهم ربما قدموا خدمات معلوماتية تحتاج إليها واشنطن وأجهزة الاستخبارات الأميركية بمجرد إعادتهم لأميركا !

إن حديث “ترامب” تطرق إلى إمكانية التراجع عن موقفه؛ وربما إلغاء هذا التقارب المفاجيء مع كوريا الشمالية في مرحلة ما، إذ قال فجأة إنه قد يعترف بخطئه بعد أشهر، ثم تدارك كلماته بقوله “لا لن أفعل سأجد عذرًا ما” !

بعض المهمات تحتاج إلى الإنجاز..

فهل يؤشر ما ذكره “ترامب” إلى إمكانية الخروج من ذاك التقارب التاريخي مع “كوريا الشمالية” في وقت بعينه، بمجرد الحصول على بنك أهداف ومعرفة ثغرات عن مواقع النووي في كوريا الشمالية، فضلاً عن إنجاز مهمة إطلاق سراح من يتمتعون بأهمية كبرى عند الأميركيين وفي الوقت نفسه التفرغ لمهمة عسكرية أخرى قد تتجه إليها واشنطن في الشرق الأوسط في مواجهة “إيران” وأذرعها العسكرية بالمنطقة ؟!

ذات السيناريو.. اتفاق لتحرير المتعاونين إلى حين..

فالرجل يبدو أنه ينتهج ذاك المخطط الذي سار عليه من سبقوه في البيت الأبيض عندما أنجزوا اتفاقًا نوويًا مع “إيران” مقابل إطلاق سراح من اعتقلتهم طهران؛ وبعدها عاد هو ليخرق ذلك الاتفاق.

3 شخصيات تحرك لأجلهم “ترامب”..

واليوم يفعلها مع “كوريا الشمالية”، إذ إن هناك 3 شخصيات من أصحاب الخبرات التقنية والتكنولوجية والاقتصادية كانوا يعملون لصالح أميركا في كوريا الشمالية ويمتلكون أدق تفاصيل تكنولوجيا “بيونغ يانغ”، وهم: “كيم دونغ شول”؛ الذي اعتقل في تشرين أول/أكتوبر 2015، وحُكم عليه بالسجن 10 أعوام في معسكر العمل القسري، بتهمة التجسس وإهانة البلاد.

وقبل شهر من محاكمته؛ قالت تقارير إعلامية إنه إعتذر عن محاولته لسرقة أسرار عسكرية وتقديمها لـ”كوريا الجنوبية”.

فضلاً عن “توني كيم”، الذي ضُبط في مطار “بيونغ يانغ” في نيسان/أبريل 2017، قبل مغادرته البلاد، واتهمته السلطات الكورية الشمالية بإرتكاب جرائم عنف، وهو الذي عمل لأشهر في جامعة “بيونغ يانغ” للعلوم والتكنولوجيا.

وأخيرًا “كيم هاغ سونغ”، المتهم بإرتكاب جرائم عنف في آيار/مايو 2017، وكان يعمل في مجال التطوير الزراعي في جامعة “بيونغ يانغ” للعلوم والتكنولوجيا.

وهو من أصول كورية، وولد في الصين، ودرس في كاليفورنيا، وأصبح مواطنًا أميركيًا في الألفينيات، لكن بعدها خرجت تقارير تتحدث عن عدم نسيانه أصوله، لذلك قرر السفر إلى كوريا الشمالية لمساعدة مواطنيه، حسب ما قاله صديقه “ديفيد كيم” لشبكة (سي. إن. إن) الأميركية وقتها وهي ذات الحجة التي تقال في أغلب أعمال إرسال الجواسيس للدول المعادية أو تلك الدول التي يراد اختراقها بشكل مباشر للوصول إلى أعلى المناصب !

ويبدو أن هذا هو الكنز الإستراتيجي الذي تحرك بسببه “ترامب” سريعًا، بعدها لا أحد يعلم ربما يحنث في فترة ما بالتفاهمات مع “كوريا الشمالية” كما إعتاد أن يتراجع كثيرًا عن مواقف إتخذها..

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب