23 ديسمبر، 2024 12:18 ص

“ترامب” يحيد عن هدف السلام .. مبعوثي سلام سابقين يحددون معايير نجاح “صفقة القرن” !

“ترامب” يحيد عن هدف السلام .. مبعوثي سلام سابقين يحددون معايير نجاح “صفقة القرن” !

خاص : ترجمة – لميس السيد :

يُثير التوقيت الذي اختاره الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، لاستعراض خطته على رئيس الوزراء الإسرائيلي، “بينيامين نتانياهو”، الشكوك العميقة بسبب ما يواجهه كلًا من الزعيمين من توترات وأخطار تُهدد حكمهما في الداخل، حيث أن الرئيس “ترامب” يواجه محاكمة قد تفضي إلى عزله أو على الأقل حرمانه من الترشح مجددًا؛ بينما يواجه “نتانياهو” تُهم على خلفية قضايا فساد.

وقد أعلن عن تفاصيل خطة السلام، أو ما يسميه “ترامب”، بـ”صفقة القرن”، يوم الثلاثاء الماضي.

في إطار ذلك؛ أعد مبعوثين سابقين لمفاوضات السلام “الفلسطينية-الإسرائيلية”، وهما: “إيلان غولدنبرغ” و”عمرو هادي”، تقريرًا بمجلة (فورين بوليسي) الأميركية يعرض الشكوك القوية في خطة السلام المُقدمة من “ترامب” لصديقه “نتانياهو”، خاصة أن الخطة تُعد هزلية بسبب عدم إشراك الطرف الفلسطيني بها وعدم قدرتهم على صياغة مضمون الاقتراح الأميركي لخطة السلام أو رفضه.

ومن المؤكد أن تلك الخطة تغيب عنها الأسس الرئيسة لعملية دبلوماسية جادة، حيث أنه من غير المنطقي أن يوافقوا على صفقة كتبها شخص حاول التخلي عن عاصمتهم، وأغلق البعثة الدبلوماسية الأميركية، البالغة من العمر 175 عامًا، أمام شعبهم، وأغلق مهمة الفلسطينيين في “واشنطن”، وقطع جميع العلاقات المالية.

ووضع المبعوثين السابقين شروطًا لنجاح “خطة ترامب للسلام” وأساسياتها كالتالي..

حقوق تاريخية للشعبين..

أولاً، لليهود والفلسطينيين، على حدٍ سواء، إرتباطات عميقة ثابتة في الأرض المقدسة؛ وأي خطة لا تعترف بهذه الحقيقة محكوم عليها بالفشل.

ثانيًا؛ عانى الشعبان من مستويات عميقة من الصدمات الجماعية والفردية تجعل سلامتهم الشخصية وأمنهم الجماعي أمرًا حيويًا، ويعود ذلك لتاريخ معاداة السامية عبر العصور، وأهوال المحرقة، والهجمات المستمرة على “إسرائيل” منذ تأسيسها؛ أما بالنسبة للفلسطينيين يعود تاريخ أزماتهم لـ 70 عامًا من اللجوء و50 سنة من الاحتلال العسكري الإسرائيلي.

ثالثًا؛ يجب أن يدرك أي اتفاق سلام أن كلا الشعبين لن يتم إنتهاك حرياتهم الشخصية أو الجماعية، بموجب “صفقة القرن”.

رابعًا؛ لكل من الشعب اليهودي والشعب الفلسطيني – المسيحي والإسلامي – إرتباطات عاطفية بالأماكن المقدسة في “القدس”، لذا يجب الحفاظ عليها والوصول إليها.

خامسًا؛ مراعاة  تطلعات وتوقعات كلا الشعبين الهائلة لرفاهية أطفالهم ومجتمعاتهم.

أخيرًا، تورط المجتمع الدولي بعمق في مستنقع الأزمة بين “فلسطين” و”إسرائيل” وعدم وفائه بإلتزامات، حيث أيدت “الأمم المتحدة” – بما فيها “الولايات المتحدة” – في عام 1947، خطة دعت إلى إنشاء كل من دولة “إسرائيل” ودولة “فلسطين”، وبالفعل نشأت دولة “إسرائيل”، وهي الآن واحدة من أقوى وأغنى الأمم على وجه الأرض، لكن دولة “فلسطين” لم تولد قط، وشعبها لاجئون عديمي الجنسية إلى حد كبير، ليس فقط في الأرض المقدسة، ولكن أيضًا منتشرين في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

لذلك يقول المبعوثين، في مقالهما، أن المعالم الأساسية واضحة للغاية؛ ومهما كانت الخطة التي يقترحها أي شخص، يمكن تقييمها بناءً عليها. وتشير هذه المباديء أيضًا إلى ستة حلول تقنية ستحتاج إلى أن تكون جزءًا من أي اتفاق.

حلول ضرورية..

أولاً؛ يجب أن يكون هناك إعتراف رسمي متبادل بتعلق الشعب اليهودي بأرض “إسرائيل” وتعلق الشعب الفلسطيني بأرض “فلسطين”. بدون هذا الإعتراف من كلا الجانبين، لن يؤمن أي منهما حقًا بأن الطرف الآخر يتخلى عن النزاع.

ثانيًا؛ ستحتاج الدولة إلى حدود واضحة تستند إلى خطوط الهدنة التي كانت قائمة، قبل عام 1967، والتي تنهي الاحتلال العسكري لـ”إسرائيل”.

ثالثًا، يجب أن يتضمن أي اتفاق ترتيبات أمنية تسمح لـ”إسرائيل” بأن تكون قادرة على الدفاع عن نفسها، ولكي تتمتع “فلسطين” بأمن يلزمها لاستقلالها وكرامتها. وتعتبر مسألة ضم “وادي نهر الأردن”، غير متوافقة تمامًا مع هذا النهج وليست ضرورية من الأساس. ومع ذلك، فإن الحلول الأمنية البديلة التي يمكن أن تُلبي هذه المعايير ممكنة – وقد أوجز الجنرال “مارين آلن” العديد منها، في عام 2014، عندما كان يعمل على هذه المشكلة، أثناء إدارة “أوباما”.

رابعًا، سوف تكون هناك عاصمتان في “القدس” – واحدة لـ”إسرائيل” والأخرى لـ”فلسطين” – مع حرية الوصول إلى الأماكن المقدسة للجميع، بحيث أن تبقى الأحياء اليهودية تحت السيطرة الإسرائيلية، وأن تكون الأحياء العربية جزءًا من “فلسطين”، مع تنسيق ترتيبًا مشتركًا للمدينة القديمة أو ببساطة في وجود رأس مال مشترك موحد لدولتين.

أخيرًا، يجب أن يكون هناك حل عادل ومتفق عليه وواقعي لملايين اللاجئين الفلسطينيين، الذين يعيشون خارج “الضفة الغربية” و”قطاع غزة” يكون عودة عدد صغير ومتفق عليه من الناس إلى “إسرائيل” أو إعادة توطينهم في دولة ثالثة.

بخلاف هذه الشروط، اعتبر كُتاب المقال أن “ترامب” أو أي رئيس غيره في المستقبل؛ يسعى لحل الأزمة الأزلية بين الفلسطينيين والإسرائيليين لن تنال مساعيه إلا الفشل.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة