20 أبريل، 2024 5:49 ص
Search
Close this search box.

ترامب ونتنياهو .. لقاء بحجم تخطيط مستقبل منطقة

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتب – سعد عبد العزيز و لميس السيد :

دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لزيارة البيت الأبيض خلال شهر شباط/فبراير 2017، استجاب نتنياهو للدعوة، وزار البيت الأبيض يوم الأربعاء الموافق 15 شباط/فبراير 2017. ابرزت وسائل الإعلام العالمية، والعربية منها خاصة، تأكيدات هذه الزيارة علي العلاقات القوية بين ترامب وإسرائيل، حيث أكد الرئيس الأميركي على إلتزام بلاده بأمن إسرائيل، وأن التحالف مبني بين البلدين على قيم مشتركة، منها “الحرية الإنسانية، والكرامة، والسلام”، ولديهم تاريخ طويل من التعاون في مكافحة الإرهاب و”مكافحة أولئك الذين لا يقدرون الحياة البشرية”. واعتبر ترامب أن التهديدات الأمنية التي تواجهها إسرائيل هائلة، بما فيها خطر طموحات إيران النووية، وأن الإتفاق النووي الإيراني هو من أسوأ الاتفاقيات، مؤكداً على أنه سيتخذ مزيد من الإجراءات لمنع إيران من تطوير سلاح نووي.

وكما سبق هذه الزيارة الكثير من الترقب المحمل بالتوقعات وتكهنات وسائل الإعلام العربية، جاءت توقعات ما تحمله الزيارة من دلالات ومعاني تعكسها صحافة البلدين محاولة إستقراء مستقبل منطقة الشرق الأوسط.

ضغوط داخل إسرائيل
قبل حلول موعد أول زيارة لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو إلى البيت الأبيض في عهد رئيسه الجديد دونالد ترامب بايام قليله، اجتمع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر لصياغة رؤية سياسية أمنية حول القضايا التي سيناقشها نتنياهو مع ترامب. وبحسب مصادر إسرائيلية, فإن الزعيمين سيبحثان الملف الإيراني، والقانون الذي أصدره الكنيست مؤخراً لشرعنة المستوطنات الإسرائيلية المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وكذا مستقبل عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل.

وقد أفادت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية في افتتاحيتها، أن نتنياهو يواجه – قُبيل الزيارة المزمعة – ضغوطاً داخلية كبيرة من قادة الأحزاب اليمينية، في مقدمتهم بعض قادة حزب “الليكود” الذين يطالبونه بإستئناف بناء المستوطنات دون قيود، وضمّ أراضي الضفة الغربية إلى الخط الأخضر. كما يطالبونه التراجع عن الإلتزام الذي كان قد تعهد به في خطابه بجامعة “بار إيلان” عام 2009 بإقامة دولة فلسطينية في إطار مشروع حل الدولتين.

وأضافت الصحيفة الإسرائيلية، أن الملياردير اليهودي الأمريكي “شلدون أدلسون”، الذي سبق له دعم الحملة الإنتخابية للرئيس ترامب بأكثر من 20 مليون دولار، قد إلتقى بترامب في البيت الأبيض قبل الزيارة باسبوع كامل, تمهيداً للقاء نتنياهو، وأبلغه رفض إسرائيل أن تكون تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين.

ترامب.. فرصة إسرائيلية
في السياق نفسه صرح وزير التعليم الإسرائيلي “نفتالي بينيت” – وهو رئيس حزب البيت اليهودي اليميني وعضو المجلس الوزاري المصغر – أن نتنياهو سيواجه إختباراً صعباً أثناء لقائه مع ترامب، “فإذا أعلن الزعيمان في مؤتمرهما الصحفي عن أي إلتزامٍ بحل الدولتين أو إقامة دولة فلسطينية أو شيءٍ من هذا القبيل، فإن ذلك سيُحدث زلزالاً سياسياً وأمنياً ستعاني منه إسرائيل على مدار العقود القادمة”.

وأكد عضو المجلس الوزاري المصغر “بينيت” على أن “أمام إسرائيل فرصة ذهبية ينبغي عدم إهدارها، فبعد عقود من الضغوط الدولية والمقاطعات والإجراءات المعادية لإسرائيل بسبب عدم تنفيذها لمشروع حل الدولتين، حانت اللحظة المواتية للتخلص من هذا المشروع تماماً، وإذا لم تفعل إسرائيل ذلك في عهد الرئيس الأميركي ترامب الذي تعهد بتقديم الدعم المطلق لها، فمتى عساها تفعل ذلك ؟!”.

وقد هاجم بينيت، بحسب الصحيفة، الأحزاب اليسارية الإسرائيلية زاعماً أنها تتحمل مسؤولية ما تواجهه الدولة العبرية من مشكلات داخلية وضغوط خارجية متزايدة، وقال: “إن حكومات اليسار المتعاقبة كثيراً ما أيدت فكرة إقامة دولة فلسطينية، وهذا ما دفع المجتمع الدولى بإلقاء اللوم على إسرائيل لتقاعسها عن الوفاء بإلتزاماتها تجاه حل الدولتين. وإن ما حدث لإسرائيل منذ توقيع إتفاقية أوسلو مروراً بفك الإرتباط مع غزة وإنتهاءً بقرار مجلس الأمن الدولي الأخير المندد بالإستيطان، هو من عواقب الإذعان لفكرة حل الدولتين”.

مضيفاً: إن ما يُسمى “دولة فلسطينية” هي كارثة تاريخية كبرى ينبغي تجنب الحديث عنها، وإن أي إلتزام جديد بإقامة تلك الدولة سيجعل إسرائيل عرضة للإنتقادات الدولية جراء عدم الوفاء بذلك الإلتزام، ولذا فإنني على يقين تام من أن نتنياهو سينجح في الخروج من هذا المأزق السياسي.

تذبذب الرئيس الجديد
على جانب اخر وصفت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” الأميركية خلال تقرير لها، اللقاء بين نتنياهو وترامب، قبل عقده بساعات قليلة، بانه لقاء يتطلع فيه نتنياهو لـ”روح الأقارب والأنسباء” كما يتمنى أن يجد “حليفه المتوافق” بعد 8 سنوات من “الإحتكاك الشخصي” مع الرئيس الاميركي السابق باراك أوباما.

مشيرة إلى ان الرئيس الاميركي الجديد قد اظهر من جانبه “دعماً قوياً” تجاه نتنياهو وحلفاؤه في إسرائيل من خلال عدة محاور ضرورية، “أولها دعم إسرائيل في بناء المستوطنات بالضفة الغربية، نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وإلغاء الإتفاق النووي الإيراني وهي كلها أمور سعت تل أبيب لتحقيقها من قبل”. وعلى صعيد الأزمة الفلسطينية، كان ترامب قد أكد على أنه لا يحبذ قرار “حل الدولتين”، الذي يقر بتعايش كل من فلسطين وإسرائيل بسلام وكدول متجاورة منفصلة، وأيضاً أعلن دعمه لتوسيع المستوطنات اليهودية على أرض الضفة الغربية المتنازع عليها في فلسطين.

يوضح تقرير الصحيفة الاميركية أن “تصريحات ترامب بدت متناقضة في الفترة الأخيرة بشأن المستوطنات”، مشيراً إلى أنه يميل “لإعادة تقييم العلاقات مع إسرائيل”، حيث سبق له وقد أكد على أن بناء المزيد من المستوطنات “لا يساعد في عملية السلام لأنه يقلص من مساحة الأرض”، وهي السياسة الأقرب للسياسة التقليدية لأميركا في هذا الشأن والأقرب لسياسة أوباما السابقة. لافتة الصحيفة إلى أن تصريحات ترامب الأخيرة قد تضع العلاقة مع السفير الأميركي الجديد في إسرائيل على المحك، خاصة انه ممول المستوطنات اليهودية في فلسطين.

وفي سياق متصل، اتفق وزير الخارجية الأميركي الجديد على أن التوسع في بناء المستوطنات لن يكون في صالح اي من الأطراف وأجرى إتصال هاتفي يفيد بتحذير البيت الأبيض من التوسع في بناء المستوطنات.

إسرائيل تضغط نحو تحالف سني
كما توقع تقرير “لوس أنجلوس تايمز”، ان يفتح نتنياهو ملف الشأن الإيراني عند لقائه مع ترامب، “وقد يفتح قضية مشتركة مع ترامب حول ضم الدول ذات الأغلبية السنية في تحالف ضد إيران والإسلام الراديكالي، ولا سيما تنظيم داعش”. ولكن في سبيل الحفاظ على وجود الحلفاء العرب، قد تضطر إسرائيل لتقديم التنازلات للفلسطينيين، وفقا للصحيفة، ويتوقع محللون أن يمارس ترامب مهارته في صناعة الصفقات عند اللقاء مع نتنياهو للتفاوض بهذا الشأن.

ويرى الجنرال المتقاعد بالجيش الإسرائيلي “أمنون ريشيف”، أن ترامب سيعرض حل الدولتين على نتنياهو لكسب ود العرب، إلا أن الخبير بشؤون الشرق الأوسط “إيلان جولدينبيرج” رأى أنه من الصعب أن “تقوم الحكومة الإسرائيلية الحالية بالتهدئة مع العرب”.

وأكدت الصحيفة على أن نتنياهو سيكون مهتماً بالحديث عن إيران أكثر من السلام مع فلسطين ونقل السفارة الأميركية للقدس، لأن إسرائيل حالياً تركز على “معاقبة إيران” لدعمها الشيعة في لبنان وممارسة انشطة عسكرية في المنطقة.

في هذا الصدد، أكد السفير الإسرائيلي السابق للولايات المتحدة “مايكل أورين” على أن نتنياهو يسير على مجموعة أفكار منها “محاولة ربط فكرة الصفقة النووية بسلوكيات إيران السيئة في المنطقة”، في حين أن إدارة ترامب لم تعلن اي نية لتقويض الإتفاق النووي الإيراني.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب