16 أبريل، 2024 9:30 م
Search
Close this search box.

ترامب ولعبة روسيا للتجسس .. على بوتين أن يبتسم الآن في سلام

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتبت – آية حسين علي :

تمكن الكرملين من زرع الفتنة في معسكر العدو، وأصبح الرئيس الأميركي الجديد “دونالد ترامب” محل شك، يواجه أجهزة استخبارات بلاده وبات مادة غنية للصحافة وسط فضيحته، ربما لم يعد هناك سوى أن يبتسم بوتين.

البداية كانت نداء ترامب

بدأت القصة عندما قرر ترامب، إطلاق تصريحات من مدينة “دورال” التابعة لمقاطعة ميامي داد شمالي وسط ولاية فلوريدا، في 27 تموز/يوليو 2016، ولم تتوقف حتى الآن هذه العبارات عن ملاحقته.

بوتين

وكان ترامب راغباً في توجيه طعنة لغريمته في السباق الرئاسي نحو البيت الأبيض “هيلاري كلينتون”، لذا طالب روسيا بأن تعثر على الرسائل المفقودة من المرشحة الديموقراطية آنذاك وقال: “أتمنى من روسيا، إذا كانت تستمع إلى خطابي، أن تجد الـ30 ألف رسالة الإلكترونية المفقودة من بريد السيدة كلينتون، وستكافئك صحافة بلادنا”.

رغم أن هذه التصريحات في ظاهرها لم تكن سوى طعنة جديدة يوجهها ترامب إلى كلينتون، إلا أنه في العالم الموازي التابع لأجهزة المخابرات انطلقت صافرات الإنذار، ما كان ينطوي على خديعة.

ولم يكن الرأي العام وقتها على علم بتفاصيل المعركة التي بدأت خارج دائرة الضوء، لكن كانت هناك صرخة داخل أجهزة المخابرات.

فقد تعرضت الولايات المتحدة لهجمة غير مسبوقة من قبل بأمر من الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”.

وبدأ الكرملين عملية كبيرة هدفها إلحاق الهزيمة بكلينتون، وأعلن المرشح الجمهوري للانتخابات وقتها القتال، وفتح الباب أمام الشبهات.

من هنا بدأ الإنفصال بين ترامب واجهزة الإستخبارات

منذ ذلك الوقت لم يتوقف الانقسام بين ترامب وأجهزة الاستخبارات عن التصاعد، وتسببت الفضائح التي تجلت في الأشهر التالية وأكاذيب المعاونين له، واتصالاتهم مع الكرملين التي لم تفسر، في تعاظم حريق يعتبر الآن التهديد الأكبر للرئيس الأميركي الفائز في الانتخابات.

من جانبها، ناقشت لجنتين برلمانيتين أميركيتين قضية علاقات ترامب بروسيا، كما بدأ مكتب التحقيقات الفيدرالية تحقيقاً مفتوحاً للتأكد ما إذا كان فريق ترامب قد نسق مع الروس من أجل إفشال كلينتون في الانتخابات.

ورغم عدم التوصل إلى إثبات اي شئ حتى الآن، لكن لو تأكد المحققون من العلاقة المحتملة بين ترامب وبوتين، سيكون الطريق ممهداً إلى محاكمته جنائياً.

بول مانافورت

وصرح عضو سابق في البيت الأبيض بأنه “إذا كان هناك سبب من شأنه الإطاحة بترامب لن يكون إلغاء برنامج إصلاح نظام التأمين الصحي أو قرار إقامة الجدار على الحدود مع المكسيك وإنما علاقاته مع روسيا”.

يشمل التقرير الرسمي الذي نُشر على الموقع الإلكتروني للمديرية الوطنية للاستخبارات، وأعده مكتب التحقيق الفيدرالي “إف. بي. آي” ووكالة الأمن القومي الأميركية (سي. آي. إيه)، كل المعلومات المتاحة حتى 29 من كانون أول/ديسمبر الماضي، وهو أساس القضية، فقد خرج بنتائج خطيرة.

وذكر التقرير أن: “فلاديمير بوتين أمر بشن حملة في 2016 ضد الانتخابات الأميركية، هدفها تقويض ثقة الناس في العملية الديموقراطية، وتشويه سمعة المرشحة كلينتون وتدمير قوتها وأهليتها للمنصب، وكانت الحكومة الروسية والرئيس يفضلون ترامب”.

وقاد الكرملين حملة مستترة مدعومة من المؤسسات الحكومية الروسية ووسائل إعلام تابعة للدولة ووسطاء من أطراف ثالثة.

ماكينة الدعاية.. بداية الحرب

كما أدارت المخابرات الروسية ومديرية المخابرات الرئيسة “ماكينة الدعاية”، وشملت اختراق حواسيب اللجنة الديموقراطية الوطنية في الفترة ما بين تموز/يوليو 2015 وحتى حزيران/يونيو 2016، وقاموا بالتسلل على حسابات شخصيات رفيعة المستوى مقربة من كلينتون من بينهم مسؤول حملتها الانتخابية “جون بودستا”.

ولنشر المعلومات التي حصلوا عليها، استعانوا بهاكر روماني معروف باسم “غوتسيفر 2.0” وموقع “دي. سي. ليكس” ومؤسسة “ويكيليكس”.

وكان ينطوي الأمر على “أكبر عملية اختراق عرفت حتى الآن” في تاريخ الحياة السياسية بالولايات المتحدة، وفقاً لتقرير الاستخبارات.

وكشفت هذه الخطة في وقت كان الكرملين قد استطاع اختراق أجهزة نظام الانتخابات وكانت التسريبات مستمرة.

من جانب آخر، تجمع حول ترامب عدد من المستشارين الذين تدور حولهم الشكوك في كونهم على علاقة بروسيا، منهم مدير حملته “بول مانافورت”، الذي أخفى أنه كان يعمل لصالح الحكومة الروسية يوماً ما.

ويبرز أيضاً مستشار السياسات الخارجية السابق “كارتر بيدغ”، الذي تعتبر زياراته لروسيا حتى الآن غير مفسرة، و”روغر ستون” مستشار ترامب وصديقه، وهو ليس فقط على علاقات بالهاكر المستخدم في عملية الاختراق وإنما نشر على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” تسريبات لويكيليكس قبل أن تحدث.

بالإضافة إلى “مايكل فلين”، الذي ارتبط بعلاقات مع روسيا بعدما تولى منصب رئيس وكالة استخبارات الدفاع.

ولم يطفئ وصول ترامب إلى سدة الحكم النار المشتعلة، فاضطر، مايكل فلين، الذي عُين مستشاراً للأمن القومي، إلى الاستقالة بعدما أُعلن فحوى اجتماعاته السرية مع السفير الروسي في واشنطن “سيرغي كيسلياك”.

 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب