كتبت – آية حسين علي :
لم تكن الأطماع الاقتصادية للإدارة الأميركية الجديدة بمنأى عن الأزمة الراهنة في منطقة الخليج، إذ أنه رغم تأييد الرئيس الأميركي “دونالد ترامب”، للحصار المفروض على “قطر” لدعمها المحتمل للإرهاب، أقدمت الولايات المتحدة بشكل غير متوقع على توقيع اتفاق تسليحي مع الدوحة، ما يبرز التناقض الذي ربما يعود إلى أسباب اقتصادية في المقام الأول.
وبهذا تعتبر الولايات المتحدة أكبر المستفيدين من العراك الدائر بين الأشقاء العرب في المنطقة الغنية بالنفط والغاز الطبيعي.
ووفقاً لمحللين سياسيين فإن الأزمة تظهر أن “ترامب” بات أشبه بتاجر أسلحة أكثر من كونه رئيس لأكبر دولة في العالم.
صفقة بيع طائرات بقيمة 12 مليار دولار..
أبرمت الولايات المتحدة مؤخراً مع “قطر” صفقة لبيع عشرات الطائرات المقاتلة من طراز “إف 15″، بقيمة 12 مليار دولار، ما اعتبرته الدوحة دعماً أميركياً لها بعد 10 أيام من قرار “المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر” بحظر التعامل مع الإمارة بسبب دعمها المحتمل للإرهاب، وهو قرار حظي بتأييد “ترامب”.
وتم الإعلان عن الاتفاق الخميس الماضي، أي بعد يوم واحد من توقيعه، من جانب وزير الدفاع الأميركي “جيمس ماتيس”، ونظيره القطري “خالد بن محمد العطية”، وهو ما يعتبر تحولاً جديداً في السياسة الخارجية الأميركية المتناقضة.
تناقض إدارة “ترامب”..
رغم أن الرئيس الجمهوري استمر في إعلان دعمه للسعودية مكرراً توجيه اتهامات إلى قطر، إلا أن “ماتيس” و”العطية” إلتزما الحياد خلال حديثهما.
وذكرت مصادر حكومية قطرية لوكالة “رويترز” أن الاتفاق الذي يشمل شراء 36 طائرة مقاتلة، يعتبر دليلاً على أن المؤسسات الأميركية تدعم الدوحة.
وأكد المصدر أن دعم الولايات الأميركية لقطر “أمر لم نشك فيه يوماً، وجيوشنا كالأخوة، والدعم الأميركي لقطر راسخ ولا يرتبط بالتغيرات السياسية”.
وتوجد في قطر قاعدة “العديد” أكبر قاعدة جوية أميركية في الشرق الأوسط، إذ تضم حوالي 8 آلاف جندي أميركي، وبها تم وضع الطائرات المقاتلة التي تقصف تنظيم “داعش” الإرهابي منذ 2014 في العراق وسوريا.
وفي نيسان/أبريل الماضي، خلال زيارة لوزير الدفاع الأميركي للقاعدة أكد على ضرورة “تدعيم استراتيجية التحالف بين البلدين، وتعزيز الأهداف الأمنية المشتركة ومن بينها هزيمة داعش”، وفقاً لما أفاد به “البنتاغون” في بيانه.
60 ألف فرصة عمل..
صرح السفير القطري لدى الولايات المتحدة “مشعل حمد آل ثاني”، في تغريدة على موقع التدوين القصير “تويتر”، بأن “الصفقة الموقعة بين الجانبين ستوفر حوالي 60 ألف فرصة عمل جديدة في 42 ولاية أميركية”، كما أرفق صورة له مع مسؤولي الدفاع ومجموعة من جنود الجيشين.
وكانت إدارة “أوباما” قد وافقت في تشرين ثان/نوفمبر الماضي على بيع 72 طائرة من نفس الطراز للدوحة، بقيمة 21 مليار و100 مليون دولار، وتم وضع اللمسات الأخيرة على الصفقة بعد أسابيع من توقيع اتفاقية بيع أسلحة للسعودية بمبلغ 100 مليار دولار.
وخلال اللقاء استعرض الوزيران العمليات ضد تنظيم “داعش”، والأزمة الدبلوماسية عقب قطع الرياض وحلفاءها العرب العلاقات مع الدوحة.
ووفقاً للبنتاغون فإن الصفقة ستساهم في تعزيز التعاون في المجال الأمني بين البلدين.
واتهم “ترامب” قطر بأنها أحد المسؤولين الأساسيين عن الإرهاب على أعلى مستوى.
لكن تصريحات “ماتيس” جاءت على العكس، إذ أشادت “بإلتزام قطر بالأمن الإقليمي”، رغم تأكيد جيرانها على تقاربها من إيران ودعمها للإسلام السياسي متمثلاً في جماعة الإخوان المسلمين، الذين تمت الإطاحة بهم من الحكم في مصر عام 2013.
مخرج لقطر من حالة العزلة..
يأتي الاتفاق كمحاولة من الدوحة لتخفيف عواقب حالة العزلة التي تعاني منها منذ قطع العلاقات، إذ أنها تستخدم الطائرات في نقل المواد الغذائية من إيران وتركيا وعبر موانئ سلطنة عمان.
ويبقى دور الوساطة الذي تلعبه الكويت دون نتائج ملموسة.
غرامات وسجن لمن يتعاطف مع “قطر”..
هددت “أبو ظبي” من يعبرون عن تعاطفهم مع “قطر” بالسجن ما بين 3 و5 سنوات وغرامة 500 ألف درهم (حوالي 121 ألف يورو).
ومن جانبه، قرر وزير الداخلية البحريني، توقيع غرامات اقتصادية على من يظهرون تأييداً للدوحة، أو معارضة لقرارات المملكة.
كما أعلنت الأطراف الموقعة على اتفاق الحظر عن قائمة تضم 59 شخصية مقيمة في قطر و12 مؤسسة متهمة بالإرهاب.