20 أبريل، 2024 5:42 ص
Search
Close this search box.

ترامب محاصر .. داخل “القفص” الروسي !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص – كتابات :

قصة لا تريد فصولها أن تنتهي في عالم السياسة بأهم دولة في العالم، “أميركا”، ومن وقت لآخر تأخذ بعداً آخر قد يضطر معه الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، إلى الاستقالة من منصبه أو ربما تجبره على قرار يدفع العالم إلى أتون الحرب، إذ يفترض أن ترد واشنطن على موسكو في حال ثبوت ذاك التدخل والإختراق للانتخابات الأميركية، فمن ناحية سينفي “ترامب” عن نفسه تهمة العمالة ومن ناحية أخرى ينشغل الرأي العام الأميركي عن قضية التدخل في سير العملية الانتخابية التي أتت بـ”ترامب” رئيساً مع بداية كانون ثان/يناير من عام 2017 وخسارة “هيلاري كليننتون” !

13 روسي و3 مؤسسات روسية ضمن لائحة الاتهامات..

بدأت التحقيقات، التي يقودها “روبرت مولر”، المحقق الأميركي الخاص، في عبور الحدود.. فللمرة الأولى توجه “وزارة العدل الأميركية” اتهامات لثلاثة عشرة شخصية و3 كيانات روسية لضلوعها في ما أصطلح عليه “تقويض النظام السياسي والانتخابي الأميركي”.

قالت جهات التحقيق، وتحديداً نائب وزير العدل، “رود روزنستاين”، إن المتهمين شنوا ما أطلق عليه بحرب معلومات ضد الولايات المتحدة بهدف معلن؛ وهو نشر حالة من عدم اليقين تجاه المرشحين والنظام السياسي بصفة عامة.

إنتحال هوية شخصيات أميركية لتأجيج الخلافات السياسية..

لائحة الاتهامات تشمل إنتحال هوية شخصيات أميركية واستخدام المال السياسي ومنصات التواصل الاجتماعي بشكل غير قانوني، بهدف تأجيج الخلاف السياسي الأميركي !

نعم قالها نائب وزير العدل، إنه بعد الانتخابات قام المتهمون بتنظيم تجمعات دعماً للرئيس المنتخب.. بينما قاموا بشكل متزامن بتنظيم تجمعات للتظاهر ضد انتخابه، وكمثال نظموا تجمعاً دعماً للرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، وتجمع آخر معارض له في نفس اليوم بـ”نيويورك” !

الروس تواصلوا مع حملته.. على “ترامب” أن يقلق !

لائحة الاتهام كشفت، أيضاً، عن تواصل الروس مع حملة “ترامب” الانتخابية، لكن من دون معرفة أي من أعضائها لنوايا الروس الحقيقية، بحسب ما ذكر مكتب المحقق الخاص، “روبرت مولر”.

فالآن على الرئيس “ترامب” أن يشعر بالقلق بعد هذه الاتهامات، لأنها تتناقض بشكل مباشر مع ما كان يصرح به مراراً وتكراراً، لكن اليوم أصبح التدخل الروسي واضحاً، يقول متابعون لمجريات التحقيقات !

“وكالة الأبحاث الروسية” بثت دعايات تحريضية..

من بين الكيانات الروسية، “وكالة أبحاث الإنترنت”، ومقرها سان بطرسبرغ؛ والتي يعتقد أنها استهدفت الملايين عبر بث أخبار ودعايات تحريضية !

كما تضم لائحة الاتهام مواطنين روساً سافروا إلى الولايات المتحدة من أجل التأثير في ما يسمى بالولايات المتأرجحة !

ورغم هذه الاتهامات، التي يقول المحللون السياسيون إنها تؤكد بشكل واضح حجم التدخل الروسي، فإن وزارة العدل الأميركية نفت أن يكون ما وصف بالمخطط الروسي قد نجح في التأثير على نتائج الانتخابات التي أدت في النهاية لفوز “دونالد ترامب” بالرئاسة الأميركية.

تفاعلات تكشف إدراك الأميركيين لما جرى قبل الانتخابات..

تلك القضية شهدت حجماً من التفاعلات على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ بحسب التحقيقات، فقد استخدم المتهمون حسابات وهمية لشخصيات أميركية لتقود وتوجه الرأي العام في أميركا بهدف خلق زخم سياسي يدعم فئات أصولية ساخطة على الوضع الاقتصادي.

كانت المجموعات التي جرى إنشاؤها على منصات التواصل الاجتماعي تتناول الهجرة، مثل مجموعة “حدود آمنة”، والدين مثل مجموعة “مسلمون متحدون من أجل أميركا وجيش المسيح”، والقضايا العرقية مثل مجموعة “النشطاء السود”، والجغرافيا مثل “قلب تكساس”.

مجموعات طائفية لإبعاد الناخبين عن “هيلاري” !

في حزيران/يونيو 2016، استخدم المتهمون مجموعة في (فيس بوك)؛ تدعى “مسلمون متحدون من أجل أميركا”، للدعوى للمشاركة في مسيرة انتخابية تحمل شعار “ادعموا هيلاري.. انقذوا مسلمي أميركا”..، وجند المتهمون معهم أميركياً ليحمل لافتة تقول: “إن قانون الشريعة ستكون بوصلتها الجديدة نحو الحرية”، وفق ما جاء في التحقيقات.

وفي تموز/يوليو من عام 2016، استخدم المتهمون الروس مجموعة في (فيس بوك)؛ تحمل اسم “أن تكون وطنياً”، وحساباً في (تويتر)؛ يدعى “March for Trump”، وحسابات أخرى لتنظيم تجمعين سياسيين في “نيويورك”، الأول تحت شعار: “مسيرة من أجل ترامب”؛ نظم في السادس والعشرين من حزيران/يونيو 2016، والآخر: “لتسقط هيلاري”؛ ونظم في الثالث والعشرين من تموز/يوليو من العام نفسه..

“زاخاروفا” تسخر من رقم 13..

في المقابل، وفي حسابها على (فيس بوك)، سخرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، “ماريا زاخاروفا”، من الاتهامات الأميركية، وقالت: “كانوا 13 متهماً، بحسب وزارة العدل الأميركية.. 13 شخصاً تدخلوا في الانتخابات الأميركية.. 13 ضد مليارات تنفق على الأمن والاستخبارات وأحدث التقنيات ؟.. لست عقلانية.. نعم !.. ولكن هذه حقيقة السياسة الأميركية التقدمية.. لكن لماذا 13، لأنه لا توجد مؤسسات سيئة مرتبطة ببقية الأرقام”.

“ترامب” ينفي التهم عن نفسه.. النتائج لم تتأثر بتلك التدخلات !

انتهى حديث “زاخاروفا” إلى هنا، لكن التفاعل لم يتوقف.. فالرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، عاد لينفي تهم التواطؤ مع روسيا، وقال في تغريدة على (تويتر): “بدأت روسيا حملتها ضد الولايات المتحدة عام 2014، أي قبل وقت طويل من إعلاني الترشح للرئاسة.. نتائج الانتخابات لم تتأثر.. حملة ترامب لم ترتكب خطأ.. لا وجود لأي تواطؤ”..

جدل بين النخب الأميركية..

بين مصدق ومكذب تواصل الجدل بين الأميركيين أنفسهم على منصات التواصل الاجتماعي، فالكاتب الأميركي، “جون دين غرد”، قائلاً: “كل أميركي يؤمن بديمقراطيتنا عليه أن يقرأ اتهامات مولر لـ 13 روسياً و3 هيئات روسية.. حقيقة أن ترامب يتجاهل هذا الهجوم على أميركا أمر يذهل العقل.. لابد أن بوتين يملك ترامب كي لا يحرك يمينه من منصبه”..

أما الإعلامي، “بيل ميتشيل”، فغرد قائلاً: “رغم كل الوقت والمال والجهد المهدور على التحقيق في فضيحة روسيا، من الواضح أنه ليس لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي أي نية لاعتقال أي من المتهمين.. مجرد استعراض.. في تلك الأثناء مات 17 بريئاً في فلوريدا”.. قاصد حادث إطلاق النار في مدرسة بفلوريدا !

السياسي، “ديفيد أكسلورد”، غرد قائلاً، هو الآخر: “ملاحظة للرئيس الأميركي؛ استمع إلى مستشار الأمن القومي الخاص بك.. «لا يقبل الجدل» معناه لا مفر من كونه حقيقة.. ليست خدعة أي ليست أخباراً وهمية.. غزا الروس انتخاباتنا بجرأة ونعم لقد ساعدوك.. انتهى وقت الإنكار والنأي بالنفس”.

إلى هنا انتهت تلك التغريدات والتعليقات، لكن ثمة ما يؤكد أن التحقيقات الأميركية تقترب يوماً بعد يوم من تأكيد الاتهامات بالتدخل الروسي لصالح “ترامب” للفوز أمام منافسته العنيدة “هيلاري كلينتون” في الانتخابات الرئاسية الأخيرة !

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب