29 مارس، 2024 6:44 م
Search
Close this search box.

تداعيات سقوطه .. مخاوف روسيا والصين من تهديدات “داعش” في آسيا الوسطى

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتب – محمد بناية :

شهد العام الأخير خروج العمليات الإرهابية من آسيا الوسطى، وهي ظاهرة كانت تقريباً نادرة. من هذه الهجمات يمكن الإشارة إلى الهجوم على “مطار آتاتورك” بمدينة اسطنبول حزيران/يونيو 2016، والهجوم على “السفارة الصينية” في العاصمة القرغيزية بشكيك بتاريخ 30 آب/أغسطس من العام نفسه، وهجوم الثالث من نيسان/ابريل على “مترو سان بطرسبرغ”، وكذلك هجومي “ستوكهولم” و”السويد” في الشهر نفسه.

تأثير ضعف “داعش” النوعي بسوريا والعراق..

يعتقد الخبراء أن ارتفاع معدل هذه الهجمات إنما يعكس تداعى موقع تنظيم “داعش” في سوريا والعراق، ومدى تأثير التنظيم على الجماعات المتطرفة في منطقة آسيا الوسطى، ويعني في الوقت نفسه إمكانية عودة عناصر “داعش” إلى دولهم.

علاوة على ذلك تعتبر “أفغانستان” ودول الجوار في آسيا الوسطى، أرضاً خصبة لنمو تنظيم “داعش”.

والسؤال الآن: “ما مدى جدية تهديدات داعش في آسيا الوسطى وأفغانستان ؟.. وما هو موقف روسيا والصين ؟”، تلك التساؤلات التي حاول البحث عن إجاباتها “محمد حسین دهقانیان” محلل الشؤون الدولية بمؤسسة “أبرار معاصر طهران” الإيرانية، عبر أحدث مقالاته التحليلية التي نشرها موقع المؤسسة البحثية، قائلاً: “من المتوقع مع استمرار هزائم داعش في سوريا والعراق، عودة بعض عناصر التنظيم الإرهابي إلى دولهم، ولأن التنظيم يضم عدداً كبيراً من جنسيات آسيا الوسطى، فثمة مخاوف كبيرة من عودتهم إلى بلدانهم. من ناحية أخرى، فانحسار داعش في سوريا والعراق، وكذا التراجع الكبير في موادر التنظيم المالية، وصعوبة العبور من الحدود التركية، أدى إلى تقليص عدد المقاتلين من آسيا الوسطى في صفوف التنظيم داخل سوريا والعراق، وفي المقابل يبدو أن خيار أفغانستان بات محط اهتمام التنظيم، خاصة أن موقع أفغانستان المجاور لدول آسيا الوسطى يجعلها خياراً مفضلاً بالنسبة للعناصر العائدة من داعش”.

داعش ومستقبله داخل أفغانستان..

لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: “هل للتنيظم مستقبل في أفغانستان ؟”.. إن ما يحدث في “أفغانستان” أثبت للتنظيم صعوبة العمل في أفغانستان، على عكس التصورات المبدأية لقيادات التنظيم.

ذلك أن “طالبان” غير مستعدة تحت أي ظرف أن تقدم انجازاتها في أفغانستان للتنظيم، حتى أن “داعش” فشل، رغم الهبات والعطايا المالية، في تثبيت مواقعه في أفغانستان، اللهم إلا بعض المناطق في “ننجرهار”.

أضف إلى ذلك عدم تحمل قسوة “داعش” الجامحة حتى ضد الشعب الأفغاني، كذا تسبب عدم احترام العادات المحلية في هروب الكثيرين. وعليه فقد أدت العوامل الخارجية مثل الحملات الحكومية وهجمات طالبان فضلاً عن الحملات الأميركية بالإضافة إلى العوامل الداخلية مثل كيفية تعامل “داعش” مع الأفغان إلى فشل المشروع الداعشي نسبياً في أفغانستان. ولا يمكن مقارنة قوة ونفوذ “داعش” في أفغانستان مع حركة طالبان التي لا تزال تسيطر على ما يقرب من 100 منطقة أو تتنازع عليها طبقاً لبعض التقديرات.

كما فشل “داعش” في اشعال نيران الحرب بين الشيعة والسنة، وعجزهم رغم الهجمات عن توفير مكانة مناسبة”.

داعش وطالبان..

يضيف “محمد حسین دهقانیان” قائلاً: “وحول أسباب فشل داعش في أفغانستان، يجب علينا ادراك الفروق بين التنظيم وطالبان، وأولها محلية طالبان وعالمية داعش. والحقيقة أن العلاقات مع طالبان لها تعقيداتها الخاصة، إذ تتعارض محلية طالبان مع الميول العالمية لجماعات مثل “داعش” و”القاعدة”، ولذا تسعى دول مثل روسيا والصين إلى المحافظة على محلية طالبان والاستفادة منها.

مع هذا لم يفشل مشروع “داعش” في أفغانستان فجأة. بل إن داعش ساهم في خروج الإرهاب الدولي من آسيا الوسطى. والآن ثمة جماعات إرهابية مثل “حزب التحرير” و”الحركة الإسلامية” في أوزبكستان وجماعات الإيجور مثل “الحزب الإسلامي” في تركستان الشرقية، هي في الأصل محلية وإقليمية. وانضمام جماعات مثل الحركة الإسلامية في أوزبكستان إلى داعش عام 2015 هو أيضاً من المؤشرات الأخرى على تأثير داعش في المنطقة.

المخاوف الروسية..

قد اثارت هذه التحركات قلق روسيا والصين ما أجبرهما على النظر إلى طالبان باعتباره طرف قادر على تغيير الأوضاع. لكن لماذا تتخوف روسيا بهذا القدر من انتشار الإرهاب في آسيا الوسطى وروسيا تحديداً ؟.. وهل هناك أهداف لموسكو فوق إقليمة أم أن هذا الخوف واقعي ؟.. إن موقف روسيا من آسيا الوسطى هو موقف عسكري أمني، وجولة “بوتين” الأخيرة في المنطقة لاسيما “طاجيكستان وقرغيزيا” وتأكيده على أهمية القواعد العسكرية الروسية في البلدين (قاعدة 201 في طاجيكستان وكانت في قرغيزيا)، لهو خير دليل على ذلك. لم يتطرق “بوتين” خلال الزيارة إلى أهداف اقتصادية وإنما استحال الوجود الأمني والعسكري في آسيا الوسطى إلى ميزة بالنسبة إلى الجانب الروسي.

ويعتبر انضمام عدد كبير من الروس ودول آسيا الوسطى إلى “داعش” وخطر عودتهم إلى بلدانهم مرة أخرى، وإعلان الجماعات المتطرفة في آسيا الوسطى والقوقاز الولاء لداعش، وتشكيل نواة داعشية صغيرة، والمخاوف من تمدد داعش مباشرة من أفغانستان من أهم مصادر تهديد داعش للنظام الروسي.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب