خاص : ترجمة – آية حسين علي :
أملى الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، على ابنه دونالد ترامب جونيور، البيان الذي أصدره بشأن لقائه بالمحامية الروسية، الذي أكد فيه على أن اللقاء لم يكن له علاقة بحملته الانتخابية، وفقاً لصحيفة “واشنطن بوست” الأميركية.
ويعتبر التدخل الشخصي للرئيس ضمن مجموعة من الإجراءات التي يتخذها “ترامب” ويخشى مستشاريه من أن تعرضه هو وبعض الأشخاص المقربين للمسائلة القانونية.
“ترامب الابن” يعترف بلقاء المحامية الروسية..
خلال منتصف شهر تموز/يوليو الماضي اعترف الابن الأكبر للرئيس الأميركي بأنه التقى بالمحامية الروسية، “ناتاليا فيسلنيتسكايا”، وقدمت نفسها بصفتها مبعوثة الحكومة الروسية وأن لديها معلومات قوية من شأنها الإضرار بالمرشحة الرئاسية آنذاك، “هيلاري كلينتون”، وذكر أن المحامية قالت له إن “كلينتون” تتلقى دعماً من أشخاص مرتبطين بروسيا ويقومون بتمويل اللجنة الوطنية للحزب الديموقراطي.
ونشر “ترامب الابن” رسائل بريد إلكتروني بينه وبين الوسيط الذي رتب اللقاء مع المحامية الروسية، تظهر أنه وافق بحماس على الاجتماع في العام الماضي مع امرأة قيل له إنها محامية للحكومة الروسية, ربما تملك معلومات تضر بكلينتون في إطار دعم موسكو الرسمي لوالده، وهي الخطوة التي وضعته ووالده في موقف محرج.
ومن جانب آخر، نفت “فيسلنيتسكايا” أنها كان لديها في أي وقت معلومات مسيئة بشأن “كلينتون”، خلال مقابلة مع قناة “إن. بي. سي”, وأكدت أنها لم تعمل لصالح الحكومة الروسية، وهو ما يضع الشكوك حول ما قاله “ترامب الابن”.
محاولة لاستباق الأحداث ومنع خروج التفاصيل..
ذكرت الصحيفة الأميركية أنه قبل الإعلان عن حدوث هذا اللقاء لأول مرة منذ شهر من جهتها، اتفق مجموعة من المحامين والمستشارين لعائلة “ترامب” على استباق الأحداث وإصدار بيان حول اللقاء في محاولة لتقليل حجم العواقب، مشيرة إلى أنهم أرادوا أن يكونوا صادقين كي لا تخرج التفاصيل الكاملة.
وتم اللقاء في حزيران/يونيو 2016، بعد اسبوعين فقط من اختيار “ترامب” مرشحاً للحزب الجمهوري.
ووفقاً لمصدر مقرب من دائرة الرئيس، فإن “ترامب” تدخل في اللحظات الأخيرة لتغيير خطة المستشارين والمحامين وأملى على ابنه بياناً خلال رحلة العودة بعد حضور قمة الدول العشرين قادماً من ألمانيا في 8 من تموز/يوليو الماضي.
وأكد خلال البيان على أن لقاءه بالمحامية لم يكن حول حملته الانتخابية، وإنما ناقشا برنامج تبني أطفال روس في الولايات المتحدة الذي أوقف منذ 2012.
مخاوف من تعرض “ترامب” للمسائلة القانونية..
أفادت الصحيفة الأميركية بأن مستشاري “ترامب” يخشون من أن يسهم تدخل “ترامب”, في تصريحات ابنه, على وضعه في موقف قضائي صعب، وصرح أحد المستشارين, رفض ذكر اسمه, بأن هذا التدخل لم يكن مفيداً، موضحاً أن الرئيس لا ينظر إلى الأمر على أنه يمثل خطورة ولكن يراه بصفته مشكلة سياسية يجب عليه حلها.
بينما علق “جاي سيكولو”، أحد محاميي “ترامب”، على تقرير “واشنطن بوست” موضحاً أن المعلومات التي ذكرت فيه غير مؤكدة.
وقال مدرس الحقوق بجامعة ستاندفورد، “ديفيد سكالنسكي”، إن خطاب “ترامب” الزائف قد يسهم في عرقلة سير العدالة، وأن الكذب يعتبر جريمة.
التحقيقات مستمرة و”ترامب” ينفي..
يحقق فريق من وزارة العدل في قضية التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية السابقة والعلاقة المحتملة بين حملة “ترامب” والكريملين، الأمر الذي ينفيه “ترامب”، ويدخل لقاء “ترامب الابن” مع المحامية الروسية ضمن إطار التحقيقات.
وفي تصريحات له الأسبوع الماضي، أشار “ترامب” إلى إمكانية ضلوع دول أخرى في التدخل في الانتخابات الرئاسية غير روسيا.
