18 ديسمبر، 2024 11:31 ص

تداعيات الموقف العراقي في “قمم مكة” .. واشنطن تتحفظ والسعودية غاضبة !

تداعيات الموقف العراقي في “قمم مكة” .. واشنطن تتحفظ والسعودية غاضبة !

خاص : كتب – سعد عبدالعزيز :

بعد الموقف المستقل الذي أبداه “العراق” خلال مؤتمري؛ “القمة العربية” الطارئة و”قمة منظمة التعاون الإسلامي” الرابعة عشرة، اللذين عُقدا في “مكة المكرمة” مؤخرًا، هناك مخاوف تساور المسؤولين العراقيين من تداعيات ذلك الموقف الذي بدا مناصرًا لـ”إيران” على حساب “المملكة العربية السعودية” و”الإمارات”.

وفي هذا الإطار بحث؛ الإثنين، رئيس الجمهورية العراقية، “برهم صالح”، مع رئيس الوزراء، “عادل عبدالمهدي”، الأوضاع السياسية الإقليمية والدولية، والإلتزام بحيادية “العراق” بعيدًا عن سياسة المحاور.

وذكر المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية؛ أنه جرى مناقشة دور “العراق” المستند إلى النأي عن سياسة المحاور، والاستمرار في الإلتزام بسياسته الواضحة ومصالحه الوطنية العليا، وقراره الوطني المستقل، وتجنيب البلاد آثار الصراعات والأزمات وبما يحمي الاستقرار المتحقق للعراقيين.

العراق لن يقف مع العرب ضد إيران..

إن “العراق”، الذي يحاول أن يتعافى بعد الأزمات المتلاحقة التي مر بها، وجد نفسه أمام اختبار حقيقي خلال قمم “مكة المكرمة”، فإما أن يسير وفق الإجماع العربي؛ وإما أن يتخذ موقفًا مستقلًا؛ وإما أن يكشف عن موقفه الحقيقي الذي يعكس تأييدًا واضحًا لـ”إيران”، وهو ما فعله الرئيس، “برهم صالح”.

ويرى الكاتب، “ثامر الحجامي”، إن غاية “قمة مكة” الطارئة كانت واضحة، وهو حشد التأييد العربي ضد دولة مجاورة هي “جمهورية إيران الإسلامية”، والوقوف مع الإجراءات الأميركية بمحاصرة الشعب الإيراني، تحت ذرائع وحجج واهية يتلعثم من ينطق بها.

لكن رئيس جمهورية العراق، الكُردي، تحدث بلسان عربي فصيح، وأعلم المجتمعين أنهم سيكونون أول المتضررين فيما إذا إندلعت حرب في المنطقة، مؤكدًا على إن أمن دول المنطقة هو أمن لـ”العراق”، ولن يرضى “العراق” بأي إعتداء على الدول العربية وتهديد أمنها، لكنه عاد في الوقت نفسه وذكر القادة العرب بعلاقة “العراق” مع “إيران” والمصالح والحدود المشتركة التي تربط البلدين، وأن “العراق” لا يمكنه مشاركة الدول العربية فيما تريده للجارة “إيران”.

وما صُدر من الوفد العراقي في “القمة العربية” لا يمثل رأي، “برهم صالح”، أو رئاسة الجمهورية فقط.. بل إنه لا يمثل أي طرف من الأطراف السياسية العراقية، سواء الذي يسمى المقاوم أو الإتجاه الرافض للدخول في محاور الصراع.. ما قاله رئيس الجمهورية يمثل موقف الحكومة العراقية بكافة أطيافها السياسية.

أي مساس بإيران يعني مساس بأمن العراق..

أما الكاتب، “محمد حسن الساعدي”، فيقول مدافعًا عن موقف “العراق”: “في كل قمة عربية تُعقد، تحاول الدول المتحالفة مع الغرب وإسرائيل إبعاد أي صوت ينادي بالحق العربي هنا أو هناك، وكانت وما زالت هذه الأصوات تقف أمام أي موقف مع هذه الدول أو تلك، وهي تحاول إجهاض أي قرار للدول العربية المنصفة مساند للقضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في العيش حرًا كريمًا، وحق الشعب اليمني في الدفاع عن أرضه وحريته باختيار حكومته، إلى جانب القضايا المصيرية الأخرى، ولكن موقف العراق هذه المرة كان إثباتًا لوجوده، وعودة لمواقفه الوطنية المشرفة من مجمل القضايا العربية الراهنة، وأهمها العداء من إيران؛ والذي اعتبره الرئيس العراقي، برهم صالح، أن بيانكم مرفوض، وأن أي مساس بإيران يعني مساس بأمن العراق وشعبه، إلى جانب موقف وزير الخارجية العراقي، محمد علي الحكيم، الذي كان رافضًا لأي عدوان على طهران، واستغلال الأجواء والأراضي العراقية، إلى جانب الموقف الرسمي للرئيس هيئة الإفتاء في العراق الشيخ، مهدي الصميدعي، والذي أعلن فيه أن هذه القمة هي قمة طائفية، وهي إعلان حرب على إيران”.

موقف العراق أثار حفيظة واشنطن..

أوضح المحلل السياسي، “كاظم الحاج”، أن موقف “العراق”، الرافض للبيان الختامي لـ”القمة العربية”، دفع “واشنطن” إلى لقاء رئيس الجمهورية العراقي عبر القائم بأعمال سفارتها في “بغداد”، “جوي هود”، لمعرفة سبب رفض “العراق” لهذا البيان.

وقال “الحاج”؛ إن “العراق”، وخاصة بعد “قمة مكة”، أصبح في موقف أقوى مما كان عليه سابقًا فيما يخص سياسية المحاور أو الرضوخ للإرادة الأميركية ضد “الجمهورية الاسلامية”.

وأضاف أن: “القائم بأعمال السفارة الأميركية، في بغداد، حاول خلال لقائه برئيس الجمهورية، برهم صالح، معرفة سبب موقف العراق في القمة العربية، خاصة بعد اعتراض، صالح، على بيان القمة، واعتراضه أيضًا على ما تريده أميركا، الأمر الذي أثار حفيظة سفيرها في بغداد”.

وبين “الحاج”، أن: “أميركا ستبحث عن أدوات أخرى لمحاولة التأثير على الوضع السياسي العراقي، ومن ثم على الموقف العراقي بصورة عامة؛ من أجل أن تكون بغداد جزءًا مما تريده أميركا في المنطقة”.

هل ستعاقب السعودية “بغداد” ؟

بعد الموقف العراقي المؤيد لـ”إيران”، والمناهض لـ”السعودية”، هناك مخاوف من التداعيات السلبية التي قد تلحق بالتعاون الاقتصادي بين “الرياض” و”بغداد”، حيث أوضح بعض المحللين أن القيادة السعودية قد تملكها الغضب الشديد بسبب تحفظ “العراق” على البيان الختامي لـ”قمة مكة”، وأن ذلك لن يمر مرور الكرام، بل ستكون هناك إجراءات عقابية ضد “العراق”.

فيما نقل عدد من المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، أنباءً بأن الجانب السعودي ألغى مشروع إقامة “المدينة الرياضية” المهداة من “المملكة العربية السعودية” في العاصمة، “بغداد”.

ورغم أن المتحدث الرسمي باسم وزارة الشباب والرياضة، “موفق عبدالوهاب”، قد نفى تلك الشائعات، إلا أن الفترة المقبلة ستشهد تقهقرًا في التعاون الاقتصادي بين البلدين.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة