تداعيات القمة العربية .. إسرائيل تترقب “خطة ترامب” بقلق حذر

تداعيات القمة العربية .. إسرائيل تترقب “خطة ترامب” بقلق حذر

كتب – سعد عبد العزيز :

رأى الكاتب والمحلل الإسرائيلي “آفي يسسكروف”، عبر أحدث مقالاته التي نشرها موقع “ولا” العبري، ان مؤتمر القمة العربية الذي انعقد مؤخراً بالأردن قد أحيى العملية السياسية في الشرق الأوسط وأعاد القضية الفلسطينية إلى صدارة المشهد.

يقول يسسكروف إن “المؤتمرات العربية التي تنعقد سنوياً في نهاية شهر آذار/مارس من كل عام, ليس من عادتها أن تسفر عن أخبار سارة, أو مانشتات صحافية دراماتيكية. فهي مؤتمرات مملة يحضرها في كل مرة مجموعة من الزعماء المسنين الفاقدين للشعبية, ويغلب عليهم النعاس حول مائدة المفاوضات. ورغم ذلك، فحتى إن لم تستحق قراراتهم أن تتصدر وسائل الإعلام إلا أن القمة التي اختتمت أعمالها في الأردن هذا الأسبوع قد دلت على توجهات واضحة ربما تكون لها تداعيات خطيرة على إسرائيل. لأن القضية الفلسطينية عادت تتصدر المشهد من جديد وهذا ما يحزن القيادة الإسرائيلية. فبعد شهور طويلة أخذ خلالها الخبراء والسياسيون من المعسكر اليميني الإسرائيلي يزعمون أن الدول العربية لم تعد تعبأ بالفلسطينيين، إذا بتلك الدول تغير من نهجها وتهتم بالقضية الفلسطينية, ومن الواضح أن سبب ذلك هو تغيير الإدارة الأميركية.

فلسطين أولاً

يوضح المحلل الإسرائيلي أن الدول العربية قد تبنت موقفاً موحداً حيال القضية الفلسطينية والمحصلة النهائية لتلك القمة العربية هي: “فلسطين أولاً”. حيث ينبغي أولاً إيجاد حل لتلك القضية المهملة، وبعدها يمكن الحديث عن تسوية إقليمية واسعة. تلك هي الرسالة الواضحة، وغير العلنية التي تنوي الدول العربية إيصالها للإدارة الأميركية في الأسبوع القادم خلال لقاء الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي” بنظيره الأميركي “دونالد ترامب” في البيت الأبيض.

الوحدة العربية تقلق إسرائيل

إن التحركات السياسية في الساحة العربية يجب أن تقلق الحكومة الإسرائيلية لأن توحيد الصف العربي السني ليس أمراً تافهاً. فبعدما ساءت العلاقات بين مصر والمملكة العربية السعودية استطاعت القمة العربية في الأردن تحقيق المصالحة بين الملك السعودي “سلمان” والرئيس عبد الفتاح السيسي. حيث عاد كل منهما ليتحدث عن إيران باعتبارها العدو المشترك للمحور السني وانضم إليهما بالطبع الملك الأردني “عبد الله”. إن مصر التي خطبت ود إيران من خلال دعمها لبشار الأسد قد أنهت خلافاتها مع الرياض بجملة واحدة أطلقها الرئيس السيسي حينما قال في خطابه إنه ينبغي التصدي بحزم لتطلعات الهيمنة الإيرانية على المنطقة.

تطور الأحداث في مصلحة “عباس”

يؤكد يسسكروف على إن الرئيس المصري سيناقش في واشنطن التهديد الإيراني لكنه سيركز على القضية الفلسطينية. حيث تسعى مصر والسعودية والأردن والسلطة الفلسطينية لتحقيق اتفاق سلام على أساس مبادرة السلام العربية. ومن المحتمل بالطبع أن تكون هناك تعديلات في الخطة العربية التي سيتم عرضها على الرئيس دونالد ترامب, لكن جوهر المبادرة سيظل كما هو. ولو حدث ذلك سيكون بمثابة انتصار للرئيس الفلسطيني “أبو مازن”, فبعد حوالى ستة أشهر من تدهور علاقاته مع القاهرة بسبب خصمه “محمد دحلان”, عادت مصر وتصالحت معه وهي الآن تولي اهتماماً واضحاً للمشاركة في المفاوضات المستقبلية مع إسرائيل.

الدور الأميركي يقلق إسرائيل

إن التحركات السياسية في الساحة العربية إلى جانب النشاط الواضح للمبعوث الأميركي “غيسون غرينبلت” تؤدي إلى نتيجة مؤكدة مفادها أن الساحة العربية بدأت تستفيق. حقيقة أن الإدارة الأميركية لم تعلن بعد عن مطالب محددة وهي تجري اتصالاتها مع إسرائيل بشأن بناء المستوطنات بهدوء وبعيداً عن كاميرات الإعلام. ولا يزال التصريح الأخير للمبعوث الأميركي غرينبلت – خلال لقائه بوزراء الخارجية العرب بأن إبرام اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين سيكون له تداعيات إيجابية على الشرق الأوسط والعالم أجمع – يعني أن الإدارة الأميركية الحالية سوف تطرح أجندة مُقلقة للحكومة الإسرائيلية, وهو أمر مفاجئ لإسرائيل.

وفي ختام مقاله يحذر الكاتب الإسرائيلي الحكومة الإسرائيلية قائلاً: “من المتوقع، لا قدر الله، أن يكون الرئيس ترامب هو من سيطرح خطة سياسية شاملة لعقد اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين تحت مُسمى “خريطة طريق” جديدة  أو “خطة ترامب” وحينئذ ستكون حكومة نتنياهو في موقف لا تُحسد عليه”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة