18 نوفمبر، 2024 5:55 م
Search
Close this search box.

تداعيات الأزمة القطرية وقمة الرياض .. تقلب طاولة مباحثات “استانا 5″ و”جنيف 7”

تداعيات الأزمة القطرية وقمة الرياض .. تقلب طاولة مباحثات “استانا 5″ و”جنيف 7”

كتبت- أماني الجبالي :

تستمر المفاوضات والمحادثات الدولية بشأن الأزمة فى سوريا، وسط ترقب بين الدول المشاركة فى تلك المفاوضات، وفى ظل الأزمة الخليجية العربية مع قطر، وتقارب انعقاد محادثات “استانا 5″ المقرر انعقادها خلال 4، 5 تموز/يوليو المقبل، و”جنيف 7” المقرر انعقادها في 10 تموز/يوليو 2017، والذي أثير حول تأجيل انعقاد “استانا” المتكرر في كازخستان العديد من التساؤلات منها، هل قاربت التسوية السياسية للأزمة في حصد نتائجها أم للدول الحاضنة والراعية لتلك المفاوضات رأى أخر ؟.

هدنة يومين..

أعلنت القيادة العامة للجيش السوري، السبت الماضي 17 حزيران/يونيو 2017، وقف جميع العمليات القتالية في “مدينة درعا” جنوبي البلاد لـ48 ساعة، دعماً للمصالحة الوطنية، ما أدى إلى هدوء حذر في المدينة بعد أيام من المعارك الكثيفة، وجاء ذلك في اليوم ذاته الذي أعلنت فيه الأمم المتحدة أنها تريد بدء جولة جديدة من محادثات السلام بين الأطراف السورية في 10 تموز/يوليو المقبل في “جنيف”، في حين قالت “موسكو” إنها تأمل في عقد محادثات في “أستانا” خلال 4 و5 تموز/ يوليو 2017.

قال مصدر إعلامي، مقرب من المعارضة في “درعا”، إن “الهدنة التي أعلنها النظام في درعا بسبب فشله المتكرر لحصار المدينة والسيطرة عليها، خصوصاً بعد فشله في التقدم شبراً واحداً قبيل البدء باجتماعات أستانا، والوضع الميداني لصالح الثوار، والتوصل لهدنة يعتبر بمثابة انتصار للثوار الذين صمدوا في وجه الآلة العسكرية الوحشية للنظام وميليشياته، حيث يبدو أن إعلان النظام للهدنة هو انسحاب جزئي لحفظ ماء الوجه أمام أنصاره ومؤيديه”.

وقد رحبت الولايات المتحدة بوقف إطلاق النار لمدة يومين، ودعت الحكومة السورية إلى الوفاء بإلتزاماتها خلال هذه الفترة، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية “هيثر نورت”: “سنحكم على هذه المبادرة بالنتائج وليس بالكلمات”، مضيفة: “ينبغي أيضاً على المعارضة أن توقف الهجمات لتسمح بصمود وقف إطلاق النار، والذي نأمل أن يتم تمديده وللسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين”.

تأجيل للمرة الثانية..

أعلن نائب وزير الخارجية الروسي “ميخائيل بوغدانوف”، إنه تم تأجيل المباحثات المنتظرة حول سوريا في “أستانا” إلى مطلع الشهر المقبل بطلب من تركيا وإيران. قائلاً: “هناك رجاء من شركائنا المسلمين، وخاصة الأتراك والإيرانيين، وهما من الضامنين لاتفاق أستانا، بتأجيل موعد الاجتماع إلى ما بعد رمضان مباشرة، وأنه سيعقد أغلب الظن في مطلع تموز/يوليو 2017، وأعتقد أن جنيف ستليها على الفور”.

وقد تم الاتفاق سابقاً على عقد الجولة الجديدة من المفاوضات في 12 و13 حزيران/يونيو 2017، وذلك بعد مرور شهر على نجاح الجولة السابقة التي تم خلالها التوقيع على مذكرة خاصة بإنشاء مناطق تخفيف التوتر في سوريا، ثم تم تحديد 20 حزيران/يونيو 2017 بشكل أولي، وذلك بعد أن أكدت الخارجية الكازاخستانية تأجيلها، لعدم استعداد وفود الدول المشاركة للقاء.

ومن المقرر أن يشهد “أستانا 5″، إقرار خرائط مناطق تحفيف التوتر، وتحديد شكل ومهمات قوات “الفصل” بين مناطق المعارضة والأسد، وتعقد عواصم الدول الضامنة لقاءات على أراضيها لتنفيذ الاتفاق، بغية تدعيم آلية وقف إطلاق النار، ولم يتفق حتى الأن على طريقة المراقبة في تلك المناطق، ولا على ترسيم حدودها، أو آلية وقف أي نزاع قد ينشأ فيها، حيث ترغب الأطراف بمشاركة الولايات المتحدة الأميركية في ذلك.

تركيا..

كان مصدر مقرب من اجتماع “أستانا” قد أعلن أن تركيا تعيق عملية التنسيق حول الاجتماع تحت ذرائع مختلفة، وهو ما تسبب بتأخر تحديد أطر مناطق تخفيف التوتر في سوريا حتى الآن، فهي لا تزال ترفض نشر مراقبين على حدودها، ويعمل خبراء الدول الضامنة على إيجاد مخرج للتعنت التركي، وهذا ما أكده مصدر مقرب من الاجتماع أن عدم انعقاده في الموعد الذي تم تحديده سابقاً لعدم تحديد أطر مناطق “تخفيف التصعيد” بسبب إعاقة تركيا لعملية التنسيق.

الأزمة الخليجية مع قطر..

العضو في منصة دمشق للمعارضة السورية “طارق الأحمد”، أعرب عن مخاوف من أن تتأثر مشاورات “أستانا” سلباً من تطورات الأزمة الخليجية الأخيرة، واعتبر “الأحمد”، أن اثنتين من الدول الضامنة لوقف إطلاق النار في سوريا، هما “تركيا وإيران”، قد تؤيدان “قطر” في النزاع الدبلوماسي الحالي، وبالتالي ستجدان نفسيهما في مواجهة “السعودية ومصر”، ما سيعقد الأمر أمام الجولة الجديدة لمحادثات “أستانا”.

أما وزير خارجية قطر “محمد بن عبد الرحمن آل ثاني”، قال: إن “مصير الرئيس السوري بشار الأسد لن يقف حجر عثرة بين الدوحة وموسكو، لأن الاختلافات لا تلغي هدفهما المشترك وهو تخفيف التوتر في سوريا، وسنبقي دائماً على الحوار مع روسيا، لأن تسوية الأزمة السورية تتطلب تعاون جميع الأطراف، وأن كلا بلدينا يحتاج إلى سوريا موحدة ضمن حدودها الحالية، ليس إلى سوريا مقسمة، وأولوياتنا المشتركة هي تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة”.

وأكد الوزير القطري على وجود اختلافات مع روسيا حول طرق تحقيق الاستقرار بسوريا، لافتاً إلى أن الدوحة لا تعترف بحق “الأسد” في الترشح بالانتخابات والبقاء في السلطة حال فوزه فيها، وقد أعربت الدوحة عن دعمها لمحادثات “أستانا” بوصفها إطاراً لإيجاد تسوية في سوريا، كما أكدت موسكو على أهمية دور قطر ودول الخليج الأخرى في عملية التنسيق في تلك المحادثات.

السعودية تستبعد حلفاء قطر..

ذكرت قناة “الميادين”، نقلاً عن أوساط مقربة من وفد “معارضة الرياض” إلى جنيف، أن النظام السعودي بصدد تنظيم مؤتمر جديد لأطراف فيما سماه “المعارضة السورية” أو “الهيئة العليا للمفاوضات” بداية الشهر المقبل، هدفه وضع هيكلة جديدة للهيئة تحل مكان الحالية للمشاركة في محادثات “جنيف” القادمة، وأن النظام السعودي ينوي استبعاد الشخصيات المدعومة من مشيخة قطر من “الهيئة”.

من جهة أخرى ألمح مراقبون بأن صيغة “أستانا”، التي لا تلقى صدى إيجابياً من مختلف الأطراف، بدأت تفقد أهميتها بسبب عدم تنفيذ مقرراتها، ولكنها قد تفقد قيمتها بالكامل بعد القمة “العربية الإسلامية الأميركية” التي عقدت في الرياض من جهة، والتحولات الميدانية داخل سوريا من جهة أخرى، وهو ما قد يؤثر بشكل نهائي على هذه الصيغة.

وفي السياق نفسه، أشارت تقارير إلى أن التحول المهم الذي جرى في المنطقة بعزل دولة قطر، وقطع عدد من الدول، على رأسها “مصر والسعودية”، علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة، قد ينعكس بدرجة أو بأخرى على لقاء “أستانا” القادم، إذ لا يعرف أحد إلى الآن كيف ستتصرف قطر لاحقاً، وكيف ستستثمر روسيا الخطوة العربية تجاه الدوحة.

جنيف 7..

يأتي تحديد الموعد الأولي للجولة القادمة من “جنيف 7″، بعد يوم واحد من إعلان الخارجية الروسية أن الجولة القادمة من مفاوضات “أستانا” والتي قد تكون في تموز/يوليو المقبل، وهناك تساؤلاً يدور حول تقارب توقيت انعقادهما.. هل يجعل من “جنيف” منصة للتوقيع على مقررات “أستانا”، التي لن ينقصها إلا “الشرعية الدولية”، لتصبح الخصم والحكم في القضية السورية.

إلا أن مراقبين، كانوا قد أجمعوا على أن التأجيل الروسي المتكرر للجولة القادمة من “أستانا”، يتعلق مباشرة بالهجوم غير المسبوق الذي تشنه قوات النظام وحلفاؤها بدعم هائل من سلاح الجو الروسي على “مدينة درعا” التي تقع ضمن مناطق “خفض التصعيد”.

وبعد أن قاطعت دول فاعلة الجولة الأولى، معتبرة أنه لا داعي لإطلاق منصة غير “جنيف”، التي تحتضن الحوار السوري وفق الشرعية الدولية، بدأت تلك الدول بالانضمام إلى تلك المحادثات بصفة “مراقب”، أو أنها عبرت عن دعمها لها كمسار مواز لجنيف، ومع مرور الوقت وإمساك الطرف الروسي بمعظم الأوراق في القضية السورية، بدأ الوسيط الدولي “دي مستورا” منخرطاً في لعبة “أستانا”، حتى جعل من مسار “جنيف” الأصيل، تابعاً ومكملاً لمسار “أستانا” الدخيل.

أما الكاتب السياسي السوري “محي الدين لاذقاني” قال: أن “الروس قالوا لا حاجة لجنيف، فرد الأميركيون ضمناً بالقول لا حاجة للآستانة، فأجل “دي مستورا” وتراجعت كازاخستان، وبالأفق بعد أزمة الخليج نية لخلط مقصود للأوراق”، موضحاً: “وما حيرة “دي مستورا” واتصال بوتين بالسعودية والإمارات للقول إن الخلاف مع قطر يعيق الحل في سوريا، إلا أنه أول ملامح هذا الخلط العجيب”.

أميركا.. لها رأي مخالف..

على جانب أخر، كشفت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية، عن خلاف داخل الإدارة الأميركية بشأن الحرب في سوريا، حيث نقلت عن مصدر مطلع أن عدداً من كبار المسؤولين في البيت الابيض يدفعون نحو توسيع الحرب في سوريا باعتبارها فرصة لمواجهة “إيران” وقواتها بالوكالة على الأرض هناك، في مقابل رفض “البنتاغون”.

وأوضحت المجلة الأميركية، أن “عزرا كوهين واتنيك” مستشار الاستخبارات في مجلس الأمن القومي، و”ديريك هارفي” كبير مستشاري شؤون الشرق الأوسط بالمجلس، يدفعان نحو شن الولايات المتحدة هجوماً في جنوب سوريا، حيث اتخذ الجيش الأميركي في الأسابيع الاخيرة عدة إجراءات دفاعية ضد القوات المدعومة من “إيران”، التي تقاتل دعماً للرئيس السوري “بشار الأسد”، وبحسب المصادر فإن خطط مسؤولي الأمن القومي أثارت رفض الصقور التقليديين فى الإدارة الأميركية، بمن فيهم وزير الدفاع “جيمس ماتيس” الذي أسقط مقترحاتهم شخصياً أكثر من مرة.

ومن جهة أخرى ألحت موسكو، على واشنطن بالمشاركة في بحث آليات العمل على تأمين هذه المناطق، ولكن الأخيرة أبدت ترحيبها بجهود روسيا، مشيرة إلى أن الوقت لا يزال مبكراً على الحديث حول هذه المقترحات، خصوصاً أن الولايات المتحدة لديها اعتراضات كثيرة على نشاطات “إيران” والمليشيات التابعة لها في سوريا، وهو ما يتوافق أيضاً مع اعتراضات المعارضة السورية.

بينما أكدت أميركا، تلقيها دعوة للمشاركة في الجولة القادمة من اجتماعات “أستانة” حول الأزمة السورية، وذلك بصفة مراقب، وسوف يكون الحضور الثاني لها بصفة مراقب بعد أن حضرت، إضافة إلى “الأردن”، اجتماعات “أستانا 4”.

فصائل مسلحة.. تعترض..

في لقاء “أستانة 4” في أيار/مايو الماضي، احتجت فصائل المعارضة على وجود “إيران” كطرف ضامن، بعد الاتفاق على أربع مناطق لـ(خفض التوتر)، فيما اعتبر كبير الباحثين في معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية “بوريس دولغوف”: إن “المحادثات في أستانا هي في شكلها تتضمن مشاركة الحكومة السورية وممثلين عن المجموعات المسلحة، وهذه الأخيرة هي الأمر الخاص والرئيس في تأجيل هذه المحادثات لأن بعض هذه المجموعات يرفض أحياناً المشاركة، وأن القضية الرئيسة في المحادثات هي إلتزام جميع الأطراف بتنفيذ الاتفاق بشأن وقف الأعمال القتالية، ولكن هناك اعتراضات موجهة في المقام الأول إلى المجموعات المسلحة التي غالباً لا توافق على وقف الاعمال القتالية أو أنها تحاول بشتى الأساليب المناورة حوله، وهذا ما أشارت إليه القيادة السورية مراراً وتكراراً في تصريحات بهذا الشأن”.

ونقلت وكالة «آكي» الإيطالية للأنباء، عن مصادر دبلوماسية أوروبية تأكيدها، أن روسيا قد تعيد النظر بدعوة العديد من ممثلي الميليشيات المسلحة إلى اجتماع “أستانا” المقبل، لو استطاعت قوات الجيش العربي السوري السيطرة على “مدينة درعا”، وأشارت إلى أن هذه الخطوة تدرس بالنسبة للجبهة الجنوبية وبالنسبة للجبهات في ريف حلب.

بينما كشف سفير سوريا في موسكو “رياض حداد”، عن تلقي الحكومة السورية دعوة لحضور لقاء “أستانا 5” في 12 و13 حزيران/يونيو الجاري، إلا أن عضو وفد المسلحين المشارك في محادثات “أستانا” العميد “فاتح حسون”، والمتحدث باسم الجبهة الجنوبية “عصام الريس”، ذكرا أن المجموعات المسلحة لم تتسلم بعد الدعوة إلى اللقاء.

كما ذكر مستشار “الهيئة العليا للمفاوضات”، المنبثقة عن منصة الرياض للمعارضة، والمستشار أيضاً لوفد الميليشيات المسلحة إلى اجتماعات (أستانا)، “يحيى العريضي”، أن “الهيئة لم تستلم بعد الدعوة إلى أستانا المقبلة”.

وفي الوقت الذي أكد فيه “غاتيلوف”، أن المعارضة السورية المسلحة مدعوة للمشاركة في الاجتماع، قال “يحيى العريضي”: إن “الهيئة تلقت الدعوة إلى اللقاء القادم ولكنها لم تتخذ قراراً بعد حول المشاركة فيها”.

جولات استانا..

يذكر أن الجولة السابقة، وهي الرابعة من مباحثات أستانا، عاصمة كازاخستان، عقدت في 3 – 4 أيار/مايو الماضي، واتفقت خلالها “روسيا وإيران وتركيا”، الدول الضامنة لاتفاق الهدنة، على إنشاء 4 مناطق لخفض التصعيد “تخفيف التوتر” في سوريا، ويتم بموجبها نشر وحدات من قوات الدول الثلاث لحفظ الأمن في مناطق محددة بسوريا، ووقف النشاط العسكري، بما في ذلك تحليق الطيران، وتبقى الوثيقة سارية المفعول لمدة نصف عام قابلة للتمديد بشكل آلي لنفس الفترة.

وبدأ سريان هذا الاتفاق منتصف ليل 6 أيار/مايو الماضي، وتشمل “محافظة إدلب” وأجزاء من المحافظات المجاورة “حلب واللاذقية وحماة”، ومنطقة “شمال حمص”، وكذلك “الغوطة الشرقية” و”جنوب محافظتي درعا والقنيطرة”، وعلى الرغم من اتفاق الأطراف على وقف إطلاق النار إلا أن الاشتباكات والقصف المتبادل بين النظام السوري المدعوم من “روسيا وإيران” والمجموعات المرتزقة المدعومة من قبل “تركيا”، لم تتوقف وحصدت أرواح المئات من المدنيين.

وكانت الجولات الأولى لمباحثات “أستانا” في 23 و24 كانون ثان/يناير الماضي، حول التسوية السورية بقيادة تركيا وروسيا، ومشاركة إيران والولايات المتحدة ونظام بشار الأسد والمعارضة السورية, لبحث التدابير اللازمة لترسيخ وقف إطلاق النار، وذلك بموازاة مسار “جنيف” المتواصل منذ العام 2014.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة